20 معلومة عن ”الخواجاية الفلاحة” مريم فخر الدين
الأكثر مشاهدة
وقف أمامها عبد الحليم حافظ قائلًا: "بتلوموني ليه، لو شوفتم عينه، حلوين قد إيه"، لقبت بحسناء الشاشة، فهي إحدى أبرز جميلات السينما المصرية، وملامحها البريئة منحتها تعريفات أخرى كـ "الحمامة الوديعة"، و"ملاك السينما الطاهر"، هي مريم فخر الدين، واحدة من أبرز نجمات جيلها، اللاتي صنعنّ معا زمن جميل للفن، بتنا نتذكر أيامه بكثير من الحنين.
مريم فخر الدين
1-اسمها مريم محمد فخر الدين، ولدت في 8 يناير عام 1933، لأب مصري يعمل مهندس ري، وأم مجرية اسمها باولا، تعرف عليها أثناء إحدي سفرياته الخارجية، لذلك كانت تصف نفسها بـ"الفلاحة الخواجاية".
2-لها أخ شقيق واحد هو الفنان يوسف فخر الدين.
3-والدها كان صارمًا ومسلمًا محافظًا، وأمها كانت مسيحية متدينة، لكنهما عاشا سويًا مع تمسك كل منهما بديانته.
4-تربت بطريقة صارمة، فبعد سن الثانية عشرة فرض عليها والدها عدم الخروج والاكتفاء بالذهاب إلى المدرسة، "كان ممنوع حتى أرد على التليفون، في مرة رديت علشان مفيش حد في البيت، طلع بابا اللي بيتصل، جه شال التليفون كله".
5-تعلمت الاعتماد على النفس من سن صغيرة، فكثيرًا ما كانت تقوم بأعمال المنزل بنفسها رغم وجود من يساعدها فيها، وذلك بحسب تربية والدتها التي تقول عنها مريم "وزيرة الداخلية".. "ما كنتش باخد مصروف زي باقي زميلاتي في المدرسة، ولما طلبته قالتلي تعملي حاجة علشان تاخدي قصادها فلوس، فبقيت أكوي هدوم البيت وأخد فلوس".
6-درست، في المدرسة الألمانية حتى حصلت على شهادة تعادل البكالوريا، وكانت تتحدث 5 لغات، هم: العربية والإنجليزية، والألمانية، والفرنسية، والمجرية.
7-دخلت مجال الفن بالصدفة، وهي في السابعة عشرة من عمرها، بعد أن ذهبت لالتقاط صورة فوتوغرافية في عيد ميلادها، وعرض عليها المصور الفوتوغرافي واينبرج الاشتراك في مسابقة فتاة الغلاف التي تنظمها مجلة "إيماج" الفرنسية، وفازت بجائزة أجمل وجه، وتقاضت مكافأة مالية قدرها 250 جنيها، وفور رواج صورتها تعاقد معها المصور عبده نصر والمخرج أحمد بدرخان على المشاركة في أول أفلامها "ليلة غرام"، والذي تقاضت عنه ألف جنيه كأجر.
في البداية، لم يكن قبول والدها لعملها في التمثيل أمرا سهلا، فكان يرفض تردد الصحفيين على المنزل، بعد أن انتشرت صورتها بالمجلات، غير أنه لم يكن مُرحبا بعملها في السينما والتمثيل، وطرد أنور وجدي وحسين صدقي عندما قاما بزيارته، ولكنه وافق على الجلوس مع أحمد بدرخان بعد أن اصطحب معه المصور عبده نصر، الذي يعد صديقا للعائلة، وعرض عليه رواية "اللقيطة"، التي أحب أن تكون ابنته تقوم ببطولتها، كونها رواية تنصف الشخص الذي يعاني من هذا الوصم.
بعد اعتزالها بسنوات، صرحت مريم فخر الدين أنها كانت دوما تعيش بلا أحلام، فلم يكن لديها طوال سنوات عمرها أي ميل أو رغبة تجاه أي مجال، ولكن اعتبرت دخولها التمثيل صدفة واحد من أفضل الأمور التي حدثت لها، كون السينما هي التي صنعت شخصيتها، وخلدتها الأعمال الدرامية التي شاركت بها "المصريين القدماء اخترعوا التحنيط وكانوا مهتمين أنهم يخلدوا حضارتهم، والفن حقق لي ده"، فخلال الخمسة أشهر الأولى لدخولها مجال التمثيل حالفها الحظ، وتمكنت من المشاركة في ما يقرب خمسة أفلام.
8-بعد عملها في المجال الفني وحصولها على أجور عالية، رفض والدها فكرة إنفاقها من مالها الخاص، طوال وجودها في بيت العائلة، "طول ما أنا في بيت والدي كنت بكنس وأكوي وأخد فلوس أعيش بيها في البيت، أما فلوسي التانية في البنك لغاية ما أتجوز".
9-تزوجت من المخرج محمود ذو الفقار وهي ابنة 18 عامًا، وكان يكبرها بـ 23 عامًا، وكان يعاملها بشدة ويتعمد إهانتها وضربها، ويأخذ أجرها ويمنحها جزء قليل منه، فلجأت لإخفاء نصف ما تتقاضاه في جوارب، وذات يوم وقت سفره وجدت المبلغ وصل إلى 17 ألف جنيه، فأجرت شقة وأثثتها وطلبت منه الطلاق، بعد زواج دام 8 سنوات، وكانت ثمرته ابنتها إيمان.
وتحكي عن هذا الموقف "كان دايما يأخد كل فلوسي، وكنت أخبيها منه ورا المراية، وفي كل مرة يسافر يأخدني معاه، ولكن في مرة سافر لوحده، فلقيت يجي 60 شراب مليانين فلوس، فدورت على شقة، وسكنت فيها بعد ما خدت بنتي والدادة"، فأرادت بهذا الموقف ان ترد لها الإهانة التي عاشتها معه لسنوات طوال، فقررت أن تستقل بحياتها رُغما عنه مقتنعة بمبدأ "اشتغل بمخك متشتغلش بعضلاتك"، وتركت له رسالة مع واحد من الطبتخين، ليخبره أنها تمكنت من إيجار شقة بنفس العمارة التي كان يجبرها هو أن تجلس في سطحها.
10-وقت ارتباطها بمحمود ذو الفقار، كانت "سِلفة" شادية وفاتن حمامة، حيث كانت فاتن حمامة زوجة المخرج عز الدين ذو الفقار، وشادية زوجة الفنان صلاح ذو الفقار.
11- كانت مرتبطة بشادية حتى وفاتها، على عكس علاقتها بفاتن حمامة التي كانت متوترة، حيث رأت أنها لم تكن "سيدة الشاشة العربية"، قائلة: "ما كلنا سيدات".
12-بعد 3 أشهر من طلاقها، تزوجت من الدكتور محمد الطويل، واعتزلت الفن لفترة تنفيذًا لرغبته، وأنجبت منه ابنها أحمد، لكنهما تطلقا بسبب سوء معاملتها مرة أخرى بعد 4 أعوام من الزواج.
13-الزيجة الثالثة في حياة مريم، كانت من المطرب السوري فهد بلان، حيث انتقلت للحياة مع في لبنان، وشاركته عدة أعمال فنية، وكان أكثر أزواجها حسن معاملة لها، لكنها تطلقت مرة أخرى لأن أبناءها لم يتقبلوا فكرة زواجه من أمهم.
14-وآخر زيجاتها كانت من رجل الأعمال شريف الفضالي، الذي يصغرها بـ10 أعوام، لكن كالعادة كانت النهاية بالطلاق.
15-رغم 4 زيجات لم ترتد مريم فخر الدين فستان الزفاف الأبيض ولا مرة.
16-شاركت مريم فخر الدين في أكثر من 200 فيلمًا سينمائيًا، وهو رقم قياسي.
أول أفلامها كان "ليلة غرام" عام 1951، الذي شاركها بطولته جمال فارس ومن إخراج أحمد بدرخان، وتأليف محمد عبد الحليم عبد الله، وتلاه مجموعة كبيرة من الأفلام التي اعتاد الجمهور أن يراها فيها بدور الفتاة الرقيقة التي لا تؤذي أحدا، بينما تتعرض لكثير من المضايقات والظروف الصعبة، ويعتبر من أبرز العمال السينمائية التي قامت بها فيلم "رد قلبي" عام 1957 مع شكري سرحان وحسين رياض، وإخراج عز الدين ذو الفقار، وفيلم "أقوى من الحياة عام 1960 مع عماد حمدي وكمال الشناو، وإخراج وتأليف محمد كامل حسن المحامي.
وما زال الجمهور يتذكرويستمتع بمشاهدة كثير من أعمالها الأخرى، ومنها "رسالة إلى الله" عام 1961 مع حسين رياض وأمينة رزق، وفيلم "الأيدي الناعمة" عام 1963 مع صباح وأحمد مظهر وصلاح ذو الفقار، وفيلم "بئر الحرمان" عام 1969 مع سعاد حسني ونور الشريف، إخراج كمال الشيخ وتأليف إحسان عبد القدوس، وغيرهم كثير من الأفلام التي تعد علامات في تاريخ السينما المصرية، ومع تقدمها في العمر ظهرت في عدد من الأعمال آخرها فيلم "واحد باكتشينو" عام 2005.
كان لمريم فخر الدين تجاربها مع الإنتاج السينمائي، فقامت بإنتاج ما يقربمن 9 أفلام، وساهمت في الإنتاج المصري الإيطالي من خلال فيلم "كريم ابن الشبح" عام 196، كما اشتركت بعدد من المسلسلات التلفزيونية، منها مسلسل "المرسى والبحار" عام 2005، و"أوبرا عايدة" عام 2000، ومسلسل "الوتر المشدود" عام 2009، الذي يعد آخر ظهور لها على الشاشة.
17-كان لها تصريحات جرئية، أغضبت كثيرين منها، حيث هاجمت فاتن حمامة وعادل إمام ويوسف شاهين وغيرهم.
فخلال سنوات عمرها الأخيرة، كانت التلقائية والبساطة من أكثر صفاتها وضوحا، فكانت لا تعني بما يمكن أن يُحدثه أحد تصريحاتها من جدل ونقاشات لا تنتهي، فكثيرا ما أخبرت المحاورين بعدم اقتناعها بموهبة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، واعتبرت أن سعاد حسني هي المتربعة على عرش نجمات السينما وقتها، كما كانت تشيد بنجومية وموهبة شادية وهند رستم، ولكن كان يبدو أنها وفاتن حمامة لم يكونا على وفاق.
ويُذكر أيضا تصريحاتها عن نجوم الفن من عبد الحليم حافظ الذي أشيع أنها كانت لا تحب أن تقبله في الفلام بسبب رائحة فمه، وعادت وتراجعت عن هذا التصريح بعد ذلك، غير حديثها عن الفنانة صباح التي كانت تعتبرها متصابية تحب الرجال الأصغر منها سنا.
19-ظلت مريم لا دينية بسبب تشتتها بين دين والدها ووالدتها، لكن قربها من شادية جعلها تبحث عن طريقة الصلاة والوضوء وبدأت في تعلم سورة الفاتحة وقصار الصور في سن كبيرة.
20- توفيت مريم فخر الدين يوم 3 نوفمبر عام 2014، عن عمر ناهز 81 عامًا، بعد صراع طال مع المرض.
نالت مريم فخر الدين عن مشوارها الطويل في التمثيل، الذي اقترب من الستين عاما، عدد من الجوائز وشهادات التقدير، أبرزها جائزة عن دورها في فيلم "لا أنام"، ونالت تكريما خاصا من مهرجان الإسكندرية السينمائي لعام 2009.
اقرئي أيضا:
سناء جميل صاحبة الأداء الاستثنائي والحياة الصعبة
الكاتب
ندى بديوي
الخميس ٢٦ أبريل ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا