شيماء أبو زيد أول مصرية تعمل مناوب في سيرن للأبحاث النووية
الأكثر مشاهدة
على غلاف رسالة الدكتوراة، وضعت شيماء أبو زيد أهرامات الجيزة الثلاثة ومعهم الجهاز الذي ظلت تعمل عليه لما يقرب خمس سنوات، حتى أصبحت أول مصرية تحصل على دكتوراة مزدوجة في فيزياء الجسيمات الأولية "حبيت أرمز في رحلتنا وإحنا بنبعد بالزمن لأقدم حضارة عرفتها البشرية، وهي الحضارة المصرية".
فخر بالانتماء إلى حضارة تفوقت على المستقبل الذي نعيشه، وما زال العالم يبحث ليكشف أسرارها، جعل الدكتورة شيماء أبو زيد تعود بعد سنوات من العمل والبحث، لتستكمل مشوارها في مصر، بعد توصيات من أهم خبراء ومتخصصي الفيزياء النووية حول العالم بأن ما توصلت إليه يستحق أن يستمر ويتم البناء عليه.
لم تكن تتوقع شيماء وهي تقرر الاستسلام لرغبات مكتب التنسيق، وتعمل بنصيحة صديق والدها في الالتحاق بكلية العلوم لدراسة الفيزياء النووية، رغم أن كلية الهندسة هي الطموح الذي سعت إليه، أن تصبح أول مصرية تعمل كمناوب فني في مركز سيرن CERN (المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية)، الذي يقع على الحدود بين فرنسا وسويسرا.
دراسة شيماء أبو زيد
منذ طفولتها، وحين استطاعت أن تترجم الحروف إلى كلمات وجمل، زرع والدها حب القراءة في نفسها، فأصبحت تلتهم كل ما يصادفها، فنشأتها في كنف أب، له جذور صعيدية تعود إلى فرشوط بقنا، وعمله بالتجارة الذي لم يجعله يغفل تربية أبنائه على حب العلم، غرزت داخلها فخر به "والدي إنسان مثقف، وكان دايما بيوجهني للقراءة بشكل دائم، والتجارة بتعلم المبادئ ومهارات الأمانة والصدق والاعتماد على النفس".
الرياضة كانت مادة شيماء المفضلة، ولذلك كانت كلية الهندسة هي الهدف الذي عملت عليه طوال سنوات دراسة الثانوية العامة وخاصة الهندسة النووية، ولكن لم يحقق لها المجموع ما أرادت، فالتحقت بكلية البنات التابعة لجامعة عين شمس، بعد أن استطاع أحد أصدقاء والدها الدكتور عبد الحليم محمود، الذي كانت تعتبره أبا روحيا، بدراسة الفيزياء النووية بكلية العلوم "هو كان عارف اهتمامي وقراءتي في الفيزياء من قبل الجامعة، وأي معلومة كان بيقولها في المجال ده كنت بحفظها".
التحقت شيماء بقسم العلوم الطبيعية والرياضة، ثم تخصصت في دراسة الفيزياء النووية "من أول ما دخلت الكلية وأنا عارفة أني عاوزة أعمل أبحاث في الفيزياء"، لم تكن تنوي أن تُنهي رحلتها مع الفيزياء بمجرد انتهاء الدراسة الجامعية، ولكنها علمت أنها تريد أن تخوض المجال بحثا ودراسة وتقدم إضافة.
لم تكن شيماء الأولى على دفعتها، فهي تكره الحفظ والتلقين، فكان ترتيبها الثالثة ولذلك تأخرت عن التعيين كمعيدة في الجامعة، فعملت كمدرسة فيزياء بأحد المدارس، ثم حاولت العمل بالمركز القومي للبحوث وخضعت للاختبارات "في النهاية اكتشفت أنه الوظيفة متظبطة لحد بعينه"، فقررت أن تركز جهودها على إعداد الماجستير.
أعدت رسالتها للماجستير في إنتاج النظائر المشعة المستخدمة في الطب للتشخيص والصناعات، التي ظلت لفترة تعمل على اختيارها "قعدت فترة اختاره عشان يكون رسالتي ليها معنى ومتتركنش وخلاص"، فشيماء تؤمن بما يمكن أن تقدمه الطاقة النووية لإحداث ثورة في الصناعة والطب والمجالات الحياتية المختلفة، وتعتبر مشروع الضبعة لإنتاج الطاقة فرصة لإنتاج النظائر المشعة التي يمكن استخدامها في علاجات أمراض السرطان، مما يوفر على دولة استيرادها.
خلال فترة إنجازها للماجستير، كان يستلزم على شيماء أن تتواجد بمعجل أنشاص النووي للأبحاث (مشروع السيكلوترون)، الذي يبُعد عن القاهرة ما يقرب من 60 كيلومتر، حيث إحدى قرى محافظة الشرقية، فرغم علامات الاستفهام والاستنكار التي كانت تلاحقها طوال فترة ترددها على المشروع لتنهي رسالتها، كانت شيماء تتعامل معها بالتجاهل والتعجب أحيانا.
"إزاي بنت تشتغل في الفيزياء النووية؟!" أساتذة ومتخصصون رأوا رغبتها في العمل بمجال الفيزياء النووية لا يناسبها كبنت، فلا مجال للبنات بالعمل كمناوب في الوحدة، والعرف لا يسمح لها أن تبيت في المشروع حتى تنهي عملها "أنا فاكرة مرة خرجت مع مشرف رسالة الماجستير بتاعتي متأخر من الوحدة، فالأمن بدأ يتداول الكلام واعتبروها مشكلة"، رغم ذلك كانت شيماء تقوم بعملها دون الالتفات إلى حديثهم وقناعاتهم، كما استطاعت إحدى صديقاتها أن تعمل كمناوب في الوحدة رغم استنكار ورفض البعض.
ظلت شيماء تعمل على الماجستير لسنوات طويلة، فبدأته في 2007 وبسبب أن الوسيلة التي كانت تستخدمها في البحث يتولى تحديثها مسئولون من روسيا أنهته في 2011، وبدأت بعدها تبحث عن الطريقة المناسبة لتقوم بتطوير أفكارها وبحثها، وكانت طوال مدة دراستها بالجامعة والمراحل التي تليها تقرأ وتتابع أخبار مركز سيرن، المختص بأبحاث الطاقة النووية، فكان حلمها أن تزور هذا المركز وتعمل به، منذ بدء مصر التعاون مع المركز البحثي الأكبر في الطاقة النووية عام 2009.
الدكتوراة و"سيرن"
وبعد ثورة يناير 2011، التي تبعها افتتاح جامعة زويل في مصر، بدأ علماء مصريون بالخارج يتوافدون على الجامعة ويحاولون نقل خبراتهم إلى المهتمين بالعلوم ودارسيها في مصر، واستطاعت أن تتواصل شيماء من خلال الجامعة مع أحد الأساتذة الذين استطاعوا العمل في مركز سيرن لتعرف عنه أكثر وتحاول أن تدرك الطريق المناسب للالتحاق به.
وما بين المعمل والكلية والأبحاث، كان يدور يوم شيماء "كانت معاناة لأنه مطلوب مننا نعمل الأبحاث وندرس للطلبة في الجامعة وننهي الماجستير"، في حين تفكيرها معلق بمركز سيرن، تجتهد وتبحث بكافة الطرق لتنفذ رسالتها للدكتوراة به، ومع تفهم والدها لضرورة سفرها للخارج لتحقق ما تحلم به، بدأت شيماء في متابعة المنح والبعثات الخارجية التي ستمكنها من الدراسة والعمل في سيرن.
"عرفت أنه لازم أسافر عشان محدش هيعلمني هنا، وكل الموجود نظري والتخصص جديد" فهدفها محدد من البداية، المجال هو فيزياء الطاقات العالية، ومن ضمنها فيزياء الجسيمات الأولية، فوجدتها بالمنح التي يتيحها الاتحاد الأوروبي، ولكن وقتها في عام 2012 لم يحالفها التوفيق، فتواصلت مع الباحثين المصريين الحاصلين على الدكتوراة من سيرن، وخاضت تدريب عن المركز الأوروبي للأبحاث النووية في مصر، وحصلت خلاله على جائزة أفضل باحث قدم أسئلة علمية أفادت المحتوى.
اقرئي أيضا: بسمة عبد العزيز طبيبة نفسية تكتب وترسم وتعزف
مع محاولات للحصول على منحة والسفر للخارج، توفرت لها فرصة الترشيح عبر الجامعة، ولكن وقف تمويل المنحة عائق أمام رغبتها، وعلمت أنه من المستحيل أن تحصل علها مع اختيارها لتخصص الفيزياء النووية بعد أن أخبرها أحد مسئولي إدارة البعثات "صعب تحصلي على التمويل في تخصص الفيزياء النووية، وكمان أنتي بنت الأفضل تختاري تخصص تاني".
مرة ثانية، تقدمت شيماء للحصول على منحة الاتحاد الأوروبي، واستطاعت أن تحصل عليها، وسافرت وبدأت دراستها في الجماعة الحرة ببروكسل في بلجيكا سبتمبر 2013، وبدأ معها طريقا آخر سافرت خلاله عبر الزمن لتكتشف في سيرن بداية نشأة الكون.
التخصص الذي استنكر كثيرون على شيماء البحث فيه ودراسته، تؤمن هي بأهميته في تحقيق الإفادة في المجتمع "لما نفهم الكون أكتر، هنعرف رايح بينا فين، ونقدر نسخره لينا.. في البداية كان الإشعاع النووي ملوش استخدام لكن بعدها بقى مفيد وفيه الجمانايف والعلاجات الاشعاعية"، ولذلك ترى أن أبحاثها يجب أن تضيف وتقدم رؤية مختلفة.
لجوء شيماء إلى الدراسة بالجامعات الأوروبية كان بسبب أن تخصص فيزياء الطاقات العالية أو فيزياء الجسيمات الأولية الذي اختارته لم يسبق لأحد في مصر العمل عليه، ولم تحدده الجامعات المصرية بصورة واضحة ومنفصلة عن الفيزياء النووية بعد، تشرح شيماء التخصص "عشان تبعدي البروتونات عن نواة الذرة ده اسمه تفاعل نووي، وتم اكتشاف أنه البروتونات بتتكون من حاجات تانية، اسمها كواركز، ولما بتكسريهم بيكون اسمها الفيزياء الجسيمية، ولما بتعملي ده، بتحققي الغرض الأساسي من البحث في معرفة نشأة الكون".
استعدت لتسافر لأول مرة خارج مصر، وهيأت حالها لرحلة جديدة خاضتها بحب وشغف ورغبة في أن يعود ما تعلمته بالنفع على البشرية بأسرها، استقبلها الدكتور يورهن دونت، المشرف البلجيكي على رسالة الدكتوراة، والذي يعد من ضمن ثلاثة علماء فقط في اللجنة الاستشارية لبناء المعالجات القادمة على مستوى العالم، وبما يملكه من خبرة وثقل أكاديمي قدم المساندة والدعم لشيماء.
وداخل المكان الذي كانت صورته لا تفارق خيالها لأعوام، بدأت شيماء تعمل على رسالة الدكتوراة داخل مركز سيرن للأبحاث النووية "سيرن ده مختلف، مجتمع وعالم تاني يحترم العقل فقط، لا لون ولا عرق ولا دين ولا جنسية ولا أي حاجة" تقولها وتتذكر كيف كان الدخول للوحدة في أنشاص، التي لا تفوق قدرتها عشرات الميجاوات، محجورا على السيدات، في حين لا يعرف مركز الابحاث الدولي، الذي تصل قدرته إلى 13 تيرا إلكترون فولت كأعلى طاقة على وجه الأرض، التفرقة حيث الاحتكام إلى القدرات العقلية والإمكانيات فقط.
أنبوبة محيطها 27 كيلومتر تضم 4 تجارب أساسية ومحيطها تجارب صغيرة لها علاقة بالطب، تصف شيماء المركز الذي تعتبر العضوية به شرف وفخر لأي باحث في العالم، وعملت كمناوب فني في واحدة من التجارب الأربعة الرئيسيين به تسمى CMS، وذلك بعد الخضوع للتدريبات والاختبارات المتعلقة بالأمان والقدرة على التعامل مع أجهزة الرصد.
شيماء أبو زيد أول مصرية في "سيرن"
شيماء أبو زيد أصبحت أول سيدة مصرية تعمل كمناوب فني في مركز سيرن، تتابع حركة البروتونات وترصدها، وتتأكد من مرورها بسلام دون إحداث تدمير أو أضرار، لتثبت أن كونها سيدة لن يمنعها من التواجد في واحد من أخطر الأماكن وأهمها في العالم، ولم يثنها عن النزول تحت الأرض بأكثر من 100 متر "أنا فاكرة أول يوم ليا في سيرن بعت صورتي لمشرف الماجستير في مصر".
رسالتها للدكتوراة تبحث حول ظاهرة نادرة، تحاول من خلالها التعرف على نشأة الكون بصورة أفضل، وجاء عنوانها "البحث عن الاقترانات متعادلة الشحنة الكهربية في تغيير نكهة كوارك القمة بواسطة تجربة الملف الميوني المدمج المقام على المصادم الهدروني الكبير"، فهي تحاول باستخدام طاقة أعلى تطوير طريقة البحث للحصول على نتائج أفضل للظاهرة التي قامت بدراستها، وهو ما يعني اقتراب من الحقيقة، ولذلك أوصى الخبراء على الاستمرار نظرا لإيجابية النتائج.
حملت الرسالة، التي ناقشتها شيماء ثلاث مرات، الأولى داخل مركز سيرن، الذي أوصى خبراؤه بضرور استكمال الأبحاث على الرسالة، والثانية في الجامعة الحرة ببروكسل، والثالثة في جامعة عين شمس، اسميّ الأساتذة المشرفين عليها، الدكتور يورهن دونت، المشرف البلجيكي الذي كان مساندا وداعما وله فضل كبير عليها كما تقول، والدكتورة ماجدة عبد الوهاب، أستاذ الفيزياء النووية بجامعة عين شمس، التي تحملت طموح شيماء ولم تجبرها على اختيار معين "كنت محظوظة بيها لأنها كانت متفاهمة، وتقرأ وتحاول أن تتابع رسالتي باهتمام".
اقرئي أيضا: نورهان صلاح تحيي تراث نجوم الزمن الجميل بالجرافيك
رسالة دكتوراة مزدوجة
ولأول مرة، كانت رسالة شيماء من جامعتين وحملت شعارهما معا، الجامعة الحرة ببروكسل وجامعة عين شمس المصرية، وهو الأمر الذي شكل أزمة وتعقيدات في بدايته، ولكن مساندة الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس جامعة عين شمس حينها، وزير التعليم العالي حاليا، أصر على أن تتم رسالة الدكتوراة كرسالة مزدوجة، رغم أن قانون البعثات المصرية، الذي تتمنى شيماء ومعها آلاف من طلاب البحث العلمي تغييره، يرفض ويمانع.
"كنت أقدر أخد الدكتوراة من هناك وأريح دماغي.. لكن دي فرصة ترجع الجامعات المصرية تاني بعد ما بقت خارج التصنيف العالمي"، وتعتبر شيماء أن المبعوثين وأبحاثهم المشتركة قادرة على أن تعيد للجامعات المصرية مكانتها في الخارج، فنشرت رسالة الدكتوراة بثلاث لغات الإنجليزية، وملخص باللغة العربية، وآخر باللغة الهولندية، وهي لغة جامعة بروكسل، مما يجعلها رسالة مميزة، كما أصرت على أن تكتب اسم الظاهرة التي عملت عليها باللغة الهيروغليفية.
بسبب حداثة عهد إدارة البعثات بالأبحاث المشتركة، كانت زيارات شيماء لمصر طوال خمس سنوات، هي عمر دراستها بالخارج، ما بين متابعة مشكلات إدارية ومحاولة حلها "عنوان رسالتي عشان يتوافق عليها خد وقت من 2016 لغاية 2018".
مرتبات وبدلات ضعيفة وتعسف بالإجراءات وتمسك بالروتين، مشكلات أشارت إليها الدكتورة المصرية الأولى، التي تقدم رسالة دكتوراة حول فيزياء الجسيمات الأولية، فأوضحت التعقيدات الإدارية التي يقع فيها الباحثون مع إدارة البعثات المصرية وتمنت أن يتم التعامل معها بشكل عاجل"بدل التركيز على العلم بنلاقي نفسنا مشغولين بأمور روتينية"، فكان مؤذيا لها أن يتم إلغاء البدلات لكل المبعوثين بأثر رجعي سنة، في حين يتم زيادة مرتبات موظفين ومسئولين في مناصب أخرى.
معاناة البحث العلمي في مصر، كما تراها شيماء، تتجسد في عدم الاهتمام بزرع حب العلم والمعرفة في الأطفال الصغار من البداية "كنت أتمنى زي ما عملوا مسابقات وناس سافرت تتفرج على كأس العالم، يكون في كمان مسابقات ورحلات علمية لسيرن"، فالموقع الرسمي للمركز يتيح ألعاب ومناهج تعليمية للأطفال، كما أنه يستقبل الزوار من جميع أنحاء العالم.
بطء الإنترنت قد يكون واحد من أهم العقبات التي قد تضطر شيماء إلى العودة للسفر لاستكمال أبحاثها بالخارج، فرغم أن عودتها من أجل أن تضيف للباحثين الصغار وتعمل معهم على تطوير ما توصلت إليه، فعدم وجود شبكة إنترنت لها جودة عالية قد يعوق هذا، فتتذكر كيف أثر سوء الإنترنت على قدرة طلاب مصريين من التواصل مع مركز سيرن في أحد التدريبات التي يتم تنظيمها بالتعاون مع أحد الجامعات المصرية.
اقرئي أيضا: خطوات سارة النجار على درب الميديا
تجربة السفر
لم يكن التواجد في بلد غريب عن ثقافتها أمر هيّن، فرغم شغفها بما تفعل، كانت تمر على شيماء أياما تشعر معها بالوحدة "كنت لوحدي 5 سنين في مجتمع لا بيتكلم لغتي ولا ديني ولا ثقافتي.. كان بيجي عليا أيام نفسي أتكلم عربي"، مع الشعور في أول عامين بالإحباط بسبب التخلف عن بقية المجموعة التي كانت تعمل معها في الجامعة "كان عندهم خبرة أكثر مني بـ 3 سنين في النقطة البحثية بتاعتي"، فكانت تجتهد لتكون أفضل وتتطور بصورة أسرع.
عندما يحاول الانهزام أن يتملكها، كانت مكالمة وحديث مع والدها قادرين على أن يعيدوا لها ثقتها بنفسها "لما كنت أتضايق والدتي تقولي ارجعي، لكن والدي كان بيدعمني ويقولي عمرك ما خدتي حاجة في حياتك بسهولة، متيأسيش ويخليني أكمل"، فازدادت ثقتها بنفسها، ومع كل موقف صعب أصبح لديها يقين أنه سيمر، ولكن الاغتراب والوحدة جعلاها تفكر بشكل مختلف "كان عندي الفرصة أني أتأمل وأتكلم مع نفسي كتير، فبقيت عارفة أنا عاوزة إيه".
جائزة نوبل
بعد العودة والقدرة على مدار خمس سنوات نشر ما يقرب من 300 بحث أكاديمي حول فيزياء الجسيمات الأولية في مجلات علمية دولية، تطمح شيماء أن تتمكن من تكوين فريق علمي مصري يعمل على تكملة أبحاث في النقطة البحثية التي ركزت رسالتها للدكتوراة عليها، حتى يُنسب أي إنجاز علمي باسم مصر، كما تتمنى أن تحصل على جائزة نوبل بأبحاث ودراسات قادرة على الإضافة للعلوم.
طموحات شيماء العلمية لم تجعلها تغفل أهمية وجود شريك في حياتها، فمع اعتقاد كثيرين أنها إذا كانت متزوجة فلن تستطيع أن تحقق النجاح الذي وصلت إليه، كان المباركون على رسالة الدكتوراة يدعون لها بـ "الفرحة الكبيرة"، أي الزواج وكأن إنجازات النساء تقاس بالحصول على عريس وعدد الأطفال، بينما شيماء لها رأي آخر "الفكرة أنه لسه ملقتش الشريك المناسب، وملهوش دعوة خالص بالدكتوارة ومش هي اللي معطلاني وبعداني".
اقرئي أيضا:
مشوار نرمين رفعت مع الغطس وجراحة العيون
الشغف بالرياضة وقود ماريز دوس للجري نحو أحلامها
ليلى صدقي ووصفة السعادة من نولا كب كيك
الكاتب
هدير حسن
الأحد ١٢ أغسطس ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا