”رياديات فلسطينيات”.. جميلات فلسطين يصنعن التميز
الأكثر مشاهدة
من أنحاء الضفة الغربية وغزة اجتمعت نساء فلسطين الرياديات على هدف واحد هو تحقيق الحلم وتحدي الجميع، فمن خلال فيلم "رياديات فلسطينيات" نتعرف على قصص سبع سيدات تتراوح أعمارهن من العشرين وحتى الأربعين استطعن أن يخضن تحديات اجتماعية لتمكنهن من مواجهة صعاب اقتصادية.
الفيلم، الذي يعرض تلك القصص طوال 12 دقيقة، جاء نتاج تعاون بين منتدى شارك الشبابي، ووزارة العدل الفلسطينية، ومؤسسة تمكين، ومنظمة UUSC. تحدث عن السيدات التي خضن أعمالا ومهن يعتبر المجتمع أنها خاصة بالرجال وحدهم، فمنهن المسعفة ومعلمة قيادة الشاحنات والصيادة.
"كوني دومًا رافعة الرأس لأنك فلسطينية" تلك كلمات دكتورة ليلى الغنام، محافظ رام الله والبيرة، التي بدأ بها الفيلم، الذي اعتبرت أنه يجمع بين تنويعات مختلفة من الفلسطينيات المبدعات، ويحكي قصصا ملهمة لأخريات.
عرين ريناوي، 25 سنة، إحدى بطلات الفيلم، تعمل مصورة صحفية في وسط إعلامي يتعجب من عمل السيدات بالتصوير معتبرين إياه مهنة خاصة بالرجال. مَنْ كان يراها تحمل الكاميرا وتستعد للالتقاط الصور يبدأ في الاستنكار "مين هاي.. شو جاي تعمل.. التصوير مهنة رجال"، لكن ريناوي لم تهتم لحديثهم واستمرت لتحقق حلمها وتلحق بشغفها في ترك بصمة مختلفة في عالم التصوير، كما تسعى لإنشاء وكالة تصوير وتعلم غيرها، وهي موقنة أنه إذا "وقفتي مع حلمك، الكل بيوقف معك".
وداخل مطاعم الفنادق الكبرى، اشتهرت سارة خضر التي تعمل طباخة "شيف" ماهرة، حيث دومًا ما كانت البنت الوحيدة في الأماكن التي عملت بها باعتبار أن أشهر الطباخين وأمهرهم رجال فقط، ولكنها استطاعت أن تغير تلك الفكرة، وتثبت جدارتها وقدرتها على أن تنافس زملاءها. ومثلها فعلت صفية بلبيسي بعد أن عملت أكثر من 17 عامًا كمسعفة بالهلال الأحمر، ففي البداية كانت تخشى نظرة المجتمع والأهل، خاصة والدتها التي قد ترى في عملها مهنة شاقة لا تفضلها لابنتها، ولكنها واجهت هذه المخاوف واستطاعت كسب ثقة الناس وحبهم.
علياء السقا وزميلتها آلاء مهدي في عقدهن الثالث، تعاونتا معًا في مجال فنيات الطباعة الحريرية، فأنشأت علياء برفقة زميلتها مشروع "فلستكة" لطباعة الحروف العربية والأشكال على الملابس والأكواب، وحقق المشروع، بخلاف الربح المادي، هدفه في تغيير نظرة المجتمع لقدرة النساء على إدار المشروعات الصغيرة، التي ترى آلاء أن النساء أجدر بهذه المهمة من الرجال لأنهن قادرات على العمل من المنزل وإنتاج منتج عالي الجودة قادر على المنافسة.
في بداية عملها كمدربة قيادة شاحنات، صُدمت إنشراح سليمان عندما أخبرها أحدهم "إذا الرخصة بتكون على يد ست ما بدي إياها"، ولكنها لم تبالي، واستمرت بعملها لأنها تعلم أن مواجهة المجتمع بما هو جديد وغريب عليه يحتاج إلى الصبر حتى يعتاد الجميع وتتحسن الأمور، وهذا ما اقتنعت به وفاء صوص، التي تعمل في مجال صيانة أجهزة المحمول، فهي ترى "كل بنت يجب أن تؤمن بنفسها وتنمي موهبتها، وتحقق حلمها حتى إن لم يوافق المجتمع"، ففي البداية كان الجميع يستنكر أن تعمل سيدة في محل لأجهزة المحمول، وكانوا يخبرون والدتها "ألم يعد هناك عمل لتعمل بنتك بالأجهزة الخلوية (أجهزة المحمول)"، لكنها استمرت وآمنت بنفسها.
اضطرت مادلين كلاب أن تعمل في مجال صيد الأسماك بعد مرض والدها، وهو ما واجه رفضا وتعجبا من المجتمع في بدايته، لكن بعد أن بدأ عملها يجني ثماره وتحقق أرباحا أثبتت من خلالها قدرتها على تحمل المسئولية، وبدأ الصيادون يعتادون وجودها معهم. تسعى مادلين إلى امتلاك "مسمكة" (محل لبيع الأسماك) فمهنة الصيد لم تعد تجنِ ربحا مناسبا لمصروفات عائلتها، لذلك هي تؤمن أنها ستصل إلى ما تريد طالما لا تنتبه لـ "كلام الناس".
يمكنكم مشاهدة الفيلم من هنا.
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٠٧ سبتمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا