اعرفي لماذا يؤدي نقص الفيتامينات إلى الشعور بالاكتئاب؟

في بعض الأحيان، ينتابنا الشعور بالخمول والكسل، وانعدام القدرة الجسدية والنفسية على القيام بأي أنشطة، إلى جانب الآلام المستمرة في العضلات، وعدم الترحيب بأي مجهود والشعور بالتعب دون سبب، فنفسر ذلك بأن الاكتئاب بدأ يتسلل إلى نفوسنا، وأننا بحاجة إلى استشارة طبيب نفسي.

الفيتامينات والاكتئاب

قبل أن نتطرق إلى الاستشارة النفسية، ونلجا إلى الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق، علينا التأكد من عدم وجود نقص في الفيتامينات، وهو ما يجعلنا نمر بهذا الشعور القاسي.
عرضت "لو بوسورث" الطاهية الأمريكية وواحدة من مشاهير التلفزيون الأمريكي تجربتها مع العلاج، مما كانت تظنه اكتئابا، ووجدت أن تناول الأدوية لمعالجته لم يقدم أي نتائج ومؤشرات إيجابية على التحسن، فاكتشفت أن نقص فيتامينات B12 وD كانا السبب فيما تشعر به.

أوضحت الدكتورة نيكيت سونبال، الأستاذ المساعد لطب تقويم العظام في كلية تاورو بنيويورك، أن فيتاميني D وB12 لهما أهمية ضرورية للحفاظ على الخلايا العصبية، ولذلك يؤثر أي نقص فيهما على الصحة العقلية والمزاج، أو الخمول الجسدي.
من الممكن أن يرجع سبب نقص هذه الفيتامينات إلى اضطرابات جينية أو بكتيريا معوية تعمل على وقف قدرة الجسم على امتصاص الفيتامينات، وفي حالة الطاهية المشهورة "لو بوسورث" كان وجود خلل جيني يجعل الجسم غير قادر على امتصاص هذه الفيتامينات هو السبب، واستطاعت أن تكتشف ذلك بعد تأكدها أن الأمر لا يتعلق بحالتها النفسية.

تعرف على: أهم 10 فيتامينات يؤدي نقصانها إلى الشعور بالاكتئاب

"نقص الفيتامينات لا يسبب بالضرورة القلق والاكتئاب، ولكنه يساهم بصورة كبيرة في حدوثه" كما تقول الدكتورة سونبالن مشيرة إلى أن هناك عوامل أخرى، ولكن عدم الاهتمام بالصحة الغذائية يمكن أن يكون عاملا مهما، خاصة، إذا كانت الفيتامينات الناقصة بالجسم مهمتها الحفاظ على الصحة العقلية والمزاج والنشاط والحركة.
لذلك، إذا انتباتك أعراض تشير إلى القلق والاكتئاب دون وجود سبب واضح أو دوافع قوية، عليك استشارة الأطباء في مجال الصحة الغذائية والتأكد من سلامة الجهاز الهضمي.

الاكتئاب وأعراضه

من المهم أن نعرف ما هو الاكتئاب، حتى نكون على وعي إن كان ما نشعر به هو المرض النفسي الذي يحتاج إلى طريقة معينة في العلاج والتخلص منه، أم الأمر متعلق بأعراض وأمراض أخرى.

الاكتئاب Depression

يُعرف بـ "الاضطراب الاكتئابي الحاد"، وهو مرض عضوي ونفسي، بمعنى أنه يصيب الجسم ايضا وليس الشعور والأحاسيس فقط، ويؤثر بصورة مباشرة على الانفعالات الشخصية وطريقة التفكير والتصرف، ويعتبر مرض مزمن يجب أن يخضع المصاب به للعلاج على المدى الطويل، وتسيطر المشاعر والأفكار السلبية على الشخص المكتئب، فغالبا ما تنتابه الرغبة في البكاء والقلق الدائم والشعور بانعدام الأمل أو القيمة، ومن أعراضه الأرق والشعور بالألم دون سبب، إلى جانب الشعور بالتعب والإرهاق بصورة مفرطة.

اقرأ أيضا: ما هو الاكتئاب وما هي أعرضه

هناك مجموعة من الفيتامينات والأطعمة التي يؤدي نقصانها إلى الشعور بالاكتئاب، لأن فقدان الجسم لعناصر غذائية معينة مثل الحديد والزنك واليود وأوميجا 3، من الممكن أن يجعل الجسم في حالة صحية غير متوزانة، فيشعر الشخص دوما بالهذيان وعدم القدرة على الإتيان بأي مجهود، مع التعب والأرهاق والخمول.

أسباب الاكتئاب

من الممكن أن يصاب الشخص بالاكتئاب نتيجة خلل كيميائي ما في المخ، ولكن هناك مجموعة من السباب التي قد تؤدي إلى شعورنا بالاكتئاب، والتي يمكن علاجها والتخلص منها بعد مشورة ومتابعة الطبيب.

عوامل بيوكيميائية، بمعنى أن هناك تغيرات فيزيائية طالت أدمغة الاشخاص أدت إلى إصابتهم بالاكتئاب، فاي خلل يطال الناقلات العصبية المسئولة عن المزاج من الممكن أن يؤدي إلى ظهور الاكتئاب، كما يفعل أي خلل هرموني بالجسم.
تنتشر الإصابة بالاكتئاب لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب يعانون من هذا المرض النفسي، قتصبح احتمالية إصابتهم به كبيرة، يمعنى أن هناك عوامل وراثية من الممكن أن يكون لها دور في الإصابة بالاكتئاب.
بالتأكيد، ظروف وطبيعة الحياة من الممكن أن يكون له تأثيره على المعاناة من الاكتئاب، منها التعرض المستمر للإحباط والحرمان وفقدان الحب والمساندة العاطفية من المحيطين بك، كما أن الصراعات الشعورية وضعف الأنا وعدم القدرة على الثقة بالنفس واتهامها المستمر بالذنب، إلى جانب الصعوبات المادية وضغوطات الحياة كلها أمور من الممكن أن تؤدي إلى الاكتئاب.
هناك أسباب أخرى ترجح أن يكون الاكتئاب نتيجة الإصابة بأمراض أخرى، فمن الممكن أن تسبب الأمراض المزمنة مثل القلب والإيدز وألزهايمر الشعور بالاكتئاب، او اضطراب الساعة البيولوجية واضطراب الغدة الدرقية.

من المهم ان تكون على وعي بهذه الأعراض وأسبابها حتى تتمكن من التخلص من واحد من أكثر المراض انتشارا، والذي تؤدي مضاعفاته إلى حد الرغبة في الانتحار أو الوقوع في الإدمان ومواجهة مشكلات في التواصل الاجتماعي.

تشخيص الاكتئاب يجب أن ياتي من طبيب نفسي متخصص، ومن الممكن أن يتم علاجه إما على فترات زمنية طويلة المدى، أو على فترة قصيرة، ولكن الأهم عدم إهمال أعراضه وتجاهلها ومحاولة التعايش معها دون طريقة للعلاج والحد من الاضطرابات التي يُحدثها الاكتئاب في طبيعة الشخص وأفكار وسلوكياته، حتى لا تكون النتائج عواقبها وخيمة ولا يمكن السيطرة عليها.