تعرفوا على أشهر الحركات النسوية على مر التاريخ
الأكثر مشاهدة
كانت "لا" دائما ماثلة أمام رغبة أي سيدة في العالم، فلا يمكنها ان تخرج للعمل وفق ضوابط آمنة، وغير مسموح لها باختيار من يمثلها ويدير شئون وطنها، ولذلك كان يجب أن يكون هناك نضال نتج عنه أشهر الحركات النسوية على مر التاريخ حتى تحصل النساء على حقوق أساسية وبديهية.
حق التصويت والمساواة في العمل، وقف العنف ضد النساء، الحريات العامة والخاصة احتاج أن ترفض النساء أوضاعا اجتماعية فرضتها طبيعة المجتمعات، والرغبة في السيطرة على مطالبات من الممكن أن تفتح بابا لأصوات أخرى للمطالبة بحقوق أكبر، ومع ذلك استمر النضال وما زال.
الحركات النسوية في العالم
يشير البعض إلى ثلاث موجات من الحركات النسوية في العالم، الأولى بدأت مع أواخر القرن التاسع عشر، والثانية مع ستينيات القرن العشرين، والأخيرة يُعتقد أنها بدأت في التسعينيات وما زالت مستمرة إلى الآن، وأهم ما تسعى إليه الحركات النسوية هو التاثير في صناع القرار والتغيير في القوانين والسياسات، ونظرة المجتمع ومواقف الناس.
بعيدا عن الموجات النسوية التي وثقتها بعض الكتب والمصادر البحثية، فما نرصده هنا له علاقة بالتغيرات الاجتماعية والسياسية التي حدثت للنساء نتيجة سعيهن وراء حقوقهن، غير مكترثات بعواقب سلبية على حيواتهن.
حق تصويت المرأة
وفقا للموجة النسوية الأولى لتحركات النساء، التي بدأت مع أواخر القرن التاسع عشر، واستطاعت أن تكلل بالنجاح مع بدايات القرن العشرين، فكانت المطالب الأساسية للنساء مهتمة بتقرير حقهن في التصويت والمساواة السياسية، وتحسين الظروف التي يعملن بها.
في الولايات المتحدة، عقدت مجموعة من النساء عام 1848 أول اتفاقية تتضمن حقوقهن ومطالبهن ومن بينها حق التصويت، واشتهرت باسم سينيكا فولز، ومن هنا بدأ نضالهن من خطابات وتظاهرات ورفض لإهمال مطالبهن، الأمر الذي كان يُقابل بالتجاهل حينا والاستنكار في أوقات أخرى والسخرية والعنف أيضا.
قادت المطالب مجموعة كبيرة من السيدات، من بينهن كادي ستانتون ولوكريتيا كوفين، وقمت بإعلانها في مؤتمر إعلان الحقوق، ومع تحركات نسوية أخرى من أجل نفس المطالب، استطاعت السيدات أن يجمعن أنفسههن في الرابطة الوطنية لحقوق المرأة الأمريكية.
في كل مرة يم إقصاء السيدات من حقهن في التصويت، كان يتم رفع الدعاوى القضائية لتدعيم هذا الحق، وتعرضت واحدة من رموز الحركة وقتها إلى الاعتقال، وهكذا كانت كل حركة أو مجموعة تحاول أن ترسخ حق المرأة في الاقتراع كان الاعتقال والسجن يواجهها.
أقرت الجمعية العامة للأمم المتحد اليوم العالمي للمرأة في عام 1975، على أن يكون الثامن من مارس في كل عام، وهو نفس اليوم الذي خرجت فيه آلاف السيدات من عاملات النسيج للتظاهر في عام 1906 حاملات "الورد والخبز"، وكانت تلك بداية تشكيل حركة نسوية متماسكة في الولايات المتحدة تطالب بمنع عمالة الأطفال وتخفيض ساعات العمل ومنحهن حق الاقتراع.
لم تأتِ نتيجة هذا النضال إلا مع عام 1920، عندما تم إقرار التعديل الـ 19 على الدستور الأمريكي ، بما يسمح للنساء الأمريكيات بالتصويت، وبنص التعديل على "لا يجوز حرمان جميع مواطني الولايات المتحدة من الحق في التصويت على أساس الجنس".
في دول أوروبا، كانت دوقية فنلندا الكبرى أول دولة اروبية تمنح النساء حق التصويت في عام 1906، وكان ذلك نتيجة مجموعة من الاتظاهرات والتحركات، ومع أول انتخابات برلمانية اعقبت هذا الحق انتخب الفنلنديون 19 امرأة في البرلمان، رغم أن مقاعدهم سُحبت منهم فيما بعد، ظل ذلك إنجازا وقتها.
تلتها عدد من الدول الأوروبية، منها النرويج وبولندا وهولندا وألمانيا، وعملت النساء البريطانيات على النضال بصورة مستميتة للصول على حقهن في الاقتراع، فمن التظاهرات والاحتجاجات وحتى محاولات اقتحام البرلمان، والتعرض للاعتداء الجنسي والعنف، ومالاضطرار إلى الإضراب عن الطعام ومحاولات الحكومة إطعامهن بالقوة.
اضطرت النساء البريطانيات أن يوقفن نضالهن مع حلول الحرب العالمية الأولى عام 1913، حتى أتاح القانون للنساء فوق سن 18 عاما بالتصويت في عام 1918، ثم تم التعديل في عام 1928 ليمتلكن هذا الحق دون شروط مثل الرجال.
حقوق المرأة
ركزت الموجة النسوية الثانية على التفرقة الاجتماعية والسياسية، للمطالبة بمزيد من الحقوق والمساواة في الأجور والحقوق الاجتماعية الأخرى، فكان الهدف التأكيد على الحقوق الجندرية والمتعلقة بالنوع، والحقوق الإنجابية، وأوجه القصور القانوني ناحية النساء.
كان العنف ضد النساء، والتأكيد على ضرورة وقف العنف المنزلي والأسري وفي الأماكن العامة، الذي يتم ضد النساء واحد من أهم التحركات النسوية ، التي أدت غلى تغير في كثير من القوانين، التي شددت على ضرورة تجريم التحرش، وتغليظ عقوبة المغتصب، ورفض تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (الختان وتأثيره على صحة المرأة).
فظهرت الحركات العالمية، التي تدعو إلى تغيير التشريعات القانونية والأوضاع الاجتماعية التي تقهر المرأة وتفرض عليها قيودا مجتمعية، وتضعها تحت طائلة العنف المنزلي، فأصدر مجل الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة منذ إنشائهما وإلى الآن مجموعة من القرارات التي ترفض العنف وتعمل على الحد منه.
اقرئي ايضا: 5 نساء غيروا في علم النفس
MeToo
تطور المجتمعات، والتغيير نحو الوصول إلى أفضل الأوضاع القانونية والمجتمعية من أجل العيش في بيئة صحية تحترم المرأة وتقدر دورها، ورغم النضالات والموجات التي شهدتها الحركة النسوية، لم يتوقع أحد أن تعاني المرأة من نفس مشكلات الماضي، فما زالت تنادي بأجور متساوية ومناسبة، وتقاتل من أجل سلامة جسدها من التحرش والاغتصاب.
في عام 2017، عادت حركة أخرى من حركات النضال النسوي للظهور على الساحة، بعد أن انتشرت حملة Me Too أنا أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي، حين قررت النساء من جميع أنحاء العام المشاركة بتجاربهن مع التحرش الجنسي بعد انتشار الحديث عن سوء السلوك الجنسي للمنتج الأمركي هارفي واينشتاين.
أخذت الحملة في الانتشار، وضمت قصص لسيدات من جميع البلدان يرصدن فيها كيف تعرضن للتحرش والاعتداء الجنسي من قبل أشخاص وثقن بهم، وتعتبر البداية من تشجيع الممثلة أليسا ميلانو على نشر هذه القصص على هاشتاج أنا أيضا.
الصدى الواسع الذي أحدثته الحملة، أكد على وجود المشكلة بشكل واسع ولكن التعتيم عليها ورفض المجتمع الاعتراف بها عمل على توريتها، فالهاشتاج استخدمه 12 مليون شخص في الـ 24 ساعة الأولى لإطلاقه، وانتشر حتى وصل إلى 85 دولة حول العالم، وأحدث ضجة في البرلمان الأوروبي، وكذلك في الأوساط العسكرية والفنية والسياسية.
الحركات النسوية في مصر
في مصر والبلاد العربية، كان هناك تحركات نسوية ونضالات نسائية على مر التاريخ، حتى تضمن للمرأة حقوقها، التي عانت من أجلها، وما زالت تعمل على تحقيقها.
في البداية لم يكن التعليم حقا مسموح للجميع، ولكنه اقتصر في البداية على الأولاد فقط، وكان المجتمع يقبل ذلك بحكم طبيعته المتحفظة التي لا تقبل خروج البنات، ورغم ذلك كان هناك سعي منذ القدم من أجل كسر هذا التابوه، فقامت فاطمة الفهري بتأسيس جامعة القرويين عام 859، ليعود الوضع بعدها إلى المنع مرة أخرى، ولكن رغبة محمد علي في تأسيس دولة حديثة بمصر، جعلته يصر على إنشاء مدرسة "المولدات" لتعليم الفتيات عام 1832، ثم اتنشرت بعدها المدارس الخاصة والحكومية.
كان خروج المرأة من أجل المشاركة السياسية، ووقوفها إلى جانب الرجل في التظاهرات وتلقيها لضربات العنف أمر مرفوض، ولكن ثورة 1919 شهدت خروج أول مظاهرة نسائية تطالب بحرية واستقلال الوطن في مصر، وكانت الشرارة التي أشعلت حماس المصريين، بعد أن وقعت حميدة خليل كأول شهيدة في الثورة.
أنتجت ثورة 1919 حركة نسوية تسعى إلى اكتساب المزيد من الحقوق للمرأة، فتألفت لجنة الوفد المركزية للسيدات، واصبح تواجد المراة في العمل السياسي والاجتماعي أمر مقبول، وكانت نتيجة نضال مجموعة من الرائدات من بينهن هدى شعراوي التي أسست الاتحاد النسائي المصري عام 1923، وإستر فهمي، وصفية زغلول.
سعيهن لم يكن كافيا، وكان الاحتلال يسيطر على البلاد، فصدر قانون الانتخاب في هذه الفترة ولم يعطِ المرأة حقها في الانتخاب والتصويت، ولكن بعد ثورة 1952 وصدور دستور جديد للبلاد يؤكد على المساواة بين النساء والرجال في كل الحقوق المدنية والسياسية، أصبح من حق المرأة أن تترشح وتشارك في الانتخابات، بعد أن ناضلت درية شفيق وأضربت عن الطعام ومعها سيدات أخريات أثناء إعداد الدستور المصري في 1954، كي تضمن أن يمنحن المراة حقوقها.
أصبحت راوية عطية أول مصرية تدخل البرلمان عام 1957، لتكتب تاريخا جديدا من نضال المصريات، تعتبر المملكة العربية السعودية آخر دولة عربية تمنح النساء حق التصويت والترشح، فبقرار ملك تم منحها هذا الحق في عام 2015.
ما زالت المرأة المصرية والعربية تسعى إلى نيل حقوق أكبر، تحتاج إلى مزيد من التحرك، فما زالت منصة القضاء مستعصية على النساء في العالم العربي، ولم تشهد الدول العربية أول سيدة رئيسة بعد، وتسعى السيدات إلى تعديل قوانين الأحوال الشخصية، والمطالبة بالمساواة في الأجور.
اقرئي أيضا:
معلومات عن سعاد عبد الرحيم أول نرئيسة بلدية في تونس
تعرفوا على المناضلة جميلة بوحيرد
نادين جورديمير كاتبة الضمير الإنساني
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٣٠ أغسطس ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا