ملهمات في حياة ”كافكا”
الأكثر مشاهدة
فرانز كافكا ولد عام 1883 في مدينة براغ الألمانية لعائلة يهودية محافظة ، حصل على درجة الدكتوره في القانون و مارس القانون كمهنة مدة قصيرة من الزمن ، لكنه تركه و فضل التأمل في الكون مهما كان الثمن
انعزل فترة في حياته كسرت سنين العزلة تلك صحته فأصيب بداء السل الذي فتك به و أنهى حياته عام 1924 و كان في الواحدة و الأربعين من عمره
كتب كافكا في حياته أعمالًا روائية مهمة متأثرًا فيها بعلاقاته العاطفية ، حبيباته و ملهماته ، و اللاتي شكلن جزءًا مهما من حياة و فكر كافكا ، فكان بعد كل علاقة عاطفية ينطلق في كتابة إحدى أعماله مثل " القلعة" و"المحاكمة" و"أميركا"
في إحدى رسائله كتب يقول "أن يكون إلى جانبك أحد يكون متفهم، أن يكون امرأة، يعني أنك محاط بعناية من كل جانب، أنّك تملك الله" ، و في بعض رسائل أخرى له كان يقارن كافكا بين عشيقاته والعواصف الثلجية و الخوف و الملل ، كان في حبه حزينا و سوداويًا وحزين و هارب إنه لم يقوى على التشبث بحبيبة حتى النهاية ، كان يتدرب دائمًا على على الوحدة و المرارة و الفقدان ، فنجد في كثير من نصوصه حضور كلمة " مفقود " ، كانت نساؤه و معذباته هن مصدر استعاراته الجميلة ، غن كافكا يفضل الحب عن بعد
لذلك كان يخشى الزواج بالرغم أنه أحب وو تعرف على العديد من الفتيات إلا أنه كان يخشى أن تتعارض حياته الزوجية مع ميوله الأدبية فكتب يقول " سأكون زوجًا غير صالح ، يخونك كل ليلة مع كتاباته "
في حياة كافكا ثلاث ملهمات أشهرن ميلينا جينيسكا ، و الأخريات هن فيليس باور و دورا ديامان
مـيــلـيــنـا جـيـنـيـسـكـا:
ميلينا جينيسكا ، كانت متزوجة في الرابعة و العشرين من عمرها ، كانت جميلة تفيض بكامل الأنوثة إلتقاها كافكا ذات يوم في مقهى في براغ ، و كان اللقاء الأل كفيلًا بأن يقع في عشقها و يكتب لها العديد من الرسائل و التي صدرت مكتوبة بعنوان " رسائل إلى ميلينا " تجمع رسائله من عام 1920 حتى عام 1924 كانت رسائلة لميليلنا الأجمل ، لأن ميلينا نفسها كانت الأجمل و الأقرب إليه من بين كل ملهماته ، كانت الأكثر فهمًا له لذلك كان يشعر معها بالارتياح و الحرية ، كانت مهتمة بلأدب و الموسيقى و الفن متحررة
"بالنسبة إليّ ، لست إمرأة بل فتاة شابة ، لم أعرف في حياتي فتاة أشد صبا منك"
كانت البداية بينهما حين ترجمت ميلينا قصصصا لكافكا إلى اللغة التشيكية ، من هنا بدأت المراسلات بشكل كتابي ثم التقيا عام 1920 لمدة أربعة أيام كانت الأفضل في حياة كافكا بأسرها حيث صح فيها و اختفى فيها مرضه و زال خوفه , لكن ميلينا كانت متردد و خائفة لا تمتلك قرارًا فقد كانت ميلينا متزوجة و لا تستطيع التخلي عن زوجها ، و رغم كل خوفه هو أيضَا المصاحب لشخصيته إلا أنه لا يملك ملجأ يأوي إليه غيرها و كانت رغبته فوق كل شيء أن يلقي برأسه فوق ركبتها إلى الأبد
حين انقطعت المراسلات بينهما ،و كان فقدان كافكا لميلينا كان يعني له الموت ، في نهايته التقاها يومًا و أعطاها مذكراته لتقرأها و تحتفظ بها
رسالة من كافكا إلى ميلينا
ميران – انترمياس
بنسيون أوتبورغ
عزيزتي ميلينا ،
كتبت لك ملاحظة من براغ ، و بعدها من ميران. لم أحصل على جواب. في الحقيقة الملاحظات لا تحتاج إلى جوابٍ عاجل ، فإذا كان صمتكِ لا يعني سوى إشارة إلى محافظة نسبية - و هذه عادةً ما تعبر عن نفسها في شعورًا بالنفور من الكتابة- فأنا راض تمامًا.
لكنه من الممكن –و لهذا أنا أكتب هذه الرسالة- أن أكون قد أهنتكِ بطريقة ما في ملاحظاتي (يا لها من يدٍ خرقاء التي أملك ، تعاكس كل نواياي ، لا بد أنها كذلك) أو لربما في الحقيقة أسوأ من ذلك ، بأن تكون اللحظة التي تأخذين فيها أنفاسكِ من الذي كنتِ قد كتبته ، قد ولت مجددًا و مرة أخرى وقتًا سيء يجيئكِ.
للاحتمال الأول ، لا أملك شيء لقوله ، إذ أنه من المستبعد لي ، و كل شيء آخر هو أقرب. حول الاحتمال الآخر ، لن أنصح –و كيف لي أن أفعل- لكن ببساطة أسأل : لما لا تخرجين من فيينا لبعض الوقت؟ بعد كل شيء ، أنتِ غير عديمة المأوى مثل الآخرين.
أليست رحلة قصيرة إلى بوهيما قد تعطيك بعض النشاط ؟ و ما إذا كنتِ -لسبب لا أعرفه- لا ترغبين بالذهاب إلى بوهيما ، فلما لا تذهبين إلى مكانٍ آخر ، ربما تكون ميران. هل تعرفينها ؟
لذا أتوقع إحدى الأمرين ، إما أن تستمرين في صمتكِ و الذي يعني "لا تقلق أنا بخير". أو لربما بعض الأسطر.
ألطف تحياتي
كافكا
الكاتب
نورهان سمير
الإثنين ٢٨ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا