”صبح البشكنجية”.. امرأة من تاريخ الأندلس المجيد
الأكثر مشاهدة
جارية من البلاد المجاورة لمملكة الأندلس العربية، اسمها "أورورا" ويعني الصبح لذلك أصبح اسمها لنظيره العربي مع إضافة لقب يرجع لقوميتها "البشكنج" الذين كانوا متواجدين في المكان الواقع على الحدود بين إسبانيا وفرنسا الآن.
كانت جارية مغنية بدار مدنيات للغناء التي أنشأها زرياب في قرطبة، في صحبة العود عرفها محمد بن أبي عامر الذي كان وقتها فتى يدرس بجوامع قرطبة وبعدها سيصبح رجل الأندلس، وقعت في قلبه كما وقع في قلبها.. لكنها وجدت نفسها بين ليلة وضحها في قصر الحكم ابن الخليفة الناصر.
لم يتزوجها الخليفة الحكم الذي تولى الحكم بعد وفاة أبيه الناصر، لكنها كانت أم ولد له بعد سنين لم يكن له فيها ولي عهد، فقد أنجبت له عبد الرحمن ومات صغيرًا، ثم هشام.. في نفس الوقت صعد محمد ابن أبا عامر للعمل بالقصر ولحداثة سنه وذكاءه ومهاراته تم ترشيحه ليكون وصيًا على أموال صبح وابنها، وتقابلت صبح مع محمد وعرفا بعضهما وكانت علاقة حب عذرية رفعت أبي عامر إلى سلطان الحكم درجة درجة.
وقد وجدت بعض من أثارها، وهي علبة مجوهرات من العاج والفضة، مكتوب عليها: "بركة من الله للإمام عبد الله الحكم المستنصر بالله أمير المؤمنين مما أمر بعمله للسيدة أم عَبد الرحمن على يد درى الصغير سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة".
اقرئي أيضًا.. "نساء الأسرة العلوية".. زوجات الخديوي إسماعيل
صبح لم تكن زوجة الخليفة إلا أنها كانت سلطانة على الحقيقة حيث تسميها الرواية الإسلامية بالسيدة صبح أم هشام وفي نظيرتها الأوروبية تسمى بالسلطانة صبح، وكان لها كلمة مسموعة في تعيين الوزراء ورجال الدولة والبطانة الحاكمة، وكان تقديم ابن أبي عامر لوزارة من بعد أخرى ثم توليته حجابة الخليفة ابنها بعد وفاة أبيه من تدربيرها بجانب دهاء ومهارة ابن أبي عامر.
اقرئي أيضًا.. زوجات محمد علي
ورغم شهودها ابن أبي عامر وهو يسلب ابنها حقه في الحكم ويحجبه عن الناس بحجة الوصاية عليه وأنه اعتزل الحكم تفرغًا للعبادة وتسميته لنفسه بالملك المنصور، إلا أنها ظلت تحبه ولكن هذا الحب لم يمنعها من النضال والتخطيط لأجل إعادة حق ابنها، وهو ما لم تستطع تحقيقه.
وبعد أن فشلت محاولاتها في استرجاع ملك ابنها آخر الخلفاء الأمويين في الأندلس، ارتضت العزلة ورضخت لأنها هي من صنعت لنفسها هذا المصير، وتوفيت عام 390 للهجرة.
تم تجسيد حياة صبح في الدراما بمسلسل فتى الأندلس وأدت دورها فردوس عبد الحميد، ثم نسرين طافش بمسلسل ربيع قرطبة.
اقرئي أيضًا..
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ١٨ سبتمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا