نورهان صلاح تُحيي تراث نجوم الزمن الجميل بالجرافيك
الأكثر مشاهدة
كانت نورهان صلاح في طفولتها تهوى الرسم، تسحرها الألوان وتكوينها، وتقضي وقتها في خلق عالم سحري تُخرج فيه مخيلتها على أوراق كراسات الرسم، ظلت على هذا الحال حتى خطت عتبة الثانوية العامة، فابتعدت عن هوايتها من أجل التركيز في الدراسة، لكن القدر كان له طريقًا آخر، فعبر بها بوابة الثانوية وأسلمها لكلية الفنون التطبيقية لتصنع بها مشروع تخرج يحظى بإشادة الجميع ويلاقى رواجًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أحيت به تراث نجوم الزمن الجميع، لتقول بعد ذلك: "لو رجع بيا الزمن تاني هختار فنون تطبيقية برضه.. لقيت نفسي فيها وبحمد ربنا على ده".
نورهان صلاح تُحيي تراث السينما المصرية
بعدما أشرفت على المرحلة الثانوية، اعتبرت نورهان الرسم مجرد هواية لا يجب أن تشغلها عن حلم الالتحاق بكلية الطب أو مشتقاتها من كليتي الأسنان والصيدلة، فاستسلمت لطموح البالطو الأبيض الذي حفره المجتمع في لا وعي آلاف الطلاب وأسرهم، وجعل لقب دكتور يساوي مكانة اجتماعية مرموقة.
"كان نفسي أدخل كلية صيدلة بس فرقت معايا على 1%"، هكذا تقول نورهان لتي لم تكن تعرف أي شيء عن كلية الفنون التطبيقية، ولحقت آخر أيام اختبار القدرات بالصدفة، لكن هواية الرسم القديمة ساعدتها لتجتاز هذا الاختبار وتنضم للكلية.
بعد انقضاء أول فصل دراسي في الكلية، التي فضلت فرعها في بنها على مقرها الرئيسي بجمعة حلوان بسبب قربه من مدينة طنطا التي تقطنها، شعرت بتوفيق الله لها حين أحبت الكلية وأقسامها، وشغفت بكل المواد التي درستها ووجدت نفسها فيها، "فكرت وقتها إني مش علشان مالحقتش طب يبقى آخر الدنيا، بالعكس.. لما أبقى أحسن حد في مجالي أفضل من أني أبقى زي أي حد في مجال تاني".
درست نورهان في السنة الأولى مقدمة عن كل أقسام الكلية، على أن تُعد هي وزملائها مشروع تخرج صغير لكل مادة، وبعدما جربت كل شيء وقعت في غرام قسم الإعلان، وهناك تعلمت الكثير، بداية من تصميم الحملات الإعلانية إلى تنفيذها، وكيفية العمل على برامج متخصصة مثل مجموعة الـ Adobe.
اقرئي أيضًا.. 16 معلومة عن رئيسة كرواتيا كوليندا كيتاروفيتش
بعد 4 سنوات من الدراسة بقسم الإعلان، وقبلهم سنة دراسية عامة بالكلية، حان وقت عمل التخرج هذا العام، فاختارت أن يكون مشروع تخرجها عن إحياء تراث السينما المصرية ونجوم الزمن الجميل، "أنا بحب السينما جدًا، واخترت المشروع ده علشان الفنانين دول أثروا فينا وفي حياتنا، ولأن الجيل الأصغر مايعرفهمش، فحبيت يكون مشروعي عنهم"، اختارت أن تكون فكرتها قائمة على رسم بورتريه لشخصيات من نجوم السينما المصرية، مع كتابة جملة من أشهر كلماتهم في الأفلام، وقررت استخدام تقنية الـ (Low Poly)، أي الرسم الإلكتروني باستخدام التراكيب والأشكال الهندسة، إلى جانب ذلك أعادت تشكيل شعار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
"العين الواحدة ممكن تكون متكونة من 60 مثلث ومربع لو قربت منها تشوف تفاصيلها"، عكفت الشابة العشرينية على إتمام مشروعها ساعات طويلة، واحتاجت في رسم الشخصية الواحدة مجهود يومين أو ثلاثة أيام عمل لتخرج صورتها بنفس درجات الوجه الأصلي ومراعاة الظل والنور، لكن من خلال الأشكال الهندسية، كانت تضع الصورة الأصلية وتبدأ في الرسم عليها بتلك التقنية، وتأخذ من ألوان الوجه وملامحه حتى تكتمل الشخصية.
اقرئي أيضًا.. ندى الشيتي دكتورة ترتدي البالطو وتحمل الفرش والألوان
وجاءت ردود الفعل على قدر تعبها، "دكاترة وعمداء من جامعة حلوان أشادوا بالشغل وسألوني إزاي عملت كل الشخصيات دي في الوقت القصير ده، ووصلتلي تعليقات كتير على فيسبوك من الناس".
تحلم نورهان بالعمل في شركة كبرى لتتعلم أكثر وتبني خبرة في سوق العمل، وتقول أنها "لسه ما اكتفتش، عايزة أتعلم أكتر وأكثر"، ونصيحتها لكل من ينوي دخول هذا المجال، هي ألا يتوقف عن التعلم، وألا يعتقد أن الفن موهبة فقط، "الفن مش موهبة بس، كل حاجة في الدنيا ممكن تتعلمها، الموهبة بتساعد بس مش هي الأساس".
اقرئي أيضًا.. هدير ماهر من الهند وكينيا إلى نيبال وفيتنام
اقرئي أيضًا:
حكاية الشيف سارة نشأت وافتتاح مطبخها بإنستجرام
ياسمين القاضي.. ترسم بريشتها أزياء الأعمال الدرامية
دعاء عارف تطلق تطبيق شفاء لمساعدة المرضى بعد شفائها من السرطان
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا