”شغلي أنقذني من الانتحار”.. ”زقزوقة” تحارب الاكتئاب بالأشغال اليدوية
الأكثر مشاهدة
"لا تمت قبل أوانك" حكمة جسدتها قصة شيماء قبل أن تتحول إلى "زقزوقة".
شيماء إسماعيل، 27 عام، درست الحقوق وبعد تخرجها عملت في وظيفة روتينية كمعظم الخريجين، لكنها وعلى عكس المعظم لم تتحمل روتين العمل.
"من 5 أو 6 سنين جالي اكتئاب وسبت شغلي وقعدت سنة ونص في البيت" من هنا بدأت حياة جديدة لشيماء، بعد ملاحظتها لأشياء كانت تسعدها في صغرها وهي إعادة تدوير ما حولها من أشياء فقدت رونقها، فمنذ أن كانت طفلة وهي تهوى تحويل الأشياء البالية إلى أخرى مفيدة، مع إضافة بعض الألوان المبهجة ليتنفس الجماد بين يديها.
أعادت شيماء ذكريات الطفولة لتعيد لها بهجتها مرة أخرى وأخذت تغيّر من ديكور المنزل حولها دون شراء أشياء جديدة، فكانت تعيد استخدام نفس الأثاث ليصبح بشكل مختلف.
شجعها أصدقاؤها على تنفيذ بعض اقتراحاتهم من "الإكسسوارات" فبدأت في تنفيذ طلباتهم، فكان الشخص يشرح لها ما يريده، وتتفنن هي في صنعه، باستخدام مواد حولها مثل الخيوط، وقصاقيص القماش، والصدف، والرمل، وأخشاب الشجر.. إلى جانب أي شئ حولها يصلح لإعادة تدويره.
اقرئي أيضًا.. سالي مبارك سلطانة صناعة الفضة في مصر
بعد إعجاب أصدقاء شيماء بأعمالها، وزيادة طلباتهم عليها فكرت شيماء في المشاركة في المعارض، وبالفعل شاركت بأعمالها اليدوية ولاقت استحسان من الجميع، فأخذت خطوة جديدة في الالتحاق بورش تعليمية متعلقة بالأشغال اليدوية.
انتصارات كبيرة
بدأ الأمر بهزيمة شيماء للاكتئاب وقتل فكرة الانتحار بعملها الذي تحبه، وأخيرًا انتصرت بفكرة جديدة وهي نقل ما تحبه إلى الآخرين، ليس فقط بتقديم أعمالها لهم، وإنما أيضًا بتعليمهم كيفية صنعها.
أقامت شيماء ورش تعليمية لتعريف الناس بحرفتها وتعليمها لهم، بدأ الأمر في القاهرة، وبعد ذلك توسعت إلى محافظات مختلفة مثل شمال سيناء، والمنوفية، والفيوم، والإسكندرية، والمنصورة. وكان هدفها توجيه الفتيات إلى حرفة مفيدة، وأن يتعلم البعض من تجربتها التي أخرجتها من الاكتئاب وغيرت حياتها.
كما ركز مشروع شيماء الذي أقامته تحت عنوان "الهاند ميد بيلف مصر" على المشاريع الصغيرة، فعلّمت سيدات معيلات حرف مختلفة مثل الغزل بالنول، والمكرمية، وصناعة الديكور، وإعادة تدوير المواد غير المستخدمة حولهن من المعادن، والبلاستيك، والأخشاب، وكان هدفها أن يصبح للسيدات مشاريع يكسبن من وراءها دون تكلفة.
"البنت البدوية بتشتغل من وهي عمرها 4 سنين" زارت شيماء محافظات كثيرة داخل مصر، لكن المحافظة صاحبة أكبر عدد من الزيارات كانت شمال سيناء، وذلك حسب ما قالته شيماء، تركيزها كان على البنت البدوية، فكانت تذهب لهن مرارًا وتكرارًا لتعلمهن حرفتها التي يكسبن من وراءها منذ صغرهن.
بعد أن ركز مشروع شيماء على فكرة إعادة التدوير، لم تجد له اسم أفضل من "زقزوقة" ليشكل وقعه على الأذن حنين إلى الطفولة، فكما قالت: "الزقزوقة هي اللي كنا بنعملها وإحنا صغيرين من البلونة بعد ما تفرقع" فيجمع الاسم بين طفولتها وفكرة مشروعها.
تطمح شيماء أو "زقزوقة" إلى وصول أعمالها ومشروعها التعليمي إلى كل محافظات مصر، لتتجه بهم بعد ذلك إلى العالمية، وتعمل جاهدة لتحقيق حلمها منتصرة بذلك على كل شعور سئ يراودها، تقضي عليه بأحلامها التي باتت حقيقة مؤثرة في حياتها، وحياة غيرها.
اقرئي أيضًا..
سلمى صابر تضيف لمسة جديدة لعبايات المحجبات
الكاتب
أمينة صلاح الدين
الأحد ٢٨ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا