إيفا براون زوجة ”هتلر” التي انتحرت معه بعد الزواج بـ 40 ساعة
الأكثر مشاهدة
ليلة الـ 29 من أبريل لعام 1945، قررت إيفا براون وأدولف هتلر أن يتزوجا في احتفال مدني صغير، بعد علاقة جمعتهما لما يقرب من العشر سنوات، ولكن زيجتهما كانت آخر ما فعلاه سويا، بعد أن أقدما على الانتحار معا في اليوم التالي.
في مدينة ميونيخ، ولدت إيفا آنا باولا براون يوم 6 فبراير لعام 1912، لأب يعمل مدرس وأم اعتادت العمل في الحياكة قبل زواجها، درست في المدارس الثانوية الكاثوليكية بالمدينة الألمانية ميونيخ، كما حصلت على مؤهل متوسط من مدرسة إدارة الأعمال.
قادها القدر نحو الزعيم الألماني أدولف هتلر، الذي يكبرها بأكثر من 20 عاما، عندما عملت كمساعدة لهينرش هوفمان المصور الرسمي للحزب النازي، الذي كان يتولى هتلر زعامته، وكانت حينها لم تتخط السابعة عشرة من عمرها، حتى استطاعت أن تقابل هتلر لأول مرة عام 1929، وهي في الـ 23 من عمرها.
توطدت العلاقة، وصارت رؤية إيفا لزعيم حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني المعروف بـ "الحزب النازي"، شبه يومية بعد أن فقد ابنة اخيه التي انتحرت في المنزل الذي كان يجمعهما في مدينة ميونيخ عام 1932، حين كان هتلر في مدينة نورنبرج، وفقد حينها واحدة من أهم الشخصيات في حياته.
كمحاولة للفت انتباه الزعيم والرجل صاحب الطباع القاسية، أقدمت إيفا على الانتحار في أغسطس من عام 1932، فبعد فشلها في التخلص من حياتها وشفائها من طلقات الرصاص التي أطلقتها على نفسها، زاد اهتمام هتلر بإيفان، وأصبحا مترابطين، وكان عملها كمساعدة لمصوره فرصة عظيمة تحقق لها التواجد معه بشكل دائم.
بعد بضع سنوات من هذه العلاقة، شعرت إيفا أنها لا تنال الاهتمام الكافي، فتناولت الحبوب المنومة كمحاولة ثانية للانتحار، مما دفع هتلر إلى إظهار اهتمامه بها، فاشترى لها شقة في مدينة ميونيخ، وفيلا خاصة بها، ورغم اقترابهما وانتقالها للعيش معه في بعد الأحيان، كان هتلر يُصر على أن يُبقي هذه العلاقة بعيدة عن العلن.
الزعيم، الذي اعتبرته مجلة التايم واحدا من بين أهم 100 شخصية أثرت في تاريخ البشرية في القرن العشرين، اعتبر أن الزواج لا يناسب وضعه السياسي ومكانته، ويُفضل أن يظهر كرجل سياسة وحرب لا تهمه العلاقات النسائية وأمور الزواج، وكأنه يفني حياته من أجل الدولة والشعب، لذلك، لم يظهر بصحبة إيفا في أي من المناسبات، سوى في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1936.
رغم الدور الذي يلعبه هتلر كصانع للسياسة في ألمانيا، كانت إيفا لا تعنيها السياسة على الإطلاق ولا تتدخل أو تتشاور معه في أمور الأوضاع السياسية، وكان هو لا يسمح لها بالجلوس عند الحديث عن السياسة والأعمال. أما اهتماماتها فكانت منصبة على السينما والموضة والجمال والفن، والرياضة أيضا.
ظلت إيفا كمساعدة للمصور هوفمان حتى عام 1943، حين استقالت من هذا العمل، وأصبحت السكرتيرة الخاصة لهتلر، وبدأت في دخول مبنى الاستشارية في برلين عبر الباب الخلفي وسلم الطواريء.
بدأت الحرب العالمية الثانية تُظهر جانبها المخيف نحو هتلر، بعد أن تمت محاصرته في برلين، وأصبح الجيش الأحمر قريب من العاصمة، فاقترح أحدهم على إيفا أن تهرب، فكان ردها "هل تعتقد أني سأتركه يموت وحده؟ سأبقى معه حتى أخر لحظة"، وبالفعل، في ليلة الـ 29 من أبريل تزوجت إيفا من أدولف هتلر في احتفال صغير بملجأ الفوهرر بشهادة كل من مارتن بورمان وجوزيف جوبلز.
بعد ساعات من هذا الزواج، أقبل هتلر مع زوجته على طاقم مبنى الاستشارية وقاما بتوديعهم، وفي الثالثة والنصف من عصر يوم 30 أبريل لعام 1945، سُمع دوي إطلاق نار داخل غرفة المعيشة، ليدخل أحد الخدم، ويجد هتلر متخلصا من حياته بطلقات رصاص من مسدسه، بينما إيفا جثة هامدة على الأريكة بعد تناولها لسم السيانيد.
زواج لم يمتد لأكثر من 40 ساعة، ولكن سبقته قصة حب جمعت بين الرجل الذي رحل وهو في الـ 56 من عمرها، بينما زوجته كانت تبدأ سنوات عمرها الـ 33، ويقال إنه كان يخشى عليها ويحرص على إسعادها، ويتابع مشاركاتها الرياضية، فإيفا كانت مهتمة بألعاب القوى، وخصص لها في وصيته 12ألف من عملة الرايخ الألماني سنويا، كان مقررا لها أن تحصل عليهم بعد وفاته، ولكنه فضلت أن تنهي حياتها معه.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٢٩ أبريل ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا