المرأة و الزواج في المثل الشعبي
الأكثر مشاهدة
ترصد الفلسفة الشعبية التجربة بتدوينها في مثل يصاغ و يتداول حتى يصبح مثل دارج يقال فور حدوث الموقف
و المراة و الزواج كانا موضوعين في غاية الأهمية ، حيث رصد المثل الشعبي العديد من الأمثلة التي انتقلت من جيل إلى آخر
الحكمة الشعبية مهتمة بوضع المرأة سواء في المدينة أو في الريف ، فالمرأة التي من يفترض الرجل أن تكون رقيقة مسالمة تحاول دئما أن تلجأ الى الحيلة لتحقيق أهدافها و الحصول على حقوقها التي اغتصبها منها الرجل ، لذلك نجدها نستخدم " الدهاء " و الذكاء في الحصول على تلك الحقوق ، و العديد من الرجال لهم تجارب مريرة عانوا فيها من ذكاء امرأة أعطه الفرصة بذكائها أن يتهم نفسه بالغباء ، ومن هنا نشأت أسطورة غموض المرأة و سعة حيلتها
من تلك الأمثلة
( النساء حبائل الشيطان ) و تحذر الحكمة الشعبية الرجل ( الراجل ابن الراجل الي عمره ما يشاور مرة ) ، و ( عمر المرة ما تربي طور و يحرث )
هكذا جاء المثل الشعبي ليحذر الرجل من المرأة ،( لا تأمن للمرة اذا صلت و لا للخيل اذا وطت و لا الشمس اذا ولت ) ، أي مهما فعلت النساء لا تأمنها أبدا
و في المقابل جاءت المرأة اتصيغ أمثالها الشعبية ضد الرجل ذاته فتتهمه بعدم الامان أيضًا ، فهيب تعتقد أنها بدهائها إنما تدافع عن حقها ضد الراجل ، فجاء المثل الشعبي ( يا مآمنا للرجال ، يا مآمكنا للمية في الغربال ) ، أي أن الرجل لا يؤتمن كالماء في ( الغربال )
كما أنها وضعت خططها الحكيمة في التعامل معه ، ( ابنك على ما تربيه و جوزك على ما تعوديه ) ، أي أن الطريقة التي يعتادها رجلك في التعامل هي حسب ما عودته أنت لذلك عليك تعويد زوجك على عاداتك كما تربين ابنك وفق احكامك
ومن هذا المنطلق جاء المثل الشعبي ليصف علاقة الزواج بصفتها العلاقة الأسمى بين الرجل و المرأة ، و لكن أخذت فكرة الزواج أقاويل متشائمة سوداوية في بعض الأمثال الشعبية
( إمشي في جنازة و لا تمشيش في جوازة ) ، أي أن لا تتدخل في موضوع الزواج لشخص آخر ، و جاء هذا المثل ليصف أنه اذا "مشيت في جوازة " ستطالك المشاكل ، بصفة الزواج مؤسسة المشاكل الكبرى على حد فهمهم ، فاذا حدثت المشكلة كنت أنت أول الملعونين لأنك مشيت في تلك الجوازة
ليأتي مثل مضاد لذلك المثل فيقول ( يا بخت من وفق راسين في الحلال )
لم يغفل المثل الشعبي عن وصف الزوجة المستحقة للزواج فجاء مثل ( خد الأصيلة و لو كانت على الحصيرة ) ، ثم يؤكد في مثل آخر ( خذ المجنونة بنت العاقلة و لا تاخد العاقلة بنت المجنونة )، و يحذر في مثل آخر من زواج القريب ( الدخان القريب بيعمي )
ومن باب النضج الفكري في المثل الشعبي نجد مثلاً يقول ( اذا كنت بدك تصون العرض و تلمه جوز بنتك للي عينها منه )
و يلتفت المثل الشعبي الى الحمى و يؤكد على أهمية وضعها في علاقة الزواج فجاءت تلك الأمثال ،( بوس إيد حماتك و لا تبوس إيد مراتك ) ، بصفة الحمى في الكثير من الزيجات تكون المتحكم الأول و مديرة العلاقة ، و في مثل آخر ( الحمى عمى ) ، و ( الي ما يقدرش على حماته يقدر على مراته ) أي أن حماتك في الواقع أقوى من ( مراتك ) .
و بالطبع لم تغفل المرأة عن وضع خططها الحكيمة مرة أخرى في التعامل مع زوجها فنصحت السيدات ( قصقصي ريش طيرك قبل ما يلوف على غيرك )
و في النهاية لا ينسى بالطبع المجتمع أن يربط كل شيء بالقيم المادية فجاء المثل ( بفلوسك بنت السلطان عروسك )
الكاتب
نورهان سمير
الأحد ٠٦ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا