”بنات أوفلاين” في عصر الأونلاين
الأكثر مشاهدة
"سودانية من أم مصرية" تخوض صراع حول الجنسية بدأت نهايته منذ أسابيع، لتحصل على الجنسية التي تراها حقها من بلاد ضنت عليها بحقها بالولادة لفترة طويلة، هي "رشا" ابنة الإسماعيلية السمراء الجميلة اختلطت ملامحها السودانية بالمصرية لتكون نسيج مميز يصبغ شخصيتها، ويصوغ حياتها المقبلة في مجتمع منغلق على نسائه في العموم ويزداد إنغلاقًا في المجتمعات الأقليمية، ما جعل تجارب البنات تتشابه مهما بعدت مسافات واختلفت تفاصيل الحكايات، وما واجهته هي ومن حولها دفعها لمحاولة تغيير "ما وجدن عليه أباءهم".
ما نواجه ونشعر أنه تجربة فريدة خاصة ربما لا يكون، وهناك من تشاركنا التجربة في مكان آخر وظروف أخرى، تستمع "رشا" لصديقتها وهى تشكي ظلمًا تعرضت له، وكل ذنبها أنها ليست على مواصفات قوالب الجمال المعروفة فتكون متوسطة الجمال بتلك المقاييس، لكنها موهوبة وجيدة في عملها في إذاعة إلكترونية، وعند تحويلها لقناة مرئية استبعدت منها لهذا السبب، تهون عليها "رشا" التجرية وعقلها يفكر فى ما تواجه الفتيات من ظلم لأشياء لا تملك حلها أو تغييرها، لتقترح على صديقاتها وأخريات تأسيس راديو للبنات فقط يتناول ما تعانيه البنات من مشكلات في حياتهن، كان ذلك في نهاية عام 2011، واخترن اسم "بنات أوفلاين"، لأنهن شعرن بالتهميش "فنكون بنات أوفلاين مهمشات ولكننا أونلاين موجودات على الإنترنت".
"لم يكن لدينا رؤية معينة في ذلك الوقت فبدأنا بما نعانيه نحن في حياتنا الشخصية"، كانت بداية عشوائية لكن بعد ذلك "هندمنا نفسنا"، كما تحكي رشا، أخذوا ورش تدريب عن معنى "نسوية" وقضايا النوع الإجتماعي، فظهرت رؤية عامة وحددن الأهداف، وما الذي يستطعن تقديمه وما الذي لا يقدرن على تقديمه، وبعد خوض ورشة عن الأفلام التسجيلية صورن فيلم اسمه "شمعة" قصة سيدة تعمل في غزل الشباك، لإثبات أنهن قادرات على عمل توثيق تجارب ناجحة، "كنا 7 مؤسسات نريد أن نرى مجتمع خالي من التمييز الإجتماعي مبني على تشارك بين الجنسين".
"بدأنا البث من البيت" في بداية البث استطعن توفير معدات وحللن مشكلة المكان بإستضافة بعضهن البعض في البيوت لتسجيل برامج الراديو، بعد ذلك نزلن إلى الشارع لتسجيل تقارير صوتية مع البنات، أو لتسجيل لقاءات مع شخصيات نسائية ناجحة في المجتمع الإسماعيلي، أضفن بجانب عملهن في الراديو "وحدة دعم نفسي" وكذلك دورات في الدعم النفسي والتي أدت بعد ذلك لجلسات "حكي"، وتواصلن مع الحالات التي تعرضت لعنف أياً كان نوعه، كما نظمن دورات تدريب عن النوع الإجتماعي، ورغم كون المبادرة قائمة على البنات إلا أنهن بمرور الوقت أشركن "الولاد" معهن مع شرط أن تكون المناصب القيادية للبنات وذلك لضمان "تمكين" الفتيات ليس أكثر، وشاركن في حملات ضد التحرش، وحملات ضد الختان.
يعملن على تخطي كل المعوقات اللاتي واجهتهن، فبداية من اتهامات بالإلحاد والتكفير واتهامات في أخلاقهن، نهاية بمعوقات شخصية فأغلب فتيات الفريق لا تملك حق الحركة والتنقل بحرية، فلا يستطعن السفر بحرية وحضور ورش وتدريبات تساعدنهن على تطوير أنفسهن، كما أن هناك إتهامات لهن بميلهن للغرب وتلقيهن تمويلات رغم أن المصاريف من جيوبهن الخاصة، وذلك لتناولهن قضايا شائكة مثل الختان، فنزلن إلى الضواحي والقرى التى تعودن نزولها للتوعية كجزء من أنشطة "راديو بنات أوفلاين".
الآن يحاولن دعم الفتيات التي ستخوض سباق المحليات، وكذلك عمل أرشيف خاص بهن، تسجيل ما أنجزته "راديو بنات أوفلاين" طوال السنين الماضية، "يكون زي تاريخ لينا يوثق أنه من 2011 كان فيه مجموعة فتيات قمن بمبادرة راديو للبنات وتساعد من يأتي بعدنا على تفادي نقاط ضعف واجهناها".
الكاتب
نيرة حشمت
الأربعاء ٣٠ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا