”ريتا” بطلة الحب المستحيل لدى ”درويش”
الأكثر مشاهدة
"ريتا" سكنت قلب درويش
بين ريتا وعيوني.. بندقية
والذي يعرف ريتا ، ينحني
ويصلي
لإلهٍ في العيون العسليّهْ!
وأنا قبّلت ريتا
عندما كانت صغيره
وأنا أذكر كيف التصقت
بي، وغطّت ساعدي أحلى ضفيره
وأنا أذكر ريتا
مثلما يذكر عصفورٌ غديره
آه .. ريتا
هذه الكلمات تؤكد لنا أن قانون الحب لا يعترف باختلاف الدين والجنس والعرق، ولكن القاعدة الوحيدة للحب أنه بلا قاعدة ، وأكد لنا ذلك (ريتا) التي سكنت قلب "درويش"، وحفرت في جسده، وفي عام 1995 كشف الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، لأول مرة، عن أنه أحب في شبابه فتاة يهودية إسرائيلية، من أب بولندي وأم روسية، من دون أن يكشف عن شخصيتها الحقيقية.
وبعد ذلك بعامين ألحت عليه الكاتبة والصحافية الفرنسية لور إدلر، في مقابلة تليفزيونية، لكي يبوح بحقيقة "ريتا"، التي كتب عنها قصائد "ريتا والبندقية"، و"شتاء ريتا الطويل" ، فأجاب:" لا أعرف امرأة بهذا الإسم، فهو إسم فني، ولكنه ليس خالياً من ملامح إنسانية محددة. وإذا كان يريحك أن أعترف أن هذه المرأة موجودة، فهي موجودة أو كانت موجودة، تلك كانت قصة حقيقية محفورة عميقا في جسدي".
ظلت هوية "ريتا"، التي أحبها درويش سراً مجهولاً، حتى كشف عنها الفيلم الوثائقي الجديد "سجل أنا عربي"، للمخرجة والمصورة ابتسام مراعنة، وتناول الفيلم، ويعرض الفيلم عددا من خطابات الحب التي كتبها درويش إلى حبيبته تامار باللغة العبرية.
خطابات درويش لريتا:
أردت أن أسافر إليك في القدس حتى أطمئن واهدئ من روعك، توجهت بطلب إلى الحاكم العسكري بعد ظهر يوم الأربعاء لكي أحصل على تصريح لدخول القدس، لكن طلبي رفض، لطالما حلمت بأن أشرب معك الشاي في المساء، أي أن نتشارك السعادة والغبطة.
صدقيني يا عزيزتي أن ذلك يجيش عواطفي حتى لو كنت بعيدة عني، لا لأن حبي لك أقل من حبك لي، ولكن لأنني أحبك أكثر. (حبيبتي تامار)
أؤكد لك مرة أخرى أنني معك، وأنك لست وحدك، ربما ستعانين بسببي، ولكنني أقف إلى جوارك. شكرا لك يا تامار، لأنك جعلت لحياتي طعما. إلى اللقاء. حبيبك محمود.
ريتا عن محمود درويش:
أبقيت ذلك سرا، وهناك أمر آخر في هذا الحب المستحيل، أنه يتعدى الحروب، وربما يسببها أحيانا.
ماذا فعل؟ لقد كان عربياً.
كنت أعرف كأنسان.
قال "درويش" إن حرب يونيو 1967 أنهت قصة الحب: «دخلت الحرب بين الجسدين بالمعنى المجازي، وأيقظت حساسية بين الطرفين لم تكن واعية من قبل، تصور أن صديقتك جندية تعتقل بنات شعبك في نابلس مثلا، أو حتى في القدس. ذلك لن يثقل فقط على القلب. ولكن على الوعي أيضاً.
الكاتب
سمر حسن
الأحد ٢٤ يوليو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا