تماضر توفيق.. أول امرأة تترأس التلفزيون المصري
الأكثر مشاهدة
بعد أن فارقت حياة شهدت على تفردها واجتهادها في 9 يونيو عام 2001، كتب الصحفي الراحل أحمد بهجت في عموده اليومي "صندوق الدنيا" يرثي رحيلها "لم تكن السيدة تماضر توفيق مجرد رئيسة للتلفزيون، يعنيها شأن الإدارة وترتب أمورها داخل إطارها، إنما كانت نجما من نجوم الإذاعة وكانت روحا بثته في التلفزيون في بداية حياته ونشأته، كانت تعرف ما الذي يعنيه التلفزيون، وأي قدرة تتمثل في شاشته الصغيرة".
في السنبلاوين بالدقهلية ولد تُماضر، المسماة على اسم الشاعرة الخنساء والصحابية التي أدركت الجاهلية والإسلام تماضر بنت عمرو، في 9 فبراير عام 1920، درست بجامعة القاهرة، حين كانت (جامعة فؤاد الأول)، فحصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1942.
انضمت في دراستها بالجامعة إلى فريق مسرح الكلية، وعملت بوكالة الأنباء المصرية، لكنها متعلقة بالمسرح والتمثيل، واشتركت في مسرح دار الأوبرا القديمة، وفي عام 1946 التحقت تماضر بالإذاعة المصرية وكونت مع زملائها بالإذاعة فريقا للتمثيل.
ضمن بعثة ضمت أوائل الإذاعيات المصريات، سافرت تماضر لدراسة الفن الإذاعي في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بعد عودتها أصبحت رئيسة قسم التمثيليات بالإذاعة، إلى جانب تقديمها لنشرات الأخبار وبرامج مثل "ورقة وقلم" و"20 سؤال"، اللذين كانا لهما جماهيرية واسعة.
انتقلت تماضر إلى البرنامج الأوروبي والبرامج الأجنبية في الإذاعة، وأشرفت على القسم كأول سيدة تتولى هذه المهام، كما عملت مساعدا للمراقب العام بالإذاعة، وكانت النقلة إلى التلفزيون بعد العودة من بعثة عام 1957 لدراسة الفن التلفزيوني، حين تولت مسئولية البرامج الثقافية ثم البرامج التعليمية، وفي بعثة أخرى عام 1960 إلى الولايات المتحدة، حيث درست الإخراج التلفزيوني، أصبحت تماضر أول سيدة تعمل بالإخراج.
من خلال تكثيف جهودها في الإشراف على القناة الثقافية (القناة الثالثة)، استطاعت تماضر أن تجعلها تنافس القناتين الأولى والثانية، رغم التخصص، فابتكرت البرامج والأفكار التلفزيونية التي جعلتها جاذبة ومميزة. قدمت على الشاشة الفضية برنامج "وجها لوجه" صاحب الطابع الثقافي المبسط، وكان واحد من أبرز ضيوفها رائد الفضاء يوري جاجارين.
تدرجت تماضر في المناصب، فكانت مديرا عاما للمراقبة والتخطيط والمتابعة، ووكيل التلفزيون لشئون البرامج، وبعده تولت رئاسة التلفزيون المصري عام 1977، في منصب لم تسبقها سيدة أخرى إليه، لتكون الأولى، وتظل متولية رئاسة واحد من أهم المناصب حت عام 1985.
تتلمذ على يدها الإعلاميات سلمى الشماع وسناء منصور وميرفت رجب، وكتب عنها الشاعر فاروق شوشة بعد رحيلها "لم تكن كغيرها من الرائدات في مجال العمل الإذاعي والتلفزيوني.. هي أكثر وعيا وثقافة واستنارة، وأكثرهن جرأة وشجاعة في الحق.. وأكثرهن انضباطا في العمل وحرصا على الجدية.. لم يكن يحبها الجهلاء والأدعياء لنها سرعان ما تكشف زيفهم وادعاءهم، وكان يرهبها المنحرفون والفاسدون لأنها كانت تواجههم مباشرة بفسادهم وانحرافهم".
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ١٤ فبراير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا