”إلهان عُمر”.. مشوار طويل بدأ من الصومال إلى الكونجرس
الأكثر مشاهدة
وهي في الحادية عشرة من عمرها، وتعيش في مخيم للصوماليين اللاجئين إلى كينيا هربا من الحرب الأهلية، لم تكن إلهان عُمر لتتخيل أنها ستكون أول أمريكية صومالية مسلمة تحصل على المقعد التشريعي (الكونجرس) بولاية مينيسوتا.. هذه قصتها.
الصومالية إلهان عمر في الكونجرس الأمريكي
حتى تحصل إلهان على المنصب الذي نالته عن استحقاق وجدارة، وبعد عمل مضني وشاق، مرت بكثير من التجارب التي كونت شخصيتها المرحة والحازمة والجادة، وأكسبتها الثقة والإصرار، فإلهان ولدت في موطنها الأصلي، الصومال، عام 1982، ولكنها انتقلت إلى كينيا مع عائلتها بعد نشوب الحرب الأهلية عام 1991، ومكثت لمدة أربع سنوات بمخيم للاجئين، إلى أن جاء القرار بالهجرة نحو الولايات االمتحدة عام 1995.
فور وصولها إلى أمريكا بصحبة والدها وجدها، تعلمت الإنجليزية وأتقنتها خلال 3 أشهر، وأصبحت المترجمة الرسمية لجدها في اجتماعاته بالآخرين، كانت العائلة تستقر في البداية بولاية فرجينيا، ثم انتقلوا إلى مدينة مينيابوليس، أكبر مدن ولاية مينيسوتا.
اهتمت إلهان بالسياسة، ورسخ والدها في ذهنها أهمية الديمقراطية، ولذلك استطاعت أن تحصل على البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة ولاية شمال داكوتا، ودرست بمعهد الدراسات الدولية، وأصبحت زميلة كلية همفري للشئون العامة، وبعد انتهائها من المحطات الدراسية توجهت نحو العمل المجتمعي العام.
دوما ما كانت تشغلها القضايا الإنسانية والمتعلقة بالتعليم وحقوق الإنسان، والقضايا البيئية، وتطوعت في منظمات ومبادرات عدة لها علاقة بهذه المجالات.
اقرئي أيضًا.. نورهان إبراهيم مترجمة رافقت مؤسس صفحة "ناس نيويورك" في رحلته بمصر
بدأت حياتها المهنية بجامعة مينيسوتا تتولى ما له علاقة بالتوجيه المجتمعي في الفترة من 2006 حتى 2009، حتى قررت أن نتخرط في العمل السياسي بشكل أكبر، فأدارت حملة كاري ديزدزيك للحصول على المقعد التشريعي في مجلس الشيوخ بولاية مينيسوتا عام 2012، كما كانت ضمن حملة أندرو جونسون في الفترة ما بين 2012 و2013 للحصول على رئاسة مدينة مينيابوليس، أكبر مدن مينيسوتا، وبعد نجاحه تم تعيينها كمساعد سياسي له بداية من 2013 وحتى 2015، ومن بعدها تولت إدارة السياسات والمبادرات بشبكة "النساء من أجل المرأة"، وهي جمعية تهدف إلى تمكين النساء من شرق إفريقيا من تولي المناصب القيادية في السياسة والمجتمع المدني.
اقرئي أيضًا.. حكاية نادية مراد العراقية الفائزة بجائزة نوبل للسلام
في 2016، قررت إلهان أن ترشح نفسها للحصول على المقعد التشريعي لولاية مينيسوتا، وفي نوفمبر استطاعت أن تحقق الحلم. في البداية انسحب منافسها عسكر عبد الملك لظروف تخصه، كما تعرضت للهزيمة في الانتخابات التمهيدية بالحزب الذي تنتمي إليه، حزب العمال والفلاحين الديمقراطي، ولكنها في النهاية اقتنصت أصوات المواطنين الأمريكين، ودخلت التاريخ بكونها أول أمريكية صومالية مسلمة تتولى هذا المنصب.
لم تشغلها السياسة عن تكوين أسرة، فهي زوجة وأم لثلاثة أبناء تصطحبهم في بعض الأحيان في الجولات الانتخابية، كما أنها تتميز بحجابها، الذي ترفض أن تتخلى عنه، واعتبر كثيرون فوزها عودة لروح أمريكا الأصلية التي تقبل بالتنوع والاختلاف، خاصة، بعد الصدمة التي الحقت بكثيرين بعد فوز دونالد ترامب على منافسته هيلاري كلينتون برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
واليوم تصدر اسمها العناوين الرئيسية للأخبار مع صدور نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية لعام 2018، بعد فوزها بمقعد ولاية مينيسوتا بأغلبية الأصوات، لتصبح إلهان عمر واحدة من أوائل المسلمات اللاتي دخلن الكونجرس الأمريكي، وأول محجبة في أروقته، وبذلك تكون نسبة النساء بمجلس الشيوخ الأمريكي حوالي 20%، و19% من الأقليات
اقرئي أيضًا..
إليزابيث إيكفورد الطالبة الأمريكية التي واجهت التفرقة العنصرية
مارجريت تاتشر.. كيميائية أصبحت أول رئيسة وزراء لبريطانيا
معلومات عن كوليندا كيتاروفيتش الرئيسة الكرواتية
الكاتب
هدير حسن
الخميس ١٠ نوفمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا