”تقى عسل”.. تصنع ذوقها الخاص وتروج لفنها بـ”Violette”
الأكثر مشاهدة
رغم كونها ماتزال في بداية العشرينات من عمرها، استطاعت "تقى عسل" أن تخلق لنفسها مساحة فنية مختلفة، معتمدةً على حسها الإبداعي، ومنطقها الذي فضل وصل الفن بحياة الناس بدلًا من عزله داخل جدران المعارض الفنية وندوات المثقفين، ووقع اختيارها على منتجات بسيطة موجودة في حقائب الجميع، لتصبح رسالتها الفنية الأولى لمن حولها.
بدأت طالبة الفنون الجميلة مشروعها في عامها الجامعي الأول، برأس مال 150 جنيهًا فقط، بعد أن كانت تسير مع والدتها في سوق الورق بمنطقة المنشية في الإسكندرية، ولم يرض شغفها باقتناء أشكال مختلفة من "النوت بوك"، أيًا من تلك التي كانت معروضة، تقول: "المشكلة إن الناس بتمشي ورا الترند (الرائج) فتلاقي فجأة كل الأشكال بقت حاجة واحدة زي الورد مثلًا".
شكلت ذوقها الخاص بعد أن عرفت ما تحتاجه من خامات، "الفلوس اللي كانت معايا عملت 10 نوت بوكس"، وبدأت في العمل على التصميمات الخارجية للمفكرات، وقتها لم تكن تعلمت "الرسم الديجيتال"، ولا التحقت بقسم "الجرافيك"، فاكتفت باختيار لوحات تحبها للأغلفة، ثم دشنت صفحة على فيسبوك ونشرت باكورة إنتاجها، "نشرتهم وقفلت فيسبوك وخلاص، فتحت لاقيت 3 ألاف شخص عاملين لايك والشغل منتشر جدًا.. فكملت".
خلقت تقى مساحتها الفنية المنفردة بعد أن طورت من نفسها خلال سنواتها الجامعية التالية، وأشبعت موهبتها بمعرفة طرق الزخرفة الفارسية وكتابة الخط الديواني، وصقلت نفسها بتعلم التصوير، كل ذلك جعلها تدير مشروعها "Violette" كـ "One Woman Crew"، فتشرع في نقل فكرة مجردة بمخيلتها إلى "إسكتش" مخطوط بالقلم الرصاص على الورق، ثم مرسوم على الكومبيوتر، ومن بعده مطبوع على أحد منتجاتها، وكذلك تتعامل مع الألوان بالرسم يدويًا على الإطارات، كل ذلك بجانب إدارة الصفحة والقيام بأعمال التصوير والتسويق بنفسها.
وفي وقت قصير، وصلت صفحتها لأكثر من 30 ألف متابع يتلهفون على منتجاتها. وكفنانة كبرت على رسائل مي زيادة وجبران خليل جبران، قدرت قيمة الكلمة في زمن الرسائل القصيرة، وصنعت "مراسيل" يستطيع من خلالها الناس التعبير عن مشاعرهم، "المراسيل بتعيش أكتر من الـText الأونلاين.. وعلشان كده بقيت مبسوطة إنهم بيتقلدوا وفي ناس بتعمل زيهم.. ده معناه إن الناس بقت تقدر الكلمة".
أكثر ما يعيقها عدم توفر رأس المال اللازم، "ماقدرش أطبع ألف نسخة مثلًا وأغطي الطالبات الكتير"، لكنها تعتمد سياسة الأسعار المعقولة، فتبدأ من 10 جنيهات وتتراوح "النوت بوك" من 35 لـ50 جنيه، والأغلى هي "البراويز المزخرفة" مقابل 150 جنيه.
تحلم الشابة التي تنتظر التخرج هذا العام، بـ"جاليري" خاص بها تعرض فيه منتجاتها، وتضع في بالها دائمًا "بحاول أوصل الفن للناس، أنا مش تاجرة"، وتود أن تؤثر في حياة الآخرين بلمسة الجمال وتلون الحياة الرمادية التي أصبحت تحيط بنا.
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ١٨ فبراير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا