” سارة الأمين” من الصحافة لـ ”ورشة تفصيل ” بسبب غلاء الأسعار
الأكثر مشاهدة
"أنا طويلة ورفيعة جداً فكان من المستحيل الاقي اللبس اللي يناسبني بسهولة، فدة كان أول الخيط اللي خلاني افكر في المشروع " بهذا الكلمة بدأت "سارة الأمين حديثها عن مشروعها "ورشة تفصيل".
"سارة" فتاة في منتصف العشرينات تخرجت في جامعة "ويلز " تخصص صحافة، كان حلمها التركيز في العمل الصحفي فقط، لكن أثناء الدراسة واجهتها مشكلة كبيرة في اختيارها لملابسها، بسبب طولها ونحافتها، فكانت تعجز دائما في التوفيق في اختياراتها، مما أصابها ببعض الضيق، الذي خرج منه فكرة "التفصيل".
التحقت سارة بأكاديمية أخبار اليوم أثناء دراستها للإعلام وحصلت عن طريقها على دبلومة في تفصيل الملابس عام 2013، ثم بعد ذلك قررت العمل بالخياطة والتصميم، وبالفعل اشتغلت لفترة طويلة وحدها، دون أن تجد مساعدة من أحد، كما أنها اكتشفت أن أسعار الخامات والأدوات اللازمة للتفصيل مرتفعة للغاية، فتوقفت عن العمل فترة.
بداية عام 2016 بدأت "سارة" أول خطوة لتحقيق حلمها بافتتاح ورشة لتعليم التفصيل وتصميم الملابس، بدون أي مقابل أو عائد مادي، فأعلنت من خلال صفحتها الشخصية على فيس بوك عن فكرتها واحتياجها للتبرع بمكان لبدء تدريبات الورشة، لكن لا حياة لمن تنادي، واستمر هذا الوضع حتى أبريل 2017.
في مارس 2017 تواصلت جمعية "إنسان لبكرة" مع سارة؛ حيث رحبت بفكرتها، ووعدها القائمين عليها بتوفير المكان المناسب كمساعدة ودعم منهم لفكرتها، وبالفعل حددت "الأمين" موعد أول ورشة وقامت بنشر قائمة بما تحتاجه من أدوات وخامات، وأعلنت أن الورشة مجانية وغير هادفة للربح.
تقول سارة "ورشة التفصيل هي حاجة زي التكافل الإجتماعي في نوعين، أولا ورش بتكون مجانية تمامًا ويتسلم فيها المتدربين كل الخامات، ودي بتكون في المناطق الفقيرة، ويتم تنظيمها مع جمعيات مشهرة هناك، ثانيًا ورش مقابل رسوم رمزية، والمتدربين هما اللي بيجيبوا الخامات والأدوات، وبتكون في مناطق فيها مراكز تدريب أو مراكز ثقافية، وبتكون للناس اللي قادرة تدفع"
بالفعل بعد إعلانها لموعد أول ورشة تقدم إليها ما يقرب من 27 فتاة ترغب في التعليم، وهذا العدد زادها حماساً وجعلها تفكر في تطوير الورشة، وحاولت نقل هذا الحماس لفتيات الورشة وتشجيعهم على التعليم، فقامت بالاتفاق مع مصممة الأزياء " هبة إدريس" لتقديم محاضرة ضمن الورشة تتحدث فيها عن "كيفية تسويق المنتج والتعامل السوقي" كنوع من التحفيز النفسي للمشتركات.
وعلقت سارة "أنا هدفي من الورش إن كل بنت حابه تتعلم ازاي تصنع ملابسها تقدر تتعلم، وإن في يوم مصر ترجع منستوردش ملابس تاني، وتكون الملابس اللي بنشوفها في الشارع مناسبة لمصر، سواء عشان تقاليدنا، أو عشان ظروف الجو، إحنا مش لازم نتبع الموضة اللي طالعة من الدول التانية، لأننا نقدر نصنع الموضة بنفسنا".
وبعد نجاح أول ورشة بدأت سارة في تنظيم العديد من الورش التعليمية الغير هادفه للربح، بالتعاون مع العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية مثل "همتنا، وجذور" التي كانت تساعد بالتبرع سواء بالمكان أو القماش أو الورق وباقي الخامات.
وعن طريق "ورشة التفصيل " تم تعليم 17 سيدة أمية، لا تعرف القراءة والكتابة، على الرغم من أن تعليم مهنة التفصيل، تحتاج إلى معرفة القراءة على الأقل، لكن سارة وفريقها عمل على توفير جميع الإمكانيات التي تساعدهم على التفصيل، ليس هذا فقط بل تخرج من الورشة 15 دفعة، أي ما يقرب من 500 فتاة مدربة ومؤهلة جيداً لفتح مشروعها الخاص و الكسب منه.
كل ما تتمناه سارة وتسعى لتحقيقه هو أن تصبح لأحلامها نصيب على أرض الواقع، وترجع مصر إلى سابق عهدها، هي مصدر الموضة، التي كانت تنتقل منها للغرب وليس العكس كما يحدث الآن.
الكاتب
إلهام زيدان
الأحد ١٩ نوفمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا