ليلى عز العرب من مديرة بنك إلى ممثلة بدأت بدور صامت
الأكثر مشاهدة
يمكنك أن تبدأ حياة جديدة وتحقق أمنيات قديمة أجلتها بعد الأربعين، عندما تعتقد أن العمر قد فات ولم يعد هناك وقت لتحقيق الأحلام، ولكن ليلى عز العرب آمنت أنها تستطيع، وأن رغبتها التي قوبلت بالرفض حين كان عمرها لم يتخط العشرين يمكنها أن تنفذها وهي تبدأ العقد السادس من عمرها.
بعد التخرج من كلية التجارة في يونيو 1967، صارحت ليلى والدها بنيتها في العمل بالسينما والدراما، فكان الرفض، ثم حاولت التحايل على الأمر بإقناعه أن تعمل مذيعة في التلفزيون أو الراديو، لكنها لم تفلح، وجاء جواب تعيينها للعمل في بنك القاهرة لينهي النقاش.
رفض الوالد الصارم تجاه عمل ابنته في الإذاعة أو التمثيل كان لا يتناسب مع خبرته المهنية كمدير تصوير، ودراسته للسينما في الولايات المتحدة، فاشترك في صناعة عدد من الأفلام منها عنتر ولبلب وأفلام أخرى وثائقية أبرزها عن اكتشاف مراكب الشمس، بخلاف عمله في الأمم المتحدة وأسس قسم التصوير بمعهد التلفزيون.
رضخت ليلى لرغبة والدها، "قضيت حياتي المهنية كلها في البنوك" ومن بنك إلى آخر حتى استطاعت أن تثبت جدارتها في مجال عملها، الذي قررت حتى وإن لم تكن تريده في البداية، ولكنها يجب أن تتعلمه وتتقنه وتتفوق فيه أيضا، للدرجة التي جعلتها تحصل على دكتوراة في الاقتصاد.
إلى جانب تفوقها العملي، شغلتها الحياة وانغمست في تربية أبنائها واهتمت بالتعليم، ودرّست الإنجليزية والدين للأطفال، ولكن ذلك لم يمح رغبتها الأولى في التمثيل والوقوف أمام الكاميرا، فبعد سنوات طويلة من قدرتها على إثبات نجاحها في العمل بالبنوك وتولي مناصب قيادية، أتتها واحدة من صديقاتها بفرصة لدراسة التمثيل في قصر السينما عام 2000، وكان التدريب الذي منحها الفرصة للتعلم على يد الفنان سعد أردش.
جاءتها الفرصة للظهور أمام الكاميرا، وفي عمل كبير مع الراحل أحمد زكي، ولكنه دور كومبارس صامت، لم تهتم وقررت أن تعمل في السينما كالمبتدئ الذي يتعلم ويتدرب حتى يتقن مهتنه، رغم أن عمرها وقتها كان قد تخطى الخمسين "مش عيب نبدأ من تحت الصفر في أي وقت في مجال جديد" قناعتها التي يمكن اعتبارها سر نجاحها.
بدأت ترتاد مكاتب الريجيسير، وتخضع لاختبارات الأداء حتى تمكنت من الحصول على عدد من الأدوار الصغيرة في أفلام منها: إسكندرية نيويورك، وعايز حقي، ومسلسل زمن عماد الدين وحرس سلاح وفارس الرومانسية، رد الفعل لدى عائلتها ومعارفها كان قاسيا، أخبرها شقيقها "كويس أن أبوكي مات قبل ما يشوفك كده"، "مش عيب واحدة في منصبك تعمل كده"، ولكنها تجهلتهم واستمرت فيما رأته مناسبا لها، وتركت المنصب والعمل، واتجهت لتحترف التمثيل.
"اتأكدت أنه الحاجة اللي كنت بتمناها، بقيت أعرف اعملها" اعتبرت ليلى أن هذه الأعمال والمشاركات أثبتت لها قدرتها على العمل في التمثيل، وظلت تنتظر لسبع سنوات، فمن مشهد صغير أدته في مسلسل الأصدقاء عام 2003، حصلت على الدور الأهم في فيلم "1000 مبروك" مع أحمد حلمي، الذي توالت بعده مشاركاتها في الأعمال الدرامية، وبات المشاهدون يميزون أدوارها ويحبون ظهورها على الشاشة.
تركت ليلى عز العرب بصمة مختلفة بدور "سامنثا" في مسلسل "الكبير قوي"، وشاركت في عدد كبير من المسلسلات والاعمال الدرامية، منها: رقم مجهول، وطرف ثالث، وبالشمع الأحمر، وتحت السيطرة، حارة اليهود. وكان لها أدوارا ميزت أداءها في "سجن النسا" ودور الأم في "فوق مستوى الشبهات"، الذي تعتبره أصعب الأدوار التي قدمتها.
تشارك ليلى في مسلسلات رمضان بهذا العام بمسلسل "ليالي أوجيني" و"أرض النفاق" و"بالحجم العائلي". لديها ابن وابنة يعيشان خارج مصر ويحبان ما تقدمانه، ضمن تجارب جديدة تحب أن تخوضها قدمت ليلى عز العرب برنامجا ترفيهيا "ثلاثة في واحد" مع شيماء سيف ونشوى مصطفى، وتم عرضه على قناة ONE.
تسكن ليلى في الزمالك، ولكن تعود أصولها إلى المنيا، تفخر بانتمائها إلى الشيخ أبو العلا محمد، الذي اكتشف أم كلثوم، فهو جدها لوالدتها، ورغم وصولها إلى السبعين، تؤمن أنه لا يوجد عمر معين تقف عنده الأحلام والحياة "مفيش حاجة اسمها صغيرة وكبيرة"، فقط العمل والإخلاص فيما تقومين به قادران على أن يصلا بكل شخص حيث يريد، تؤمن بالتعليم وضرورة تطويره وتتمنى أن تفتح مصنع لملابس الأطفال.
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٨
saad mohamed
فنانة جميلة ومحترمة