شادية حبال.. عالمة سورية فجرت ”قنبلة” فيزيائية
الأكثر مشاهدة
الطيور العربية المهاجرة تركت بصمة في الغرب وعلومهم بشكل كبير، فكثير منهم حقق نجاحات باهرة وطور في مجال دراسته وأضاف، وكأنهم يؤكدون على مقولة "الغرب يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل"، من بين الأسماء العربية التي ازدهرت في الغرب العالمة السورية شادية رفاعي حبال.
ففي ظل مناخ لا تتخطى نسبة السيدات به الـ 20%، جاهدت لتكون مميزة، وخاضت مشوار طويل كانت تعلم أنه يتطلب منها الكثير، لتترك بصمة مختلفة، وتصنع اسما لامعا في سمائه، فجاءت مساهمتها مدوية كـ "القنبلة".
في سوريا، وتحديدا حمص، ولدت عالمة الفيزياء شادية رفاعي حبال، ومنذ مراحل الدراسة الأولى، ظهر اهتمامها بمجال العلوم والفيزياء، فقررت بعد أن حصلت على شهادة الثانوية العامة أن تدرس الفيزياء والرياضيات بجامعة دمشق، ثم انتقلت إلى بيروت لتحصل على درجة الماجيستير في الفيزياء النووية بالجامعة الأمريكية، كما نالت الدكتوراة من جامعة سينسيناتي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1977.
اهتمت الباحثة السورية بالتركيز على أبحاث استكشاف مصدر الرياح الشمسية، فهي أستاذة كرسي فيزياء الفضاء في جامعة ويلز البريطانية، وترأست عشر حملات علمية لرصد كسوف الشمس حول العالم، وكانت تقود فرقا علمية تحقيق هذا الهعدف، وساهمت في تطوير أول مركبة فضائية ترسل إلى أقرب نقطة من الشمس، وهي أول مركبة فضائية تدور داخل الهالة الشمسية، وعملت في المشروع الخاص بتصميم كائنات آلية "روبوتات" للاستكشافات الفضائية.
مصدر الصورة
عملت حبال كباحثة لمدة عام في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في بولدر، وفي عام 1978 التحقت بمركز "سميث سونيان" للفيزياء الفلكية التابع لجامعة هارفارد، تم تعيينها محررة في مجلة البحوث الجيوفيزيائية قسم فيزياء الفضاء، وتقدمت بما يقرب من 60 ورقة بحثية لمجلات التحكيم العلمية، و30 بحثا في المؤتمرات العلمية، وترأس تحرير المجلة الدولية الخاصة بفيزياء الفضاء.
اقرئي أيضًا.. شيماء أبو زيد.. أول مصرية تعمل مناوب في سيرن للأبحاث النووية
اعتبرت مجلة "ساينس" الأمريكية بحوثها حول الرياح الشمسية بمثابة "تفجير القنابل"، لأنها كانت تتعارض مع الأبحاث المتعارف عليها التي كانت تقسم رياح الشمس إلى رياح سريعة تنطلق من القطب الشمالي بسرعة 800 كيلو متر في الثانية، ورياح بطيئة وكأنها قادمة من المنطقة الأستوائية للشمس، في حين تقول أبحاث "حبال" وزملائها أن الرياح تأتي من كل مكان في الشمس، وتتوقف سرعتها على الطبيعة المغناطيسية للمواقع المختلفة، مما وضع أبحاثها محل جدل وسببت ثورة علمية بعد أن وصفها البعض بـ "الهرطقة" بينما قال عنها آخرون "خطوة عملاقة إلى الأمام".
خلال مشوارها المهني والأكاديمي، وبسبب قلة نسبة السيدات في مجال فيزياء الفضاء، التي لا تتعدى الـ 20%، واجهت حبال مواقف تثبط من عزيمتها كونها امرأة، وتشير إلى عدم قدرتها على التقدم في هذا المجال، وتذكر دكتورة شادية أحد هذه المواقف، حين كانت تعد رسالة الماجيستير، في أثناء حملها، وأخبرها أستاذها الأمريكي "كيف ستكملين رسالتك للدكتوراة؟"، مما جعلها تثابر لتكمل رسالتها في الموعد المحدد رغم الحمل.
أسست حبال بسبب هذه المواقف حركة "النساء المغامرات" لدعم الباحثات الأكاديميات، وكانت أحد رواد مؤسسة الفكر العربي، كما منحتها جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية درجة أستاذ زائر، كما أنها عضوة بعدد من الجمعيات (الجمعية الفلكية المصرية، الجمعية الأمريكية لفيزياء الفضاء، الجمعية الأوروبية للفيزياء الرضية، الاتحاد الدولي للفلكيين).
اقرئي أيضًا..
سميرة موسى عالمة الذرة المصرية وأول معيدة بكلية العلوم
معلومات عن هدى المراغي.. أول عالمة مصرية تحصل على وسام الشرف الملكي
مريم ميرزاخاني.. ملكة الرياضيات
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٠٨ فبراير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا