نزار في عشق ووجع بلقيس ”بلقيس ..كـــانت أجمل الملكات في تاريخ بابل”
الأكثر مشاهدة
الشاعر نزار قباني شاعر الحب و الغزل ،من أروع ما كتب قصيدته و ديوانه بلقيس ، وارء بلقيس حكاية حب وألم ووجع و فقد كبيرة
كانت بلقيس هي الحبيبة و الزوجة الثانية التي يفقدها نزار
كان خارجًا لتوه من فجيعة فقد زوجته "زهراء الدمشقية " 3 سنوات لم يكتب فيها نزار شعرًا و لم يخط قلمه كلمة ، إلى أن التقى بـ" بلقيس الرواي " في إحدى أمسياته الشعرية ببغداد عام 1962 ، فسقط صريعًا أمام جمالها فكانت بلقيس كوصف نزار " قبيلة من النساء " كان لها شعراً أسودًا طويلا يكاد يلامس الأرض لم يرى مثله من قبل كانت طويلة القامة هيفاء فرعاء ، فأعادت الحبر إلى قلم نزار كما أعادت الدماء إلى عروقه
و ككل قصص الحب العربية في ذاك الوقت لاقت قصة عشق نزار و بلقيس " لا " كبيرة جدًا فوالدها " الراوي" اعترض على تزويج ابنته بلقيس لرجل يكبرها بأعوام كثيرة حيث كانت في الثالثة و العشرين من عمرها و كان نزار في الأربعين من العمر كما أن له قصائد غزل في نساء أخريات ، فقال نزار أن تلك القصائد كانت وثائق أشهرتها عائلة بلقيس في وجهي ، و يقول نزار أنه لما فشل في إقناع شيخ القبيلة بقضيته ركب طائرته و سافر في عمل دبلوماسي إلى أسبانيا بثلاث سنوات كتب خلالها رسائل كثيرة لبلقيس و كانت تكتب له
ظل نزار على تلك الحالة حتى عام 1969 ففي هذا العام دعي بدعوة رسمية للإشتراك في مهرجان المبرد و هناك ألقى قصيدة عظيمة كانت بلقيس بطلتها الرئيسية
"مرحباَ يا عراق, جئت أغنيك
وبعض من الغناء بكاء
أكل الحزن من حشاشة قلبي
"والبقايا تقاسمتها النساء
بعد هذه القصيدة التي هزت بغداد في تلك الفترة, تعاطفت الدولة والشعب العراقي مع قضية نزار وتولى القادة البعثيون خطبة بلقيس من أبيها, وكان على رأس الوفد الحزبي الذي ذهب إلى بيت الراوي في (حي الأعظمية) لطلب يد بلقيس, وزير الشباب الشاعر الأستاذ شفيق الكمالي ووكيل وزارة الخارجية آنذ الشاعر الأستاذ شاذل طاقة. وهكذا ذهب نزار إلى بغداد عام 1969م ليلقي قصيدة شعر.. وعاد وهو يحمل (نخلة عراقية)
ومع بلقيس شعر نزار أنه يعيش في حضن أمه, فقد أدركت بلقيس أن نزاراَ مثل كثير من الرجال يحتاج إلى امرأة تكون في المقام الأول (أما) ثم بعد ذلك زوجة فظلت تعامله كطفل وتعوضه عن بعده أمه فقد كان كثير التنقل ولذا نجد نزاراَ يكتب لها قصيدة بمناسبة مرور عشر سنوات على زواجهما، يقول فيها:
أشهد أن لا امرأة
أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتي
عشرة أعوام كما احتملت
وقلمت أظافري..
ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال
إلا أنت
.. .. ..
أشهد أن لا امرأة
تعاملت معي كطفل عمره شهران
إلا أنت
وقدمت لي لبن العصفور
والأزهار والألعاب
إلا أنت
.. .. ..
أشهد أن لا امرأة
قد جعلت طفولتي
تمتد خمسين عاماَ.. إلا أنت
عاش نزار مع بلقيس ما يزيد عن عشرة أعوام في حب و حياة مليئة بالسعادة فكانت بلقيس بجانبه دائما ، وحتى في وفاة ابنه توفيق و أمه ، كانت تؤازره و تحمل معه حزنه ، أنجبت بلقيس من نزار "زينب و عمر "طفلين من الجنة لرجل عشق أمهم عشقًا صادقًا
كتب نزار عن بلقيس نثرًا يقول :
(كانت بلقيس تمثل كوناً حضارياً بحد ذاته.. امرأة من الصعب أن تتكرر ولا أبالغ إذا قلت لن تتكرر ولا أبالغ إذا قلت إنها هي التي أعطتني لا أنا الذي أعطيتها)
عاشت تلك القصة الجميلة و الرقيقة حتى انفجرت لبنان بالغباء عام 1980 فهدم وخرب الإرهاب لبنان الجميلة ، و يوم 15-2-1981 بالتحديد هزت بيروت صوت انفجار السفارة العراقية ، وصل خبر تفجير السفارة لنزار فصرخ وقتها راحت بلقيس ، ركض نزار ليصل لمقر السفارة فيجدها ركامًا من بشر و حجر ، وقف نزار 4 أيامًا كاملة ينتظر أن يخرجوا بلقيس حبيبته و قصيدته من تحت الأنقاض ليأخذها في حضنه و يهرب بها من هذا الدمار ، فخرجت جثة من تحت الأنقاض و في عظمة يدها اليسرى خاتم زواج منقوش عليه اسم نزار
فقد نزار بلقيس ، فجيعته الكبرى ووجيعته الأكبر ، كتب لها قصيدة تعد مرثيته الأطول في رثاء بلقيس في حوالي ألفي كلمة منها هذه الأبيات :
قسما بعينيك اللتين إليهما
تأوي ملايين الكواكب
سأقول يا قمري عن العرب العجائب
هل تعرفون حببيتى بلقيس
فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجا رائعا بين القطيفة والرخام
***************
بلقيس يا بلقيس يا بلقيس
كل غمامة تبكي عليك
فمن ترى يبكي عليا
بلقيس كيف رحلت صامتة
ولم تضعي يديك على يديا
بلقيس كيف تركتنا في الريح
نرجف مثل أوراق الشجر
وتركتنا نحن الثلاثة ضائعين
كريشة تحت المطر
أتراك ما فكرت بي
وأنا الذي يحتاج حبك مثل زينب أو عمر
بلقيس يا معشوقتي حتى الثمالة
************
و هؤلاء الكاذبون يقرفصون ويركبون على الشعوب ولا رسالة
لو أنهم حملوا إلينا من فلسطين الحزينة نجمة أو برتقالة
لو أنهم حملوا إلينا من شواطىء غزة حجرا صغيرا أو محارة
لو أنهم من ربع قرن حرروا زيتونة أو ارجعوا ليمونة
ومحو عن التاريخ عاره
لشكرت من قتلوك يا بلقيس يا معبودتي حتى الثمالة
لكنهم تركوا فسلطينا ليغتالوا غزالة
قال نزار عن بلقيس اعذب الكلمات وارقها (بلقيس كانت واحة حياتي وملاذي وهويتي وأقلامي بعد رحيلها أقمت بابا من الحديد في بيتي يسبقه بمتر ونصف، أغلقه علي وعلى أولادى من السابعة مساء، أصبحت أنام بعيون مفتوحة بعد أن خاصمت الطمأنينة، أرادوا أن يخفوا صورها من البيت فصرخت فيهم أريد أن تبقى بلقيس معى حتى لو غابت كانت جزءا من عمري ومن عيش مشترك وكانت صديقة شعري قبل أن تكون صديقتي ولم تكن تعتبر قصيدتي ضرة لها، بل جزءا من مجدها)
:ومن قصيدة بلقيس
بلقيـــــس ..
شكراً لكـــم ,, شكرًا لكـــم
فحبيبتي قتلت .. وصار بوسعكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت .. وهل من أمة في الأرض
إلانحن – نغتال القصيدة..؟
بلقيس
كـــانت أجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس
كانت أطول النخلات في أرض العراق
كانت إذا تمشي
ترافقها طواويس .. وتتبعهــا أيائل
بلقيس.. يا وجعي
ويا وجع القصيدة حين تلمســها الأنامل
هل يا ترى
من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ...؟
يانينوى الخضراء
ياغجريتي الشقراء
ياأمواج دجلة
تلبس بالربيع بساقيها ... أحلى الخلاخل
قتلوك يابلقيس
أية أمة عربية تلك التي
تغتال أصوات البلابل ..؟
أين السمؤال ..؟؟والمهمل ..؟؟
والغطاريف الأوائل ...؟؟
فقبائل أكلت قبائل
وثعالب قتلت ثعالب
وعناكب قتلت عناكب
قسما بعينيك التي اليهما
تأوي ملايين الكواكب
سأقول ياقمري عن العرب العجائب.
الكاتب
نورهان سمير
الأحد ١٣ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا