مي زين والدة المصري المُحلق التي تٌغير حياة ذوي القدرات الخاصة
الأكثر مشاهدة
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية صورة شاب يحمل علم مصر ويجلس على كرسي متحرك، يرفعه مشجعين من المكسيك وكولومبيا ليشاهد مباراة منتخب مصر في كأس العالم المقام بروسيا، هذا الشاب اسمه الحسن صدقي، بطل رياضي في كرة السلة للكراسي المتحركة بأمريكا ويدرس الماجستير هناك، ووراء كرسيه المتحرك قصة ساعدت آلاف غيره من ذوي القدرات الخاصة، بدأتها والدته السيدة مي زين الدين، التي علقت على صورته قائلة: "الحسن صدقي -مصري ويفتخر- من روسيا كأس العالم ٢٠١٨، من غير ما يقصد بعت رسالة للعالم كله إن ممكن الإنسان يكمل حياته ويعيش سعيد".
في عام 2011، تعرض الحسن لحادث سيارة مأساوي وهو في الثامنة عشرة من عمره، فطر قلب والدته، التي سافرت به لأكبر أطباء ألمانيا وأمريكا لكنهم أكدوا لها ملازمة ابنها للكرسي المتحرك باقي حياته، لم تتقبل الأم الأمر وظلت تفزع وتبكي في كل مرة يدخل عليها ابنها وهو على كرسيه الجديد، "كنت في حالة صعبة، كل ما يدخل عليا ماقدرش أبص عليه.. بس هو اللي كان بيقويني"، لكنها استمدت قوتها منه حيث كان يرى منح الله المتعددة في محنته، فيذكرها ويعدد لها الخير الذي وجدوه، "ربنا طبطب على قلبه بسرعة، فكان نفسيًا مرتاح ماكنش زعلان".
قبل تعرض الحسن للحادث، كانت مي زين الدين في فترة توقف عن عملها، تقييم تجربتها في واحدة من أكبر شركات الاتصالات في مصر، ومن قبلها العمل مع برامج المنحة الألمانية، "في الوقت ده ماكنتش سعيدة بشغل الشركات، ومش عارفه أنا عايزة إيه، وكنت بدعي ربنا يساعدني في شغلي وحياتي"، هنا وقعت الحادثة التي أشعرتها أن حياتها توقفت وتعقدت أكثر، لكنها لم تكن تعلم أن القدر سيغير حياة الأسرة كلها.
"إنشاء مؤسسة الحسن كان بالصدفة.. جالي مكالمة من شخص بيطلب مساعدة لأن فيه بنت حصلها حادثة زي الحسن وماكنوش عارفين يعملوا إيه"، وقتها شعرت مي أن هذه البنت رسالة من الله يستخدمها بها لخدمة خلقه، فعزمت على مساعدتها كما فعلت مع ابنها بالضبط، بعدها بدأت بمبادرة شخصيها منها، وبمساعدة الأهل والأصدقاء، مساعدة الحالات التي تصل إليها، ثم دشنت مؤسسة الحسن عام 2013، ولم تكن تعلم عدد ذوي القدرات الخاصة في مصر وظنت أنهم حالات معدودة لكنها فوجئت بالطلبات التي تصلها، "في إحصائيات بتقول إن مصر فيها 12 مليون شخص من أصحاب الاختلافات".
سافرت مع ابنها لألمانيا قبل بدء المؤسسة، ودرست معه ما يؤهله ليتعامل في حياته بشكل طبيعي، "اتعلمنا إزاي يتعامل في الشغل والجواز والبيت ويلعب رياضة إزاي ويكون نفسيًا مرتاح.. كانت فصول يومية من 9 الصبح لـ5 بالليل"، ثم عادت لتطبق ما وجدته لتساعد أكبر عدد تصل إليه من أصحاب الاختلافات، وأقامت المؤسسة على ألا ترد صاحب مسألة، وألا يكون الدعم مجرد أموال وقتية، وأن تقدم المساعدة التي ترضاها لابنها.
اقرأ أيضًا.. حكاية رجاء إبراهيم.. مذيعة في كشك الورد
اقرأ أيضًا.. دعاء عارف تطلق شفاء بعد معاناة مع السرطان
وضعت مع العاملين معها شعار "نحن القادرون باختلاف" ليعبر عن أصحاب الاختلافات أو ذوي القدرات الخاصة بدلا من وصفهم بذوي الإعاقة، كما اعتمدت على طاقم موظفين أغلبه من مستخدمي الكراسي المتحركة، لتوفر فرص العمل وتبدأ بنفسها في المهمة التي تسعى لها وهي دمج أصحاب الاختلافات في المجتمع وتوفير وظائف تناسب مؤهلاتهم وتهيئة البنية الأساسية من المواصلات وفي المباني لتلائمهم وتثقيف المجتمع للتعامل معهم، خصوصًا وأن ابنها وجد صعوبة في تطبيق ما تعلمه بألمانيا على الحياة بمصر، فقررت أن تساعد في تسهيل حياته وحياة أقرانه بتوعية وتغيير المجتمع، "قولت لابني، أنا هغير مصر علشان خاطر عيونك"، وحاليًا تساعد في تغيير واقع 3 آلاف مصري يستخدمون الكراسي المتحركة، وبذلك تكون مؤسسة الحسن المؤسسة التنموية الوحيدة لمستخدمي الكراسي المتحركة في مصر.
*التصريحات من لقاء مي زين الدين ببرنامج باب الخلق للإعلامي محمود سعد
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ١٨ يونيو ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا