مريم محيي الدين تكتب : الاطفال و التلفزيون
الأكثر مشاهدة
اصبح التلفزيون بمثابة المُربي و المعلم لأطفالنا بل وصديقاُ حميما لهم يساعدهم في تلقي الخبرات و قضاء أوقاتهم فقد أجابت طفلة في السابعة من العمر علي سؤال : ممن تتكون عائلتك ؟
قالت : تتكون عائلتي من ماما و بابا و جدتي و التلفزيون .
حيث يقضي الأطفال في الوقت الراهن أغلب اوقاتهم امام التلفزيون الذي يراه الأمهات الاداه الاسهل و المتاحه لأشغال وقت الطفل و ابعاده عنهم للألتفات الي اداء مهماتهم المنزليه او وظائفهم و اخذ قسط من الراحة ظنآ منهم أن الوقت الذي يقضيه الطفل في مشاهدة البرامج التلفزيونيه قد ينمي القدرات اللغوية لديه و يزيد من حصيلتة الكلامية مما يساعده علي التحدث و يزيد من مستوي ذكاء الطفل وتوسيع مداركه و قدراته علي الخيال مما يؤهله لأن يصبح أديب او روائي يومآ ما .
ولكن ما هذا الا اعتقاد خاطئ و يشكل خطر كبير علي الطفل لما للتلفزيون من أضرار كثيرة تفوق فوائده بمئات المرات و آثار سلبيه سنذكرها فيما يلي ..
تأثير التلفزيون علي الأطفال
التأثير السلبي :
في سياق مشاهدةالاطفال للتلفزيون ، فالأطفال هم الحلقة الأضعف فقد أرغموا علي ان يدمنوها دون اخذ اضرارها و أثارها في عين الاعتبار ، و التي تتلخص في الآتي :
تأخر النمو العقلي و اللغوي للطفل :
قد يري البعض ان مشاهدة الطفل للتلفزيون تزيد من ذكائه و تنمي مداركه و قدراته علي الخيال و الأبداع ولكن تشير الدراسات و الأبحاث ان مشاهدة البرامج التلفزيونية لطفل عمره اقل من عامين يعطل النمو العقلي الصحيح له و هذا ينطبق علي جميع البرامج بما فيها البرامج التعليميه ، لأن الطفل في هذه المرحلة العمرية يستفيد من ( الحركة ، الالعاب ، الأنشطة التفاعلية الأبداعية ) لتطوير مهاراته العقليه اكثر من الأستفاده من البرامج الألكترونية التعليميه ايان كانت لأن التعليم فيها غير تفاعلي يقوم علي التلقي السلبي للمعلومة دون ان يكون للطفل اي دور ايجابي و ذلك علي عكس ما يحدث أثناء المطالعة و أجراء الحوار مما يؤثر علي نسبة الذكاء و القدرات الأبداعية للطفل .
ومن ناحية أخري يرى البعض ان مشاهدة الطفل للتلفزيون تزيد من حصيلته الكلاميه و قدرته علي النطق ولكن قد نشر في اشهر المجلات الطبيه العالمية The Journal of Pediatrics دراسة أجريت علي 1000 عائله بها اطفال اعمارهم تتراوح بين (8 شهور _ سنه ونص ) و جاءت نتيجة الدراسه ان كل ساعة يقضيها الطفل في مشاهدة برنامج تلفزيوني يؤدي الي تعلم الطفل من ( 6 _ 8 ) كلمات اقل من الاطفال الذين يقضون هذه الساعة في أنشطة أخري علي عكس توقعات الاباء و الامهات و ذلك لأن التلفزيون ينمي لدي الطفل " اللغه المحفوظه " و ليست " اللغة التعبيرية " .
فالطفل يستقبل اللغة فقط من التلفزيون ولا يمارسها
العزله و التّوحّد :
يدفع التلفزيون الأطفال الي العزله و الوحده فالتلفزيون هو افضل صديق لدي طفلك مما يؤثر علي علاقته الاجتماعيه و تفاعله مع باقي افراد الاسره و قد اثبتت الابحاث ان الاطفال دون سن الثانيه الذين يقضون الساعات امام التلفزيون اكثر عرضه للأصابه بالتوحد عن غيرهم .
التأثير السلبي علي سلوكيات الطفل :
- نمو السلوك العدواني لدي الاطفال
وذلك نظرا لكثرة مشاهد العنف و البرامج التلفزيونية التي تحلل الضرب و العنف و المصارعة و غيرها التي تتعلق بأذهان الأطفال و تحببهم بها
ففي دراسة اجريت علي 1000 طفل في جامعة Glasgowفي بريطانيا وجد أن الأطغال الذين يشاهدون التلفزيون لمدة 3 ساعات او اكثر و هم في الخامسة من العمر اصبحوا و هم في السابعة من العمر أكثر عرضه للسلوك العدواني و الكذب و الغش و السرقة ؛ و هذا متوافق مع العديد من الدراسات علي مدي 30 عام و التي أكدت أن العنف المرئي من خلال التلفزيون يزيد من الأستجابة العدوانية لدي الطفل ايان كان الوسط الأجتماعي و التعليمي و أثبتت ايضا ان برامج وافلام الرسوم المتحركه تحمل اكثر من 80 مشهد عنف في الساعة .
و قد يصل هذا التأثير ايضاً الي المراهقين فأتضح في احد الأبحاث ان مشاهد العنف التي يراها الشخص حتي وصوله 18 سنه تصل الي 200000 مشهد عنف مما يؤدي الي التبلد تجاه العنف و التعود علي مشاهدته و تسهيل القيام به .
تعلم العادات السلوكيه السيئه
نظرا لأن الاطفال لا يستطيعوا التفرقه بين ما هو مقبول أخلاقياً و ماهو غير ذلك فأن اي شئ يشاهدونه يعتقدون انه امر مباح فعله فقد نجد تغير مفاجئ في سلوكياتهم ولا ندرك ان ما يشاهدونه هو سبب التغير و هو ما ينتج عنه الاجرام او الانحلال الاخلاقي الذي قد يتمثل في مشاهده امر يتعلق بالادمان او تعاطي المخدرات فيتأثر به الطفل و يتعلق في ذهنه او قد يشاهد أفلاماً تحوي مشاهد غير أخلاقية و بالتالي يبلورون افكار خاطئه عن العلاقات الجنسيه .
- مشاكل جسديه و نفسية :
لم يعد الاطفال يقضون اوقاتهم في اللعب و الركض فقد انحصر لعبهم و مرحهم في عزلة مع ألعابهم الألكترونية أو مشاهدة برنامج تلفزيوني جالسين بالساعات امامها دون حركة مما يؤدي الي الاصابة بالسمنه و أرهاق العينين قد يؤدي بهم الي مشاكل في النظر او التعب الجسدي نتيجة الجلوس الطويل بشكل غير مريح .
التلفزيون و تدهور التحصيل الدراسي :
أتضح في دراسة ضمت 2000 طفل ان هناك علاقة طردية بين مشاكل الانتباه و التلفزيون و أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون في مرحله عمرية مبكر ه يكونوا عرضه للاصابه بأضطراب نقص الأنتباه و النشاط المفرط مما قد يؤدي بالطفل الي صعوبه في التعلم تؤثر علي تحصيله الدراسي .
ولكن حتي لا يكون الامر بهذا السوء نقدم بعض النصائح التي يمكن اتباعها لتقليل أضرار التلفزيون ..
اولاً : المدة التي ينصح بها مشاهده الاطفال للتلفزيون
- من سن ( 0 الي سنتين ) ينصح بعدم تعريض طفلك للتلفزيون نهائياً
هناك خبير الماني يقول ( وضع الرضيع امام التلفزيون جريمة )
- من سن ( 2 الي 5 ) سنوات : ساعة واحده لمشاهدة التلفزيون يومياً علي الأكثر .
ثانياً : نصائح يمكن اتباعها للتقليل من مشاهده التلفزيون و الحد من اضراره ..
نجعل الطفل يميز بين الادمان و التسليه بحيث تكون مده مشاهدة التلفزيون ساعه واحده ولا يسمح له ان يتعداها و يتم ذلك بعد الانتهاء من الواجب المدرسي كنوع من انواع المكافأه يجب ان ينجز و يعمل ليشاهدالتلفزيون و يعلم أنه ليس حق من حقوقه .
- وضع الكثير من الكتب و المجالات و الصور و الالعاب في غرفة التلفزيون لتشد انتباه الطفل .
- لا يضع التلفزيون في غرفة نوم الطفل .
- لايشاهد التلفزيون أثناء تناول الوجبات ولا اثناء اداء الواجب المدرسي .
- يخصص يوم للطفل يخرج في المنزل لممارسة الرياضه او للفسحه .
- كتابه مواعيد البرامج المفيده ومشاهداتها مع الطفل .
- المناقشه و التحاور مع الطفل فيما يشاهده والاجابة علي الاسئله التي تدور في ذهنه عن ما يستجد عليه من مفاهيم شاهدها و تصحح معتقداته الخاطئه .
- الاطلاع علي محتوي البرنامج قبل ان يشاهده الطفل .
- كن مشاهد ايجابي و اخد رأيه فيما يتم عرضه و ارشده نحو البرامج النافعه .
- كن قدوه لطفلك و لا تقضي كل وقتك في متابعة التلفزيون .
- منح للطفل وقت مفيد يشغله عن التلفزيون ( تقرءان كتاب معا ، تخرجان في نزهه ، تلعبان رياضه
- التلفزيون ليس فرد من افراد الاسره و لا يجب ان يكون معنا طوال الوقت بمعني اوضح
" التلفزيون مغلق في اي وقت غير الوقت المخصص لمشاهدته
مريم محيي الدين
الكاتب
احكي
الخميس ١٢ يناير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا