”دوركِ” في مواجهة تقاليد الصعيد
الأكثر مشاهدة
في جنوب الصعيد تقع محافظة "قنا" وهي من المحافظات القديمة في مصر تمتد لعصورها التاريخية المجيدة، وعلى غرار محافظات الصعيد تقبع "قنا" في أسر العادات والتقاليد القديمة خاصة المتعلقة بالنساء، فما يزال الزواج المبكر موجود، وكذلك الغصب على الزواج فالأهل لهم فقط حق تقرير زواج الفتاة، كذلك الميراث فعادات بعض عائلات الصعيد ترفض توريث نساءها، وتمتاز أيضًا عائلات الصعيد بتمسكها الشديد بالعصبية "القبلية" فغالبًا لا يتم تزويج الفتاة إلا من قبيلتها، ومؤخرًا سمعنا حوادث انتحار لفتيات رفضن الخضوع لتلك العادة.
من قلب "الحبسة" تولد طيورًا تعشق الحرية، "أسماء" أو "سما" كما تحب، لا تتوارى لهجتها الصعيدية في كلامها خلال كلماتها تنطلق بأريحية، عانت "سما" كأي فتاة في ظروفها، فأولًا كونها مصرية عانت من ظلم التعيين في الجامعة على حساب المحسوبية، ولكونها بنت من الصعيد في جدال دائم حول شغلها في المحافظة نفسها واضطرارها للسفر يوميًا للمحافظة في حين يرى أهلها أن تنقل عملها للمركز بدل المحافظة.
ما تعانيه سما دفعها دومًا للتفكير في واقع البنات في مجتمعها، فأسست مع صديقات لها مبادرة نسوية رقمية دورك" هدفها توعية النساء بمشاكلهن ومناقشتها، بدءن بها في أواخر 2014، تقول سما: "البنات مدركة لحقوقها لكن أغلبهن لا يعرفن كيفية انتزاعها"، لذا تعمل المبادرة على تمكين المرأة في الصعيد، وتعريفهن بحقوق كحق المساحات الشخصية.
رغم كون المبادرة رقمية أي على الانترنت فقط، لكنها تأمل في مد نشاطها على أرض الواقع، وهو ما قامت به في حدود ضيقة فقامت المؤسسات بعمل بحث ميداني عن العاملات في المحلات وما يواجهونه، كونهن يتعامل معهن بنظرة دونية غير البنات في مجالا العمل الأخرى.
"الوعي بيسقط أقنعة كتير" تقول سما وهي تحكي ما واجهته منذ تأسيس المبادرة،فبدأت حرب التشكيك وانهالت عليها الاتهامات وتنوعت، فهى متهمة الآن عند ضيقي الأفق بتهم تقليدية كهدم العادات والتقاليد، أو "عايزة البنات تبقى عريانة"، وعند فشل المواجهة مع منطق سما وزميلاتها يرفعون شعار "أنكِ تخالفي الدين"، لم يكتفوا بكل ذلك بل حاولوا تقليب زميلات لها في تأسيس المبادرة ونجحوا وانسحبت البنتين فترة وعادتا.
"احنا مجتمع غير سوى لو ولد وبنت تلاقت نظراتهم بشكل عابر يرتبك الاثنان"
رغم كل ما تواجهه "سما" ومؤسسات دوركِ لكنها سعيدة بتأثيرها في البنات، وكونها أصبحت مجال ومساحة للبنات كي يتناقشن فيها.
الكاتب
نيرة حشمت
الأحد ٠٦ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا