”الأعمال اليدوية السيناوية” تصلك بالتراث السيناوي أينما كنتِ!
الأكثر مشاهدة
جلباب أسود مشغول بشغل يدوي يجذب النظر ويشد الأذهان لما تحتويه تلك الخطوط الملونة والمطرزة من إبداعات فنية عرف بها البدو، لكن لوهلة لا تدرك من أي بدو أتى ذلك الثوب، ومن أين تأتي جمال تقاطع الخيوط سويًا في عمل فنى كل المقصود به شيئًا بسيط كلبسه، أو ربما تعليقه على الكتف بعد ما نقش على حقيبة يد بدوية بديعة، أو يلتف حول الرقبة في شال مميز بخطوطه، أو ربما لا هذا ولا ذاك والإكتفاء بالتزيين بـ "إكسسورات" بدوية، ذلك الجمال المعروض في هيئة ملابس وإكسسورات يجمل بين طياته الكثير والكثير عن المكان الذي أتى منه، وعن تلك السيدة أو الفتاة التي تعبت في تصميمه، فهو يحمل بصمات تلك البدوية بكل ما تعانيه من جهد وفرح، شقاء وسعادة، هناك في سيناء تحديدًا سيناء الشمالية.
هناك على حدود مصر الشمالية الشرقية تقبع سيناء كهمزة وصل بين قرتين، وكبوابة طبيعة لمصر ما جعلها طوال عصور قديمة وحديثة تتعرض لهجمات شرسة لم تهدأ إلى الآن، وذلك صبغ طباع أهلها بخصال خاصة تتناسب مع طبيعتها وواقعها، ولظروف سيناء عاش أهلها معاناة قوية، وبالطبع الأكثر معاناة هن النساء، فطبيعة المكان الصحراوية أثرت عليهن كثيرًا وما يزالن يعانين من عادات البدوية التي ما تزال تفرض طروف وقيود على المرأة السيناوية.
وبالطبع ذلك كلف المرأة السيناوية الكثير تنازلت عنه كالطموح العملي والشخصي، لكن لنكون صادقين الوضع يتغيير وهناك أمثلة صممت قدرها الخاص، منهم تلك السيدة التي أصبحت موظفة بوزاة الصحة هدى سويلم، لم تكتفي بذلك بل نشطت في النشاطات الإجتماعية وخاصة المتعلقة بتنمية المرأة السيناوية أو تلك الخاصة بالتراث السيناوي، فهى أمينة المرأة في المجلس الأعلى للقبائل البدوية المصرية.
ولأنها سيدة من مجتمع بدوي تعلم جيدًا التحديات التي تواجهها المرأة السيناوية وخاصة في شمال سيناء، فرغبت في تحسين واقع النساء والفتيات ا بمشروع يساعد في سد احتياجات المادية لهن وحتى لا تكون معتمدة على أحد، وفي نفس ذات الوقت تساعد على التعريف بالتراث السيناوي، فجاء مشروع "الأعمال اليدوية السيناوية".
تعتمد هدى على إمداد السيدات والفتيات بالخامات المطلوبة لإنجاز المهمة، وتتولى هي تسويقها خارج سيناء، كما تنظم حفلات وعروض تعرف بتراث السيناوي الفني من غناء ورقص، ولكن بالطبع أحيانا يعترض ذلك مشاكل فلا تتمكن الفتيات من السفر وتكتفي الفرقة بفتيان فقط يقدمون العروض.
الكاتب
نيرة حشمت
الخميس ٢٦ مايو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا