آمال فهمي.. صاحبة ”ناصية” الإذاعة المصرية
الأكثر مشاهدة
لـ 56 عامًا ظل صوتها يتردد في أرجاء العالم العربي عبر أثير الإذاعة المصرية قائلًا جملتها الشهيرة: "سيداتي سادتي، صباح الخير، أحييكم من القاهرة، بدأنا جولتنا وده كان أول لقاء على الناصية.."، صوت آمال فهمي الذي عرفه المستمع العربي منذ خمسينيات القرن الماضي، نصبها ملكة للكلام وسيدة ناصية الإذاعة.
ولدت آمال فهمي عام 1926، قبل 8 سنوات من انطلاق كلمة "هنا القاهرة" من الإذاعة المصرية التي تأسست عام 1934، وعرفت أروقة الإذاعة منذ طفولتها في برنامج "بابا شارو" عندما غنت نشيد الأطفال الشهير "قطتي صغيرة".
أتمت الدراسة التوجيهية (الثانوية)، والتحقت بكلية الآداب جامعة القاهرة، وكان ذلك خير وقت يتتلمذ فيه الطلبة على فكر كبار رجال الآدب، مثل الدكتور طه حسين والمفكر أحمد لطفي السيد والدكتورة سهير القلماوي.
بعد تخرجها اتجهت لصاحبة الجلالة، فعملت كصحفية لستة أشهر، ثم حولت ما أنجزته من تحقيقات مكتوبة إلى مثيلاتها إذاعية، ولهذا توجت بجائزة علي ومصطفى أمين للصحافة، لتصبح الوحيدة بمبنى ماسبيرو التي تحصل على تلك الجائزة.
دراستها للغة العربية وقدرتها التعبيرية وفصاحة لسانها، فتحوا لها أبواب الإذاعة على مصارعها، فالتحقت بها عام 1951، وتتلمذت على يد أم الإذاعيين صحفية المهندس، وقدمت برنامجها الأول بعنوان "حول العالم" الذي كان نافذة المستمعين للتعرف على حضارات العالم.
توالت برامجها الناجحة والمتنوعة في ميكروفون الإذاعة، فاستمعت لمشاكل الجمهور في "في خدمتك"، واستضافت نجوم الفن والسياسة والأدب والصحافة في "هذه ليلتي"، وحاورت رؤساء وقادة الدول العربية مثل الرئيس الجزائري "هواري بومدين"، والرئيس السوداني "جعفر نميري" في برنامج "فنجان شاي"، وكان لها السبق في إدراج "فوازير رمضان" في الإذاعة والتي كتبها صلاح جاهين وبيرم التونسي.
عام 1958 تستلمت برنامجها الأشهر "على الناصية" من الإذاعي أحمد طاهر، وظهرت بشخصها للجمهور في سنة البرنامج الأولى من خلال فيلم "حكاية حب" وهي تجري حوارًا في الشارع مع عبد الحليم حافظ وعبد السلام النابلسي، واستطاعت بخبرتها وأناقة لفظها اجتذاب الجمهور العادي في الشوارع، كما كبار عمالق الفن والسياسية كـ"أم كلثوم" و"عبد الوهاب" وحتى رائد الفضاء الروسي "يوري جاجارين"، حتى أن برنامجها- التي امتدت سنوات بثه حتى عام 2014- أصبح الأكثر مراسلة في ماسبيرو.
وظهرت شعبية من لقبوها بـ"ملكة الكلام" حينما اختارها الجمهور في استفتاء مجلة المصور كشخصية عام 1960 مناصفة مع الرئيس جمال عبد الناصر، وتمتعت بكفاءة على قدر تلك الشعبية أهلتها عام 1964 لرئاسة إذاعة الشرق الأوسط منذ إنشائها وكانت أول وأصغر مذيعة بها.
تزوجت آمال فهمي من الرائد الإذاعي "محمد علوان"، لكنهما انفصلا في هدوء بعد زواج دام 18 عامًا. وبعد سنوات طويلة من العمل، اعتزلت نتيجة للاهمال الذي تعرضت له عندما سقطت على سلم ماسبيرو، إلى أن تدخل الرئيس عدلي منصور وحثها على العودة، لكن المرض كان أقدر وأقعدها عن ممارسة دورها في تثقيف وإمتاع الجمهور، وغيبها الموت الأحد الماضي عن عمر ناهز الـ92 عامًا.
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ١٠ أبريل ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا