”المولدات” أول مدرسة للبنات في مصر.. و”تمرهان” أول معلمة
الأكثر مشاهدة
رغم عدم تقبل المجتمع المصري حينها للفكرة، إلا أن إصرار محمد علي باشا على إتمامها جعل مصر سباقة ومنفردة. فعندما قرر أن يفتتح أول مدرسة لتعليم البنات عام 1832 واجهت الفكرة رفضا قاطعا من أهالي المحروسة.
اعتبر المصريون أن إلحاق بناتهم بالمدرسة أمرا معيوبا، ورفضوا جميعا الانصياع لأوامر محمد علي، رغم ما عرف عن صرامته واضطراره إلى إجبار الجند والفلاحين على ذلك، وامتنعوا عن إرسال بناتهم لمدرسة "المولدات"، مما جعل المدرسة تقتصر في بدايتها على الفتيات ساقطات القيد.
وتم افتتاح المدرسة بشكل رسمي عام 1836، وكانت الفتيات تتعلمن المهارات الطبية اللازمة لتكن مولدات محترفات، وأن يقوم الأهالي باللجوء إليهن بدلا من القابلات التقليديات (الدايات)، اللاتي كن المولد الرسمي لجميع الحوامل، ورغم المميزات اللاتي تمتعن بها، كان المجتمع ينظرن لهن بريبة وعدم تقدير ويرفض الزواج منهن، ولذلك ظل الإقبال على المدرسة محدودا، انتشرت بعدها المدارس التبشيرية والإرساليات، وأول مدرسة من هذا النوع تم إنشاؤها عام 1837.
وفي عهد الخديوي إسماعيل، قامت زوجته جشم آفت هانم بإنشاء مدرسة السيوفية لتعليم البنات عام 1873، وكانت مدرسة حكومية مجانية، واتبعت المدرسة نظام التعليم الداخلي، وتكونت من 15 معلمة، وبدأت بخمس تلميدات فقط، وركزت على تعليمهن الرياضيات وعلوم القرآن واللغات العربية والتركية والفرنسية، إلى جانب مهارات المنزل من التدبير المنزلي، والطبخ، وأشغال الإبرة.
وكانت جليلة بنت صالح علي، المعروفة بـ "جليلة تمرهان" من أوائل المدرسات بمدرسة "المولدات"، فقد اتخذت حب مهنة الطب عن والدتها التي كانت طبيبة قابلة، وكانت جليلة تتقن اللغات العربية والفرنسية والتركية، مما مكنها من الإطلاع على الأبحاث الطبية المختلفة، وأصدرت كتاب "محكم الدلالة في أعمال القبالة"، كما عملت بالصحافة، وكانت تكتب المقالات والنصائح الطبية بمجلة "يعسوب الطب".
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٠٣ نوفمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا