”أنثى” البحيرة تصل بالنسوية إلى الدلتا
الأكثر مشاهدة
تفتحت أعينهن على المجال العام، كأغلب بنات وأبناء جيلهن مع التغيرات التي وقعت في بداية العقد الثاني من القرن ال21، مجموعة بنات وجدن أن مطالب التغيير السياسي ليست كافية للتغيير الذي رغبن فيه، وجدن مشكلات إجتماعية تحد من خطواتهن، أدوار جاهزة تنتظرهن لينصاعوا لها، كما فعلت الكثيرات قبلهن، لكنهن مختلفات خلقن مرة جديدة من رحم تغييرات ومطالب بالحرية، أفاضت بها شوارع المحروسة، من شمالها لجنوبها.
هناك في شمال مصر، في محافظة البحيرة تحديدًا، بنات جمعت الظروف المحيطة بهن شملهن، وألفت بين قلوبهن على أمر واحد، ضرورة التغيير، فتعاون على نشر الوعى بينهن، قرأن بنهم عن الحركة النسوية، واشتركن في نشاطات كانت أغلبها في القاهرة، مخاطرات بمشاكل مع الأهل واستهجان من المحيطين، مع ازدياد وعيهن بقضايا النسوية، تفتحت أعينهن أكثر على وضع المجتمع المحيط بهن، ورأين أنه لم يحظ بإهتمام خاص بمشاكله المتعلقة بالمرأة، فكانت الأنشطة الخاصة بقضايا المرأة التي تمت به، كانت تخص قضايا عامة تتعرض لها الفتيات في مصر كلها، لكن وضع البحيرة مختلف، كما يرين.
"عصفور طل من الشباك" أتذكر مطلع الأغنية، وأنا أستمع لهدير أحدي مؤسسات مركز "أنثي" بالبحيرة، ملامحها الهادئة، تخفى حماسها المطل من كلماتها، تتحدث عن البدايات التي لم يتخطوها بعد، فتقول بدءنا منذ 2013، كمجموعتين تعمل على قضايا المرأة وخاصة التحرش، لكن في عالم 2014 كنا أكثر وعيًا، وقررنا العمل المشترك، فجاء أنثي، لننشر الوعي النسوي في مجتمعنا، الذي لم يصل إليه من قبل.
الفتيات بالحيرة يتعرضن لضغوطات أخرى، فيفرض الحجاب عليهن منذ الصغر، ويجدن صعوبات بإكمال تعليمهن، ولأنه مجتمع ريفي، تحضره مشكلة العاملات الزراعيات، يقيدهن كذلك أنه مجتمع صغير متداخل في بعضه، يستخدم "السمعة" كعقاب لفتياته، الكاسرات لسجونه.
تواجه هدير مع بقية المؤسسات، مشاكل كثيرة، بسبب نشاطهن، فتقول "اراهم يخافون منا، ومن تأثيرنا، فلم يكتفوا بترويج أكاذيب لكن أيضا، هناك من منع بناته من التعامل معنا، وأقنعوا بقية الأهالي، أننا نريد الإنحلال لبناتهن، زي مثلا "نسوية يعني ايه؟ بنت هتخلع الحجاب وتشرب سجائر"، اختزلوا كل ما نفعله في ذلك، رغم ذلك استطعنا اكتساب ثقة البنات، لأنهن وجدن أننا نعمل للبنات ومن أجلهن.
قد يكون اسم أنثي صادم لكل من يسمعه، لكن هدير تراه معبرًا عن اهتمامهن، ومجال عملهن، فتقول "نعمل مع البنات وللبنات، ولا نخجل من طبيعتنا التي تواجدنا عليها".
ليس هناك ما قد يقف أمام إصرارهن، فرغم كل ما يواجهن من مشاكل، الا أنهن مصممات، فحتى المشاكل المتعلقة بتأسيس المركز، والاجراءات القانونية الكثيرة، يحاولن تخطيها خطوة خطوة، كذلم تحاصرهم المعوقات مادية، ويتغلبون عليها بالعمل بإمكانيات قليلة، والتشبيك مع مؤسسات كبري، لطلب المساعدة أن احتجن.
أقام مركز أنثي العديد من الفاعليات، خاصة المتعلقة بقضية التحرش للتعريف به، واستطاعن تحريك مجتمع البحيرة ليهتم بتلك القضية التي تهدد بناته، كما يقدم مركز أنثي الدعم القانوني لبعض المعنفات، فلديه عدد من المتطوعين من المحاميات والمحامين، ولدينا فريق لتوثيق ما تتعرضله المرأة
الكاتب
نيرة حشمت
الجمعة ٢٢ يناير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا