”عجلة بينك” تعلم البنات ركوب الدراجات: عشان يحققوا حلمهم ويتبسطوا
الأكثر مشاهدة
"الفرحة اللي شوفتها على وشها، خلتني أفكر أنه في بنات كتير زيها عاوزين يركبوا عجل لكن مش بيعرفوا" تلك كانت الشرارة التي جعلت أسماء تنطلق نحو مشروعها "عجلة بينك" لتعليم البنات ركوب الدراجات، وتبدأ في مجال لم تكن تتوقع أن يشعل حماسها يوما.
أسماء راشد، 29 عاما، درست السياحة والفنادق، تعمل الآن مهندسة صوت، ومن قبلها في عدد من المجالات "في البداية كنت متلخبطة ومش محددة هدفي"، ولكنها لم تجد ما يبهجها كما فعلت الدراجة التي اعتادت أن تركبها منذ كانت صغيرة في قريتها بالمنوفية "كانت الناس كلها بتركب العجلة بشكل طبيعي عشان تقضي مشاويرها، بنات وأولاد كبار وصغيرين".
بعد أن انتقلت أسماء مع أسرتها إلى القاهرة في المرحلة الجامعية، ابتعدت عن الدراجة لفترة، ولكنها كانت تعتاد على الاشتراك في مجموعات ركوب "العجل" الأسبوعية، حتى وجدت كثيرات من صديقاتها تريدن الذهاب معها، ولكن يقف عائق عدم قدرتهن على ركوب الدراجة أمام ذلك، فطلبن منها أن تعلمهن.
ولأن الشغف والرغبة في التعلم، ووجد تحدي هي المحفزات التي تحرك أسماء، قررت في أغسطس الماضي أن تعلم جميع البنات ركوب الدراجات عبر مشروعها "عجلة بينك"، حتى استطاعت الآن تعليم أكثر من 15 بنتا، "كان في بنات كتير عاوزه تتعلم، لكن مش بترتاح أنه يعلمها ولد"، وهذا ما تعتبره أسماء سر نجاح مشروعها، خاصة أن الحساسية في التعامل بين الرجال والسيدات في مسألة تعليم ركوب الدراجة تجعل النتيجة غير مرضية "الولد هيعلمها الخطوات من بعيد، مش هيكون واقف جنبها أو بيسندها".
في البداية لم تكن أسماء على دراية تامة بالطريقة المناسبة للتعليم، ولكنها ظلت تبحث على صفحات الإنترنت حتى اكتسبت مهارات التعليم، وبدأت في تطبيقها حتى حققت النجاح المرجو منها، وتعمدت شراء دراجة لها مواصفات معينة تسهل عملية التدريب، وتسمى "عجلة بناتي" كونها خفيفة ولونها مميز.
أهم ما يجب أن تتعلمه المبتدئات تحقيق التوازن على الدراجة، واستخدام "التبديل"، ثم التعود على الاندماج معها، وتقول أسماء إن قدرة كل شخص على التعلم تتوقف على مدى مرونة الجسم، ومواجهة الخوف من قيادة الدراجة، مؤكدة "أنا نفسي طويل في الموضوع وبستمر لغاية ما يتعلموا"، متخذة كل الاحتياطات التي تُشعر الفتيات بالأمان، وتنبيههن بوجود الفرامل، وأنها متواجدة بجانبهن.
بعد الانتهاء من المحاضرات التي تستمر لأربع ساعات بـ 100 جنيه، فأسماء على استعداد أن تعلم الفتيات دون مقابل بعدها "لما بكون فاضية بطلب منهم ينزلوا يتدربوا على المهارة اللي اتعلموها"، وتخطط أن تنظم في المستقبل مسابقات بين المبتدئات والمحترفات، ويشارك بها الجميع، كما تعمل على تنظيم فعالية هدفها تدريب البنات على قيادة الدراجات في الشارع والتعامل مع السيارات والاحتكاك بمن حولهن دون خوف.
وتخطط أسماء أن تتوسع في مشروعها، وتضم مدربين جدد، وتشتري عدد من الدراجات، ولكنها تهدف خلال فترة الستة أشهر القادمة إلى التركيز على بناء سمعة على أرض الواقع، والاعتماد على التجارب الحقيقية للأشخاص معها، ليكون لديها قاعدة تبني عليها في مرحلة التسويق الإليكتروني.
"اللي بيضايقك وأنتي راكبة عجلة عارف أنك قوية وبتعملي حاجة مش عادية، وخايف منك" هذا ما خلصت إليه أسماء بعد فترة طويلة من قيادة الدراجة في شوارع القاهرة، موضحة أن ليس كل ما تقابله تعليقات سلبية أو هدفها التحرش، ولكنها تقابل أيضا الكلمات المشجعة والمحفزة، "الموضوع فقط ليه علاقة أنه البنت لازم تتنقد في احاجة، ولكن أنا قررت أنبسط وأكبر دماغي".
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ٣١ أكتوبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا