” جين بوتيزنير” الصحفية المتمردة التي احتفل جوجل بعيد ميلادها في يوم الصحافة العالمي
الأكثر مشاهدة
لم تنقصها الجرأة ولا روح التمرد تلك الروح التي رافقتها منذ ولادتها لأسرة ترفض مسايرة الموجود لكنها تتبع ما يؤمن به أفرادها حتى لو خالف الجميع، فأسرتها بروستانتية في بلدة قديمة كاثوليكية، ربما ذلك ساعد على تشكيلز شخصيتها الثائرة الدافعة عما تؤمن به، والذي سيزج بها في السجن، أو مغادرتها الولايات المتحدة، لكن ذلك لم يثنها أو يجعلها تتخاذل عن موقفها.
"هي" جين بوتيزنير" ليس ذلك الأسم أو اللقب الذي تعرف به، لكن كان البداية لتلك الجريئة والشجاعة، صحفية وكاتبة وناشطة في التخطيط العمراني، أمريكية كندية، كافحت من أجل وقف مد التخطيط العمراني الذي يهدم أحياء قديمة وكان لها الفضل في إسماع "صوت" قضايا التخطيط العمراني، بتنظيمها حملات رافضة لما يحدث، وألقى القبض عليها واتهمت بالحشد والتحريض العلني في جلسة علنية، ما جعلها تحصل على العديد من الألقاب المذدرية لها مثل "سيدة مجنونة" أو معادية للمساواة العرقية، كل ذلك لأنها دراست أرض ملغمة بالسيطرة الذكورية وهو التخطيط العمراني، ونشرت كتاب الأشهر في الستينات "الحياة والموت لمدن الأمريكة الكبري".
كانت البداية بمجيئها إلى مدينة نيويروك بعد الكساد الكبير في ثلاثنيات القرن الماضي، وكانت تملك خبرة كعملها محررة صحفية غير مدفوعة الأجر لمدة سنة بعد تخرجها مباشرة من الثانوية، وفي نيويورك عملت في العديد من الأعمال من سكرتيرة لمحررة، تقول عن تلك الفترة"ساعدتني في أخذ فكرة كبيرة عما يحدث وعن طبية الوظائف المتوفرة في المدينة".
روحها المتمردة جعلها تكون مترددة في إكمال تعليمها في جامعة برنارد في كولومبيا لكن درجاتها في الثانوية أنقذتها من تلك الحيرة، فلم تكن بالمستوى المطلوب للقبول بالجامعة، وظلت تحفظ لنفسها هذا الجميل، فتحكي" كان هذا من حسن حظي لأنه سمح لي بمواصلة التعليم"، فقد ألتحقت بعد ذلك بدراسات عامة فأخذت دروسًا في الجيولوجيا وعلم الحيوان والقانون والعلوم والسياسة والإقتصاد، تقول عن ذلك " للمرة الأولى أحببت الدراسة وحصلت على الدرجات العليا".
أثناء عملها كمراسلة في أمريكا الشمالية تقابلت مع المهندس روبرت جاكوبس، وتزوجته وبذلك أصبحت جين جاكوبس وهو أسمها المشهورة به، وأنجبت منه ولدين وفتاة.
رفضت الحرب في فيتنام وذلك اضطرها لترك الولايات المتحدة والعودة لـ توروتنو بكندا، ولم يتوقف نشاطها بل ناضلت في التسعينات واعترضت على ضريبة تضر بدخل المدينة، وبودمج بلديات مترو توروتنو بمدينة تورتنو من جديد.
كان لديها قناعة حماية حقوقها تأتي من حماية حقوق الغير، ففي أثناء أزمة المكارثية أوضحت رأيها "أن التهديد يأتي من الداخل من الخوف الموجود من التطرف، وعلينا ترك الجميع يعبرون عن رأيهم وأفكارهم لأن تلك هي حقوقهم، ولو حرمناهم منها ستكون حقوقنا في خطر.
توفيت جين جاكوبس في 2006، بعد ما قضت حياتها تكافح لأجل ما تؤمن به.
الكاتب
نيرة حشمت
الأربعاء ٠٤ مايو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا