12 فيلم سينمائي صرخوا بصوت المرأة
الأكثر مشاهدة
هناك العديد من الأفلام التي إنتصرت للمرأة خاصة في أواخر القرن العشرين
حيث ناقشت تلك الأفلام عدة موضوعات متعلقة بقضايا و مشكلات مجتمعية تخص المرأة في ظل المجتمع الأبوي الذي عاشته المرأة الشرقية عصورا طويلة دون أن يجرؤ أحد على الولوج في موضعات تخصها و تؤرق وضعها الإنساني ، ما كان يعد إنفلاتا أخلاقيا أن تطالب المرأة بحريتها ، و الفتاة التي تتحدث عن الحرية فتاة منحرفة و منفلتة لا يقبل أن يتزوجها أحد و ينبذها المجتمع ، و لم تكن هذا الصورة سائدة في العصور السابقة فقط بل هي ممتدة حتى العصر الحالي لكن الفارق أن الحديث عن قضايا المرأة لم يعد أمرا سريًا بل أصبح من الأمور التي كثر الحديث عنها و كثر تناولها في السينما المصرية و العربية
جاءت تلك الأفلام لتسلط الضوء على أحوال المرأة و قضاياها في المجتمعات العربية حتى إن بعض تلك الأفلام نجحت بالفعل في تغيير قوانين تخص المرأة و بعضها غير تفكير المجتمع
أشهر تلك الأفلام كان فيلم " أريد حلاً " للفنانة فاتن حمامة و الذي كان الفيلم صاحب المساهمة الأكبر في إلقاء الضوء على الثغرات و الفجوات في قانون الأحوال الشخصية و ساهم في خروج قانون الخلع للنور ، حيث تدور أحداث الفيلم حول السيدة المتزوجة من سياسي يقهرها و يسبب لها عذابات و ألم نفسي شديد كما أنه لا يريد تطليقها فتبحث السيدة عن حل يخلصها من عذاب و قهر زوجها ، و جاء هذا الفيلم في المرتبة ال 21 ضمن قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية
كما قدمت فاتن حمامة للشاشة فيلم الباب المفتوح و الذي سلط الضوء على قضايا تحرير المرأة و بحثها عن ذاتها و مشاركتها في الثورات و الخدمات المجتمعية و الوطنية ، و في هذا الفيلم جاءت الجملة الشهيرة التي
قالها صالح سليم لفاتن حمامة
"لا أريد منكِ أن تفني كيانك في كياني ولا في كيان أي إنسان، ولا أريد لك أن تستمدي ثقتك في نفسك وفى الحياة مني أو من أي أنسان، أريد لكِ كيانك الخاص المستقل، والثقة التي تنبعث من النفس لا من الآخرين
و هو من أفضل الأفلام التي تناولت المرأة
ومن أفلام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي تناولت المرأة و وجودها في المجتمع فيلم " الأستاذة فاطمة " و الذي يتناول مهنة المحاماة وكيف يتعاطى المجتمعمع الوثوق في محامية امرأة في مقارنة بين الرجل و المرأة ، ففي البداية لم يكن الناس يثقون في الأستاذة فاطمة المحامية كونها امرأة و في المقابل يذهبون بقضاياهم الى خطيبها المحامي في المكتب المقابل لها حتى يتهم خطيبها بالقتل و تقف لتساعده و تكون هي محاميته و تبحث و تعمل حتى تثبت برائته
ثم يجيء فيلم " أنا حرة " للفنانة لبنى عبد العزيز ليكون واحد من أهم الأفلام التي تحدثت عن حرية الفتاة في التعليم و الزواج بمن تحب و تحررها من قيود المجتمع ومن كلام الناس و الأعراف السائدة وقتذاك و حقها في الحياة التي ترغبها هي لا التي يخططونها لها ، و ألا يكون محور حياتها الأساسي الزواج فقط
كما قدمت شادية للسينما فيلم " مراتي مدير عام" و الذي تطرق إلى حقوق المرأة في العمل حيث كانت شادية مديرة زوجها في العمل و يوضح كيفية التعامل معه في المنزل و العمل و كيف كانت إداراتها حكيمة و ناجحة للمكان و حين قررت ترك العمل تركته حبا لزوجها ليس ضغطا مجتمعيا أو قصورا شخصيا بل جاء لإختيارها الشخصي لحب زوجها
كما أنها قدمت أفلام أخرى عن المرأة وهي " كرامة زوجتي " و فيلم " الزوجة 13 "
تأتي نبيلة عبيد بفيلم المرأة و الساطور ليناقش حال السيدة الأرملة التي وقعت ضحية لرجل نصاب سرق مالها و حاول اغتصاب ابنتها الشابة كما أنه كان شاذا و أذاقها عذابات كثيرة و في النهاية قررت قتله و التخلص من جثته وتمزيقها ، وفي النهاية لم يحكم عليها بالإعدام بل حكم عليها ب 15 سنة سجن
ثم يأتي فيلم " عفوا أيها القانون" للفنانة نجلاء فتحي ليلقي الضوء على قضايا الشرف و الفرق بين الرجل و المراة فيما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية ، فحين تكتشف الزوجة "هدى " خيانة زوجها و تضبطه متلبس بجريمة الزنا تقوم بإطلاق الرصاص عليه ، فتطبق على هدى عقوبة الحبس لمدة 15 عاما ذلك أن القانون يفرق بين المرأة و الرجل في جرائم الشرف
ومن الأفلام التي تناولت جزء مهم من نظرة المجتمع للمرأة في فيلم " آسفة أرفض الطلاق " للفنانة ميرفت أمين ليطرح فكرة أن المرأة شريكة في قرار الإنفصال و أنه ليس قرار الرجل فقط و المرأة مجرد خاضع للقرار
ومن الأفلام الحديثة التي سلطت الضوء على وضع المرأة في المجتمع الحديث فيلم " بنتين من مصر " للفنانة صبا و مبارك و زينة ، حيث يناقش وضع فتاتين تجاوزا سن الثلاثين في مجتمع يقيم الفتاة وفق سن زواجها و ما يقع على هذا من المجتمع من قهر سياسي و إجتماعي
وفي السينما العربية أفلام أيضا ناقشت قضايا تخص وضع المرأة في المجتمعات الشرقية منها فيلم " عين النساء " و هو فيلم قدمته السينما المغربية ليلقي الضوء على قضية إهمال الرجال لزوجاتهن من خلال قصة تحكي عن قرية بعيدة في جبال المغرب يضطر فيها النساء إلى تدبر أمور المنزل المادية و المعنوية ،لإهمال رجالهن هذا الدور فتقوم بدور مزدوج في المنزل و خارج المنزل
ومن القضايا التي طرحت في السينما المغربية قضية التحرش في أماكن العمل في فيلم " خلف الأبواب المغلقة " والذي يتناول قصة الموظفة الشابة التي يحاول مديرها التحرش بها خلف الأبواب المغلقة للإدارة
في السينما التونسية جاء فيلم " صمت القصور " للفنانة هند صبري ليلقي الضوء على وضع المرأة المضطهدة جنسيا ، كما قدمت السينما التونسية واحد من أهم أفلامها " موسم الرجال " و ه الفيلم الذي عرض المشاكل المجتمعية في أعمق نقاطها من خلال قصص وحكايات نساء الجزيرة اللاتي يخرجن للعمل و لا يعودون إلا مرة واحدة في الموسم و يستعرض ما يسببه ذلك الوضع من آثار نفسية تنعكس على الزوجين
السينما السعودية في فيلمها الأول قدمت " وجدة " لتكون نقطة لتسليط الضوء على وضع المرأة في المجتمع السعودي من خلال وجدة الطفلة الصغيرة التي كل امالها أن تمتلك دراجة "سيكل " و يقف المجتمع ضد رغبتها الصغيرة تلك و يحرمها من حلمها الصغير حتى تتغلب عليه و تركب الدراجة و تسير في شوارع الرياض رغما عنهم
و ساهمت السينما الفلسطية في هذا الدور الفني لإبراز قضايا المرأة في المجتمعات الشرقية من خلال فيلم " ديجراديه " و الذي تدور أحداثه داخل إحدى صالونات التجميل و الذي يعد المكان الأمثل لتجمع أكبر شريحة من السيدات وإتاحة الفرصة لتبادل القصص و الأحاديث ومن خلال قصصهن يستعرض الفيلم وضع المرأة في المجتمع الفلسطيني و ما تتعرض له من عنف جسدي و القهر و الفقر و المرض و الحب
الكاتب
نورهان سمير
الثلاثاء ٢٤ مايو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا