ياسمين طايع من الطبخ كهواية إلى شيف محترفة
الأكثر مشاهدة
كان الطبخ وسيلتها للهروب من الملل والاستسلام لليأس، فعندما وجدت ياسمين طايع أنها تهدر وقتها في فعل "لا شيء"، قررت أن تسعد مَنْ حولها بأكلة جديدة تتعلمها أو وصفة مختلفة تشاهدها، دون أن تعي أن ذلك سيجعل منها "شيف" محترفة.
"أنا مكنتش موجودة" حال ياسمين طايع الذي تأكدت أنها يجب أن تغيره، وأدركت أنها يمكنها أن ترسم أيامها بنفسها إذا ما بادرت بالتحرك، فبرغبة بسيطة في الانشغال خلقت مسار مهني أصبحت مهتمة بتطوير نفسها به، رغم بُعده عن دراستها للحقوق، وعن بدايتها في سن متأخرة قليلا، كما تعتقد، كونها تستعد لاستقبال عامها الـ 37.
البداية كانت من متابعة برامج الطبخ، التي كانت مستحدثة في القنوات العربية الفضائية حينها، منذ ما يقرب من عشر سنوات، فكانت تشاهد وتقوم بتجربة الوصفات، فتجد رد فعل أسرتها والمحيطين بها إيجابي، فتستمر "أول حد اتعلمت منه كانت الشيف منال العالم، كنت أكتب وراها وأطبق، وعرفت منها تنسيق المطبخ"، فتحولت من عدم القدرة على إعداد وجبة عادية إلى محبة للمطبخ والطهي.
اقرئي أيضا: سلمى صالح واتجاهها للطبخ
كان التلفزيون هو سيلتها للتعلم، واستطاعت من البرامج أن تتقن بعض الأساسيات الهامة، وصارت تحفز غيرها على التجربة "عملت جروب على الفيسبوك وبقيت أنزل على الوصفات وأصورها"، فمن خلال مجموعة "خليكي شيف في مطبخك"، التي أنشأتها ياسمين، كانت تساعد ربات البيوت ومحبي الطبخ على التجديد والتنويع في إعداد الطعام وتجلب لهم الوصفات العالمية، وبدأ متابعوها يفضلون ما تقدمه.
كان اختيارها للظهور في مسابقة للطهي ببرنامج مع الإعلامي شريف مدكور بوابتها لعالم آخر ولنظرة مختلفة لما تفعله، "لما طلعت في البرنامج وعملت أكلة على الهوا، حسيت أن هو ده اللي عاوزة أعمله، واتمنيت يكون عندي برنامج بتاعي"، فرغم عدم فوزها في المسابقة، فتح لها التواجد أمام كاميرا والطبخ للجمهور فكرة ضرورة تعلم الطهي بصورة محترفة.
اقرئي أيضا: حكاية الشيف سارة نشأت ومطبخها على إنستجرام
البحث عن أماكن لتعلم الطهي صار هو ما يشغلها، فالتحقت بأكاديمية فنون الطهي، ولكن لاحقتها وقتها فرصة أخرى للمشاركة في برنامج مسابقة للطهي وهو The Taste، الذي تم عرضه على قناة النهار الفضائية في أواخر 2014، فاشتركت بالمسابقة وتأهلت من بين 36 مشتركا للتصفيات النهائية ، واستمرت بها حتى حصدت المركز العاشر.
من المسابقة التي أكسبتها خبرة الوقوف أمام الكاميرا والطهي تحت ضغط الوقت وتقديم وجبة مميزة، عادت ياسمين لتكمل الدراسة في أكاديمية الطهي، وعلى مدى 6 أشهر برعت ياسمين في الأجزاء النظرية والعملية، ورغبتها في التعلم واللحاق بما لا تعرفه، جعلتها تتفوق وتتميز "الدراسة خلت رؤيتي للطبخ تتغير، بقيت أشجع لأنه عندي معلومة صح".
تعرفي أيضا على: قصة شامية من دراسة الحقوق لنصبة الفول والطعمية
الدراسة منحت ياسمين طريقا نحو الاحترافية، فأصبح الطهي بالنسبة له ليس مجرد خطوات غير مفهومة، ولكنه علم له أسس وقواعد، وأدركت حينها أن الطبخ يمكن أن يصبح مهنتها ومستقبلها القادم، فأخذت تطور من نفسها وتزداد ثقة بما تفعله، وما الذي يميزها عن غيرها.
فندق الفورسيزون كان أولى خطواتها نحو امتهان الطبخ، فعملت فيه لمدة عام فور تخرجها من الأكاديمية، وتخصصت في إعداد الحلويات، ولكنها بحثت عن طريق آخر تحقق فيه ما تريد "العمل في الفنادق شاق وروتيني ومش سهل التطور فيه بسرعة" كانت ياسمين تريد أن تعوض بدايتها المتأخرة في مجال الطبخ، فاستقالت من عملها وانتظرت فرصة جديدة.
تطبيق Yumamia الذي يعمل مع ربات البيوت على إعداد وجبات يتم بيعها من خلاله، عملت به ياسمين كمسئولة عن المتابعة وتقييم الجودة مع هؤلاء السيدات، مع وضع الوصفات وتحديد قائمة الطعام، إلى جانب تدريب السيدات على هذه الوصفات لتظهر بجودة معينة، وفي خلال عامين استطاعت ياسمين أن تطور من مهاراتها وتشترك في أكثر من مشروع بالإضافة إلى Yumamia.
قدمت ياسمين وصفات طعام من خلال عدد من البرامج التلفزيونية وبرامج اليوتيوب وفيسبوك، مثل الوصفات القصيرة مع مشروع "أكل أحلى"، وSofra Quik، وقناة الوصفة، وعملت على تقديم الوصفات لمجموعة من المنتجات المشهورة مثل دومتي وكورونا ، كما انضمت مؤخرا لنادي الذواقة المصري، وأصبحت تقدم دروس طبخ وتدريبات للارغبين في خوض المجال.
النجاح الذي حققته ياسمين وما زالت تتمنى أن تضيف إليه نجاحات أخرى، بدأ صدفة في عام 2012، فمسيرتها تؤكد أن لا أحد يعلم ما ينتظره غدا، وجعلها توقن "مفيش حاجة مستحيلة، طالما بشتغل على نفسي وعندي إصرار"، وأصبح لديها حلم بمشروع كامل للطبخ Food Project، تقدم من خلاله فيديوهات قصيرة للطبخ، ودروس لتعليم الآخرين ليكون كيان يثق الناس به.
اقرئي: مشروع ريهام وزوجها بإعداد الأكل الصيني على عربية شوكولولو
تغيرت نظرة ياسمين لحياتها فمن تخيل روتيني معتاد للمستقبل الذي يتكون عليه، إلى حلم كبير بترك بصمة وعلامة في مجال الطهي "الطبخ فتح لي طريق تاني مكنتش بخطط له أصلا"، من دونه كانت لا زالت معتقدة أن الوقت فاتها، في حين أضحت مؤمنة أن الوقت مجرد رقم وأن البداية لا تعرف سن.
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا