”لن يضيع الحلم”.. عن سوريات لم تقتل الحرب أحلامهن
الأكثر مشاهدة
من رغباتهن في حياة عادية لا يتخللها القصف والدماء والرصاص، رأى المصور أحمد هيمن "الحلم" الذي لن تضيعه الغربة والسكن في المخيمات، واختار أن يوثقه في كتاب يضم صور وأمنيات نساء سوريا، ومعرض يخاطب قلب كل من يرتاده، ويجعله يؤمن "لن يضيع الحلم".
في رحلة استمرت أربعة أيام إلى الأردن لمنطقة إربد ومخيم الزعتري، حيث لجأ السوريون إلى أرض تحميهم من نار الحرب التي اشتعلت في بلادهم مع أولى صرخات المطالبة بالحرية في مارس 2011، لتتبدد آمالهم ويصبح الحلم هو الرغبة في العودة لحياة هادئة وعادية لا موت فيها ولا فقدان، انتقى أحمد صوره بعناية.
"من أول ما الحرب قامت في سوريا، كنت بتمنى يكون لي دور وأقدر أغطي الأحداث" أمنية أحمد هيمن، المصور الذي عمل لثماني سنوات في التغطية الصحفية المصورة للأحداث بجريدة المصري اليوم، ولكن صعوبة السفر إلى جانب الخطورة حال دون تحقيق ما أراد.
كان قراره بعرض أحوال ما بعد الحرب، التي أجبرت السوريون على ترك بلادهم إلى مخيمات وبلدان ما زالوا يعيشون فيها حياة ليست كالحياة على أمل بالعودة، "قولت هأعمل حاجة بعيدة عن الدمار والحرب، وأركز على أحلام السيدات" فرأى هيمن في الحرب نظرة مختلفة سعى أن يوثقها، خاصة، بعد أن نُسيت كونها أصبحت معتادة ومكررة.
بتخيل واضح عن فكرته لعرض المأساة السورية من خلال نسائها، تقدم هيمن إلى منظمة المرأة العربية لتمويل سفره إلى الأردن، ليخرج منها بصور بورتريه لسيدات وبنات سوريا، على أن يعرضها في معرض داخل مربعات إضاءة بحجم قريب من الشخص الطبيعي، وهو ما فعله "كنت عاوز الناس تدخل المعرض وتقابل السيدات دول ويتكلموا معاهم".
في بيت الصورة، الذي أسسه أحمد هيمن برفقة زوجته المصورة وصانعة الأفلام ريم أسامة، افتتح معرضه "لن يضيع الحلم" في 21 أبريل الماضي على أن يستمر لمدة أسبوع.، وقدم الصور التي ظل متنقلا في الأردن لالتقاطها في 2016 داخل كتاب يحمل نفس الاسم The Dream Is still Alive، برعاية منظمة المرأة العربية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وسفارة اليابان، وتم طباعة ألفي نسخة مجانية كطريقة غير تقليدية في التعبير عن معاناة أهالي سوريا.
ركز هيمن على السيدات في صوره "الرجالة بيشتغلوا ويتأقلموا، لكن الستات بيتأثروا بنسبة أكبر لأنه مسئوليتهم أكبر" معتبرا توثيق أحلام السيدات في كتاب يخلد القضية وأصحابها ويجعلها تعيش لمدى الحياة، ليعود هيمن محملا بطاقة هؤلاء السيدات الإيجابية رغم ظروفهن الصعبة، "عندهم إصرار رهيب، وتقبل ورضا، ورغبة في استمرار الحياة رغم الألم".
دون تفاصيل أو أعمار، فقط، الصور وعليها جمل مقتضبة عن العودة لسوريا وتحقيق الأحلام البسيطة، تجد الطفلة تقول "ياريت أرجع سوريا وشوف جدتي وجدو وصير دكتورة أطفال"، والأم تتألم "بنتي الصغيرة ريان كانت شعلة نشاط، كانت بتغني أغاني للحرية. بيتنا انقصف واستشهدت ريان"، وتتمنى الجدة "مشتاقة للفرح متمنية شوف الأولاد الصغار بلعبوا ويركضوا بالجناين بسوريا متل زمان".
قدم المصور حسام دياب الكتاب، معتبرا تجربة هيمن جيدة، ومشيدا بالتفاصيل التي عرضها فقط من خلال عيون الأشخاص وملامح وجوههن، وعبر ل، "احكي" عن إعجابه بالمعرض والكتاب "أحمد بالنسبة لي زي ابني ومؤمن بقدراته وبفنه، وأعقد عليه الأمل يكون مشروع فنان مصري قوي في المستقبل".
وشهد المعرض حضور واسع من المهتمين بالتصوير وقضايا المرأة واللاجئين، كما شهد حضور المصور حسام دياب، وروجيه أنيس، كما اهتم الفنان هاني عادل بالمعرض واعتبره "من أجمل الحاجات اللي شوفتها"، وبدعوة من هيمن حضرت الفنانة سلمى أبو ضيف، التي اعتبرت اختياره للسيدات أمر موفق "كل قصة بتوصل من عينيهم، وصورهم على قد ما فيها حزن فيها كمان أمل"، وكانت سلمى تعاطفت مع القصص والفيلم القصير الذي تم عرضه عن الرحلة ويختصر أحلام السيدات والبنات بأصواتهن.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٢٢ أبريل ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا