”مشروع ياسمين”.. بيت للفن والإبداع بدأ بـ 100 جنيه
الأكثر مشاهدة
اقترضت 100 جنيه من والدتها، وقررت أن تبدأ مشروعا أسمته على اسمها "مشروع ياسمين"، لتنطلق نحو الحلم الذي طالما تمنت أن تراه يتحقق، وتنتج ما يبهر الآخرون ويبرز إبداعها الفني، وتسمع من المعجبين بأعمالها كلمات الإطراء "دي أحلى حاجة شوفتها في حياتي من ساعة ما اتولدت".
الفتاة السكندرية ياسمين عبد الحميد، 23 عاما، تخرجت هذا العام، 2016، من كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية من قسم الجرافيك، ولكن منذ عامها الأول بالجامعة، وهي تفكر في مكان يضم المبدعين والفنانين ليتعلموا ويعرضوا أعمالهم، وهو ما دفعها لتحقيق أولى خطوات النجاح، بعد أن قررت أن تفتح مكانها الخاص، الأشبه بالمعرض الفني، مع بداية الأسبوع المقبل.
تهوى ياسمين صناعة المشغولات اليديوية والإكسسوارات، وتحويل الفن إلى منتجات يحتفظ بها الناس، فكانت تقوم برسم تصميمات منتشرة وتحويلها إلى سلاسل وقطع زينة للبنات. بدأت مشروعها في مايو 2014، بعد أن كانت تقوم بالاشتراك في المعارض أو بيع المنتجات الخاصة بها بشكل فردي ولمن تعرفهم.
في البداية عملت مع صديق لها على إنتاج حقائب للظهر، وكانوا يصنعونها بشكل كامل معا، وكانت ياسمين تقوم بتصميم الشكل الفني للحقيبة، ولكنهم عزفوا عن إنتاجها لوجود المنافس الصيني وعدم تقدير الناس لجودة ما يقدمونه، فبدأت في التركيز على السلاسل و"النوت بوك"، وتقوم بإنتاجهم بشكل يدوي بالكامل، وتقول لـ "احكي": "كنت بعمل النوت بوك من الألف للياء" بداية من الورق وتنسيقه وحتى الرسومات الموجودة على الغلاف، حتى اضطرت للطباعة مع تزايد الطلب والحاجة لكميات كبيرة.
تقوم ياسمين بالعمل بالكامل وحدها، فهي من تدير الصفحات الخاصة بالمشروع على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنها تنتج المنتجات جميعها بشكل يدوي "صعب تلاقي حد قلبه على الشغل"، موضحة أنها تفضل أن تعمل بنفسها حتى لا تجد من يتعامل مع المشروع بمنطق "أهي شغلانة والسلام".
"بيت الفنانين" الفكرة التي سيطرت على عقلها منذ عامها الأول بالجامعة، وبدأت أولى الخطوات نحو تحقيقها، فمجرد أن استطاعت ياسمين أن تبني سمعة جيدة لدى المتابعين على "السوشال ميديا" وفي المعارض التي تحضرها، ومن خلال العرض في الكافيهات، قررت أن تفتح المكان الخاص لعرض أعمالها، وأن يكون المكان للتعليم والتعلم.
بعد العمل لمدة سنتين، تفتتح ياسمين مقر مشروعها مع بداية الأسبوع المقبل "هيبقى مساحة فنية لكل الفنانين، واللي عاوزين يتعلموا الفن"، فالمقر الجديد بالنسبة لها ليس مكان لعرض أعمالها فقط، ولكنه معرض كبير يضم ما تنتجه، وما يعمل عليه آخرون لم يجدوا المكان لعرض مشغولاتهم، كما سيكون مكان للتدريب والتعلم على مختلف أنواع الفنون من الرسم والموسيقى والتصميم.
التدريبات في المكان ستكون بمقابل زهيد، فالمقر من المفترض أن يكون مساحة للعمل والراغبين في المذاكرة، والساعين إلى تعلم شئ جديد له علاقة بالفن، والمشغولات اليدوية، في حين تحلم أن يتوسع المكان ويكون "فيلا" كبيرة بدلا من "شقة" صغيرة.
تتراوح أسعار المنتجات التي تقدمها ياسمين بين 40 إلى 100 جنيه، وهو ما تعتبره أسعار جيدة بالنسبة للشغل اليدوي المعروف أنه مكلف، كما استطاعت أن توسع من رأس مالها، وتحول الـ 100 جنيه التي اقترضتها من والدتها إلى 10 آلاف جنيه "مع أنه كنت متخيلة أنه أقصى رقم ممكن أوصله هو ألف جنيه".
من خلال مشوارها في العمل اليدوي، والبيع والشراء، تعلمت ياسمين أن تكون مغامرة، وتنصح الفتيات الراغبات في بدء مشروعهن الخاص أن يتصفن بالقوة والصبر وعدم الإحباط من مراحل الخسارة أو الفشل "طبيعي أنه حاجة تبوظ أو منتج معرفش أبيعه، أهم حاجة البعد عن الإحباط"، وأكدت أن أعتبار الفن سبوبة أول خطوات الفشل، والأهم التركيز على تقديم منتج له قيمة "التركيز على العائد المادي بيوقف الإبداع وبيبوظ مجهودك"
أهم العقبات التي واجهت ياسمين هو نزول منتج صيني من نفس المنتج الذي تقدمه، مما يضطرها إلى العزوف عن تكرار هذا المنتج، وتحاول أن تبحث عن الجديد والذي يجعلها تتميز عن غيرها، وهو ما أنشئ صورة ذهنية جيدة عن منتجاتها، وتتذكر كيف عبرت إحدى البنات عند رؤيتها لأعمال ياسمين بأحد المعارض قائلة "الله.. أنتوا جايين من السما ولا إيه؟".
الكاتب
هدير حسن
الأحد ١٣ نوفمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا