الإدمان أعراضه وأسبابه وكيف يمكن علاجه
الأكثر مشاهدة
شخص يلهث وراء شيء يعلم مدى ضرره، ولكنه أصبح معلقا به دون وعي أو إرادة منه، فبسبب انجراف سلوكي ما تحدث الإصابة بالإدمان، ويرى الشخص في مادة أو مشروب أو حتى لعبة أمل زائف ونشوة زائلة، ومع الوقت يصبح الإدمان الرفيق الذي لا يفارق صاحبه، يحلّ عليه تدريجيا ويتسرب إلى نفسه وجسده بهدوء، ثم يحتل روحه ويستنفد طاقته.
الإدمان بأنواعه واحد من الأمراض والاضطرابات النفسية، فهو قادر على أن يغير من حياة الشخص إلى النقيض وبصورة سلبية كبيرة، في وقت وجيز، فيصبح المدمن له تصرفات وسلوكيات تؤثر على صحته الجسمانية والعقلية، دون أن يكون هناك قدرة منه على التوقف عن ما يفعل رغم علمه بالأضرار، فالمادة المخدرة أو السلوك الإدماني الذي يسير عليه يجذبه بقسوة.
يعتبر إدمان المواد المخدرة (المخدرات) من أكثر أنواع الإدمان شيوعا بين الناس، فكثيرون يفسرون الإدمان على أنه خاص بالمواد المخدرة فقط، ووفقا لآخر دراسة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر في عام 2014، فإن 2.5% من السكان هي نسبة المدمنين على المخدرات، و27% من هذه النسبة سيدات.
اقرئي أيضا: علاج الصداع بطرق طبيعية دون تناول المسكنات
تعريف الإدمان
هناك الكثير من التعريفات التي تحاول وصف الإدمان وتقترب من الأعراض التي يتركها على الشخص، فالإدمان هو استمرار تعاطي مادة مخدرة أو الإتيان بسلوك ما بالرغم من معرفة الأضرار، نتيجة فقدان السيطرة على التوقف عنه، مما يؤدي إلى الانشغال بهذ السلوك أو المخدر عن الأنشطة الاجتماعية الأخرى.
هو أيضا مرض مزمن يتم من خلاله إشباع الدماغ بمادة أو سلوك نتيجة وجود خلل في وظيفة الدوائر العصبية المسئولة عن التحفيز، فيبحث في المواد والسلوكيات الإدمانية عن ما يعطيه الإحساس بالرضا والفرح، مما يؤدي إلى ظهور أعراض بيولوجية واجتماعية ونفسية سلبية، ومن الممكن أن يتسبب الإدمان في إحداث الخلل بهذه الدوائر العصبية الكهربية المسماة بنظام المكافأة Reward Circuit.
نظام المكافأة داخل الدماغ هو عبارة عن منطقتين يتم التواصل بينهما، يحفز النبض العصبي إنتاج الدوبامين بين عصبون مستقبل وآخر مرسل، ويظل الدوبامين في حالة من الإرسال والاستقبال في الحالات العادية، فمع تناول الطعام أو الشعور الشخص بالسعادة يتم إنتاجه بين العصبونين، ولكن عندما يتناول الشخص المواد المخدرة، فهي تعمل على إفراز مواد تمنع عودة الدوبامين من وإلى العصبونات، فيتنشر الدوبامين في الدماغ بأكلمه، وليس في دائرة المكافأة فقط، وهو ما يُحدث الخلل في الدماغ.
من الحقائق التي تعد صادمة حول الإدمان، إنه مرض مزمن كأمراض السكر أو القلب، فلا علاج نهائي وشامل له، ولكن يمر المريض بمراحل سكون وهدوء وتعافي، ومراحل أخرى من الانتكاسات والعودة بمعني "مفيش حاجة اسمها تبطيل"، ولكن يمكن التعافي من الإدمان عندما يدرك الشخص السلوكيات والبيئة التي تجعله يعيد التجربة مرة أخرى، فيعي كيف يواجه نفسه ويظل متمسكا بقدرته على التعافي.
أسباب الإدمان
يأتي الإدمان نتيجة مجموعة من العوامل التي يكون لها دور كبير في اتجاه الشخص إلى اتباع هذا السلوك، من الممكن أن تكون هذه العوامل وراثية، أو ناتجة عن الإصابة بأمراض أخرى، تعتبر من أهم الأسباب رغبة الشخص في تعويض الخلل الحادث في الدوائر الكهربية المسئولة عن التحفيز والشعور بالنشوة في الدماغ، وذلك عن طريق البحث عن هذه النشوة والسعادة في تعاطي المواد المخدرة أو تناول الكحوليات بصورة مفرطة، أو الإدمان السلوكي مثل الانشغال الزائد عن الحد بألعاب الفيديو والإنترنت، أو ممارسة مفرطة للجنس.
تاتي الأسباب نتيجة مجموعة من العوامل، التي يمكن إيجاز بعضها في:
العوامل الوراثية، تعتبر واحدة من أهم العوامل التي قد تجعل الشخص عرضة للإصابة بالإدمان، ويمكن تقديرها بأنها تشكل نصف احتمالية إصابة الفرد بالإدمان، فوجود شخص في العائلة يعاني من الإدمان، فهذا يعني خطر أكبر من الإصابة به، خاصة، إذا تواجدت ظروف بيئية محيطة بالشخص تساهم في حدوث ذلك.
عوامل بيولوجية، وهي متعلقة بوجود خلل في دوائر كهربية في الدماغ تسمى Reward Circuit، وهي المسئولة عن التحفيز والإحساس بالنشوة، وعدم أداء هذه الدوائر لوظيفتها بشكل سليم يدفع الشخص إلى تعويض ذلك بالمواد المخدرة أو السلوكيات الإدمانية.
الأمراض العقلية، فعندما يعاني الأشخاص من أمراض تؤثر على كيمياء الدماغ كالمصابين بالاكتئاب، واضطراب نقص أو فرط الانتباه، فمن الممكن أن يكونوا أكثر عرضة لأن يكونوا مدمنين.
الوجود وسط بيئة تتقبل الإدمان، بل تحفز عليه، يجعله في نظر الشخص أمر طبيعي وعادي حتي يكون مقبولا وسط المجموعة التي يريد الانخراط فيها، فقد يكون وجود أصدقاء يدمنون أي نوع من أنواع الإدمان، يجعل المراهق يريد أن يكون مثلهم حتى يقبلون به بينهم ويسهُل عليه الاقتراب منهم، ويعتبر هذا العامل واحد من العوامل القوية التي تدفع المراهقين إلى الإدمان.
الوحدة وعدم وجود أصدقاء يدفع البعض إلى تجربة إدمان الكحوليات أو المواد المخدرة كنوع من التخلص من الشعور بفقدان ونس الآخرين من حوله، فيبحث في الإدمان عن شعور زائف بالنشوة والسعادة لتعويض مرارة الوحدة.
من الممكن أن يكون الإدمان وسيلة البعض للهروب من حالة حزن، أو رغبة في نسيان تجربة عاطفية ما، فيعتقد المقبل على الإدمان أن ما يفعله هو الحل.
تعرفي على: أكلات صحية مفيدة لمرضى القولون العصبي
أعراض الإدمان
هناك علامات واضحة يمكن أن يتم ملاحظتها على المدمن، أيا كان نوع الإدمان الذي أصابه، وهذه الأعراض تكون بادية في تصرفاته اليومية، وطريقة تفاعله مع الأمور الحياتية والبيئة المحيطة به، فالإدمان يجعل الفرد غير قادر على ضبط سلوكه أو التحكم في ردود أفعاله، الأمر الذي يجعله واحد من الأمراض النفسية التي يمكن اكتشافها بطرق بسيطة وعلامات واضحة على الفرد.
السلوك الإدماني لا يأتي من الكمية التي يتناولها الشخص من المواد المخدرة أو الكحوليات، وتكرار إقباله على السلوكيات الإدمانية ولكن استجابته لها وتأثيرها على الدوائر الكهربية المسئولة عن التحفيز، هي العامل الرئيسي للتعرف على إدمانه لها، ولذلك يجب الحذر عندما تبدأ هذه الأعراض في الظهور على الشخص، ومن بينها:
- الاستهلاك المفرط للمواد المخدرة، أو الأفعال السلوكية الإدمانية مثل (القمار، الجنس، ألعاب الإنترنت..).
- عدم القدرة على التوقف عن الإتيان بالفعل أو السلوك الإدماني، فمع إدمان المخدرات لا يملك الشخص أن يتوقف عنها رغم علمه بأخطارها الصحية والنفسية عليه، وكذلك مع إدمان ألعاب الإنترنت والفيديو، فهو يعرف كيف يمكنها أن تؤذيه ولكنه يستمر على ممارستها.
- عدم الاهتمام بالمشكلات الجسدية أو الصحية رغم معرفة خطورتها، والتركيز على الاستمرار في ممارسة السلوك الإدماني أو تناول المواد المخدرة، دون الاتجاه نحو التخلص منها أو علاج الإدمان.
- العزلة والبقاء وحيدا، وانعدام الرغبة في ممارسة الأنشطة الاجتماعية، بما يؤثر على أدائه الاجتماعي وتفاعله مع المحيطين به.
- أن ينحصر تفكيره حول وسائل الإدمان، وينشغل دوما في البحث عن المواد المخدرة وتناولها، أو التفرغ لممارسة السلوكيات الإدمانية.
- حدوث تغيرات في المشاعر والأحاسيس، وعدم القدرة على ضبط انفعالاته بما يناسب المواقف التي يتعرض لها، ففي فترة وجيزة قد تنقلب مشاعره من الفرح إلى الحزن والغضب إلى الخوف.
- الشعور الدائم بالقلق، ورفض أي ضغوطات تبدو بالنسبة له مجهدة ذهنيا، أو تستلزم نشاطا معينا.
- صعوبة التعبير عن نفسه وعن المشاعر المتضاربة التي يمر بها، مع فقدان القدرة على تمييز المشاعر الإيجابي منها والسلبي، فتصبح استجابته وردود أفعاله غير منطقية وبها خلل واضح.
- تصل التأثيرات إلى إحداث مشكلات في الإدراك والتعلم وصنع القرار والذاكرة، مع عدم التحكم في الانفعالات الصادرة منه، فهو يكون فاقد للقدرة على التعديل من هذا السلوك وتهذيبه أو التعامل معه.
- تأثير الإدمان على الشخص يظهر على صحته بشكل عام، بخلاف التأثيرات النفسية التي يسببها، فيبدو الشخص المدمن في حالة هذيان ونقص واضح في الوزن.
- في أثناء حالات انسحاب المادة المخدرة من الجسم، واحتياج المصاب بالإدمان إلى جرعة ليستعيد بعض من الإحساس بالنشوة، تظهر أعراض تشبه نوبات من الشعور بالاكتئاب والفزع والتقلبات المزاجية، وغيرها من المشاعر السلبية.
- عدم القدرة على مواجهة الواقع ومشكلاته، والهروب نحو المادة المخدرة أو السلوك الإدماني واعتباره حل.
- رغم نصائح المحيطين، وإدراك المصابين بالإدمان بخطورة وتأثير المواد المخدرة والسلوكيات الإدمانية، يصبحون في حالة من الإنكار والرفض بالاعتراف بوجود مشكلة.
اقرئي أيضا: الأعصاب وكل ما تحتاج معرفته عنها
أنواع الإدمان
من الممكن أن يدمن أي منا أي شيء، فالبعض يدمنون التسوق أو الشراء بصورة مفرطة ودون حاجة، وقد يدمن آخرون تتبع مَنْ حوله والهوس بهم، الفكرة أن أي سلوك يمكنه أن يتحول إلى إدمان إذا زاد عن حد معين، وأصبح يؤثر على السلوكيات الاجتماعية الأخرى، بخلاف إضراره بالصحة النفسية والجسدية.
تلك أبرز أنواع الإدمان التي بات أغلبنا على معرفة بها، وهي تجمع بين إدمان المواد المخدرة والإدمان السلوكي:
إدمان المقامرة
ألعاب القمار واحدة من الأمور التي قد تتحول إلى إدمان، فيلهث الشخص وراء الرغبة في الفوز، والتي لا تأتي بسهولة ولا تعتمد سوى على الحظ، فيظل في حالة من الهوس بفكرة المقامرة وانتظار المكسب، مما يؤدي إلى خسارة كبيرة في موارد الشخص المالية قد تؤدي إلى ضائقة تضر بعائلته وممتلكاته، ومن الممكن أن تودي بها إلى السجن.
البعض يعتبر المقامرة فعل يدرك الشخص أنه يقبل عليه ويستمر به ولا يعتبر إدمان، كما أنه لا يظهر تغيرات جسدية مضرة واضحة، ولكن هناك من يسمونه بـ "الإدمان الخفي"، فالمقامرة قادرة على أن تجعل الشخص لا يرى سواها، للدرجة التي قد يذهب معها عقله ويتعلق بها كفكرة وحيدة للحياة.
إدمان الألعاب
عندما يترك الأهالي أبناءهم أمام أجهزة الكمبيوتر وألعاب الفيديو لساعات طويلة لا تنتهي، اعتقادا منهم أن هذا أفضل من الاختلاط مع اصدقاء آخرين قد يفسدونهم، فإنهم بذلك يضعون أبناءهم على أولى خطوات إدمان هذه الألعاب، فأي سلوك يعتاد الشخص على الإتيان به بصورة مفرطة يمكن إدمانه.
ويخلق مدمنو الألعاب عالما افتراضيا خاصا بهم، لا وجود فيه لحياة حقيقية، فيصبحون غير قادرين على التفاعل الحقيقي مع المجتمع، والتواصل مع المحيطين به، وينعزلون بعيدا في عالمهم دون رغبة من أن يخرجوا منه، فيجعلهم ذلك يهملون جوانب حياتهم الأخرى سواء الدراسة أو النظافة الشخصية، وقد يؤدي بهم إلى عدم النوم، مما يؤثر على صحتهم بصورة حادة، مما جعل منظمة الصحة العالمية تُدرج إدمان هذه الألعاب ضمن قائمة الأمراض العقلية والنفسية لعام 2018.
إدمان الكحوليات والخمور
المشروبات الكحولية، التي تعتبر مرخصة وقانونية في بعض الأماكن وبعض الدول، يقع كثيرون في إدمانها بصورة كبيرة، رغم تأثير الكحول والخمور على الصحة والتسبب في عديد من المشكلات الجسدية، مثل فقر الدم، وتلف الجهاز العصبي المركزي، والتهاب البنكرياس المزمن، وأمراض الكبد.
من الممكن أن يؤدي إدمان الشخص للكحول إلى إصابته بالكتئاب وجعله عرضة أكثر لمحاولات الانتحار، مع زيادة اضطرابات الهلع، وكون تناول الخمور والكحوليات يؤثر على التركيز ويقظة الذهن، فإنه اجتماعيا قد يُفقد الشخص كثير من كرامته، ويجعله عرضة للإهانة.
اضطرابات الطعام
من الممكن أن يتحول حبنا الطبيعي لتناول الطعام، والرغبة في تناول أكلات جديدة برفقة مَنْ نحبهم إلى هوس مرضي، يمكن تصنيفه تحت أحد أنواع الإدمان، كما يمكن أن يكون هذا الإدمان بصورة عكسية قادمة من الكره الشديد والخوف من تناول الطعام وفقدان الشهية، وفي الحالتين يصاب الشخص بأمراض جسدية قد تؤدي إلى وفاته سواء من السمنة المفرطة أو النحافة، بسبب إصابته بعواقب صحية مدمرة ناتجة عن موقف غير طبيعي وغير صحي تجاه الطعام.
تعرفي على: الفوبيا وأعراضها وأنواعها
إدمان الجنس
الفطرة الغريزية، قد يؤدي الاختلال في القيام بها إلى اضطرابات سلوكية من الممكن أن تصل إلى الإدمان، فمن الممكن أن يدمن الشخص الجنس في عدة أشكال، كإدمان مشاهدة الأفلام الإباحية، فيقضي الأشخاص ساعات طويلة أمامها ويفكرون بها طوال الوقت، رافضين ممارسة علاقة حميمية طبيعية مع من يحبون، فالأفلام جعلتهم في حاجة للمزيد، مع انعدام الرغبة في وجود شريك.
ومن ضمن أشكال إدمان الجنس أيضا، إدمان ممارسة العادة السرية طوال الوقت وبشكل مستمر، من الممكن أن يؤدي إلى خلل في علاقات الشخص الاجتماعية، وقد يكون الإدمان في صورة ممارسة العلاقة الحميمية بصورة مفرطة قد تؤذي الطرف الآخر أحيانا، وفي النهاية فإن هذا النوع من الإدمان له تأثيره الصحي الجسدي، ومظاهره السلبية على حياة الفرد اجتماعيا.
إدمان المخدرات
واحد من أسوأ أنواع الإدمان، لأنه يعتمد على مواد لها تأثيراتها وأعراضها الجانبية على المخ والسلوك، وتعتبر محاولة التخلص منها عملية تحتاج إلى جهد وصبر ورغبة كبيرة في التخلص منها، فإدمان المواد المخدرة قد يأتي من الإحساس بأنها وسيلة لتحسين أداء الشخص ومنحه بضع ساعات من السعادة، وقد تكون لتخفيف التوتر أو بدافع ضغط المحيطين والأصدقاء.
من المواد المخدرة التي تعتبر الأخطر (الاستروكس- ليرولين- الحشيش- الفودو- الترامادول- الكوكايين- ليريكا- الخمور والكحول- الهيروين- الأفيون- الكبتاجون- الشبو)، فمنها المهلوسات والمواد الأفيونية والمهدئات، الجديرة بأن تجعل الشخص يفقد مكانته واحترامه ووظيفته واهتمامه بالحياة، وتدور أيامه حولها فقط، فتنهار علاقاته الاجتماعية والأسرية وتتبدل سلوكياته، فقد يتجه إلى السرقة وممارسة أمور مجرمة قانونيا دون وعي بنتائج ما يفعل.
آثارها الصحية مدمرة بنسبة كبيرة، فتسبب كثير من المشكلات الصحية الجسدية والنفسية، فالجرعة التي تناولها الشخص في البادية اعتقادا منه أنها على سبيل التجربة، تحولت إلى جرعة أكبر في المرة التي تلتها وأكبر فيما بعد، حتى أصبحت الرغبة في ازدياد وتعطش لمزيد من النشوة، وعدم الرغبة في التوقف حتى لا تهاجمه أعراض الانسحاب.
اقرئي أيضا: كل ما تود معرفته عن الاكتئاب وأعراضه
علاج الإدمان
كون الإدمان مرض مزمن لا يعني أنه لا علاج له، يوجد علاج وتوجد حالات قادرة على التعافي، ولكنه يحتاج إلى الجهد والصبر والقدرة على الصمود في وجه مغريات كثيرة تدعوه إلى العودة والانتكاس من جديد، فما بين مراحل الانتكاسة والشفاء، أمام المصاب بالإدمان فرصة أن يتعافى إذا كان يرغب في ذلك.
مراحل العلاج من الإدمان تتضمن عدة مستويات، لكن الأهم أن يدرك الشخص المدمن أن دوره خلال هذه المراحل أن يدرك كيف يتحكم في سلوكه الإدماني، ويكون محاط دوما بعوامل الدعم والمساندة، بعد أن يعي ويفهم مرضه بصورة صحيحة، ويعي ما الذي يمكن أن يجعله ينتكس مرة أخرى.
مراحل علاج الإدمان
- الاعتراف بوجود مشكلة، وتلك أول خطوة على الطريق السليم للعلاج، فالإنكار يجعلها تتفاقم وتزداد سوءا بمرور الوقت.
- اللجوء إلى طبيب نفسي متخصص في علاج أمراض الإدمان ليعمل على تحديد أسلوب وطريقة العلاج المناسبة، وهل هناك حاجة إلى التواجد في مركز صحي، أم يمكن البداية بمجموعة من الجلسات الفردية والجماعية.
- البدء بإزالة السموم أو الابتعاد عن السلوك الإدماني تدريجيا، مما يعني حاجة المصاب إلى المساندة لمواجهة أعراض الإنسحاب، التي تُشعر الشخص بالرعشة وفقدان الاتزان والاكتئاب والصداع، وبعض الأعراض التي تجعل الشخص في حالة غير متزنة نفسيا وجسديا، ويكون هناك أدوية لتطوير قدراته ومساعدته على فهم ذاته.
- الاجتماع في مجموعات المساعدة الذاتية مع أشخاص مروا بنفس التجارب، حتى يستمد كل منهم الطاقة الإيجابية لاستكمال مشواره مع التخلص من الإدمان، وتكون مصدر للتعلم من هذه التجارب والحصول على المعلومات.
- في بعض الحالات يفضل تواجد المصاب بالإدمان في بيئة منفصلة عن العالم الخارجي لفترة، بما يسمى مجتمعات علاجية، يتم إرشاده فيها للتعامل مع المرض وطرق التخلص منه، والتصدي لفترات الانتكاس.
- يحتاج الشخص المدمن من المحيطين إلى الدعم والمساندة والصبر، والتواجد في حالات الانتكاس، إلى جانب التقبل وعدم إسداء النصائح طوال الوقت واستبدالها بالاقتراحات.
- حتى يحافظ الشخص على ثباته وتعافيه، يجب أن يتجنب المواقف والأشياء التي قد تجعله يتجه للسلوك الإدماني مرة أخرى، ويلتزم بخطة العلاج، ويطلب المساعدة الفورية إذا لجأ إلى المواد المخدرة أو أعاد السلوكيات الإدمانية.
بالطبع، يعاني مرضى الإدمان بصورة كبيرة، ويحتاجون دوما إلى المساندة، والإحساس بانهم مقبولين اجتماعيا، حاولنا أن نعرفكم على المرض القادر على إفساد خططكم المستقبلية واحلامكم عن أنفسكم إذا لم تنتبهوا لخطورته، ولكن عليكم دوما استشار الأطباء والتأكد من صحتكم النفسية والجسدية.
يمكنكم أيضا طلب المساعدة على الخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي على الرقم 16023
اقرئي أيضا:
الفصام أسبابه وأنواعه وطرق العلاج
تعرف على مرض التوحد وكيف يمكن علاجه
نصائح مهمة لتجنب الخمول أثناء العمل
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٢٩ أغسطس ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا