“صبايا سوهاج”يردن حقوقهن ويرفضن “المراضية
الأكثر مشاهدة
الزمن منذ سنوات عدة
المكان : الإسكندرية
فتاة على أبواب المراهقة تسأل والدها، لماذا لا يكملن؟
كان سؤال طالما حيرها، وحل ضيفًا على خيالها، بعدما عادت إلى الإسكندرية من زيارة قريتها بمحافظة سوهاج، وعلمت أن بنات عمها توقفن عن التعليم، كان رد أباها مقتضبًا "أبوها عايز كده"، لم تكن إجابة شافية، فقررت أن تجد جوابها بمكان آخر، وانتهزت فرصة حضورها فرح احدى بنات عمها، وسألت زوجة عمها، وكان الرد محبطًا أكثر "احنا مبنعلمش بناتنا"، تسأل ابنة عمها الأخرى أن تذهب معها لتشتري غرضًا، لكنها ترد "لقد تم حجري" أي منعت من الخروج بعدما تمت 10سنوات، كل ذلك كان كثيرًا على فتاة تربت في مدينة أخرى تختلف عن مدينتها الأم، لكن ربما كان ذلك من حسن الحظ، فكلما ازدادت حيرتها وكثرت أسئلتها، زاد وعيها، وربما نمى تصميمها أن تقوم بتغيير ذلك.
تخرجت ملك في الكلية، وغادرت الإسكندرية إلي قريتها، لتحاول المساعدة بطريقة مختلفة، ولأن ملك تعمل في مجال الإعلام، ساعدها ذلك أكثر على تقديم المساعدة، ومنذ ثلاث سنوات أسست مع فتيات أخريات مبادرة "صبايا سوهاج" للتوعية بقضايا المرأة السوهاجية، ولتكوين كوادر نسائية شابة، قادرة على المشاركة في المجتمع، “حتى يكون لدينا حرية التمتع بحقوقنا التي نطالب بها"، كما تقول ملك.
تواجه ملك وزميلاتها، مشاكل جمة، فمجتمع سوهاج لن يتقبل ما تهدف له بسهولة، سيراه خروجًا على تقاليد بالية، قد احتموا بها منذ سنوات وصارت ثوبًا خارجيًا له، مما جعلهن يقمن بذلك بطريقة غير مباشرة، فقمن بتنظيم أو بالمشاركة في فعاليات ثقافية وتنموية كمعارض كتب وفعاليات ثقافية، ناقشن خلالها مشاكل المرأة كالختان والزواج المبكر، لكن أهم فعالية يقمن بتنظيمها وهى بمثابة فاعلية ثابتة هى فاعلية "حكي"، وهي من أصعب الفاعليات، تحضرها إخصائية نفسية، ومحامية حقوقية، لأن مشاكل البنات تبدأ من سن صغيرة وتترك فيها تأثيراً نفسياً سيئًا.
تضم المبادرة 100 متطوعًا ومتطوعة، يجوبون قرى ونجوع سوهاج، يسجلوا شهادات النساء، ويتحدثوا معهن، ووجدوا أن لدي الأهالي إنطباع عام "الولد بيشرف لكن البنت بتحرج أهلها"، كذلك استعانوا برجال دين إسلامي ومسيحي للتوعية بأضرار الختان، لكن بطريقة غير مباشرة حيث لجاوا إلى إقناع الأهالي بأن ليس كل الحالات تحتاج لختان، ولابد من رأي الطبيب أولًا.
أشد ما تواجه المرأة السوهاجية هو حرمانها من الميراث، وتسمى مراضية، فكي لا تنقطع علاقاتها بأخوتها الذكور، لا تطالب بحقها في الميراث.
الكاتب
نيرة حشمت
الخميس ٢١ يناير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا