أماني عبد العال كابتن ويندو لمواجهة التحرش
الأكثر مشاهدة
بعد حادثة اغتصاب وقتل الطفلة كيتي في نيويورك في 1964، قرر الزوجان نيد وآن بايج، اللذين كانا يعيشان في كندا، أن يطورا معا طريقة تدافع بها الفتيات والسيدات عن أنفسهن، لتصبح الويندو WenDo، الذي جذب اهتمام أماني عبد العال وأصبحت استشاري تدريب مدربات الويندو.
درست أماني علم النفس بكلية الآداب بجامعة عين شمس، وبعد التخرج عكفت على إتمام رسالة ماجستير حول التحرش الجنسي، وخضعت لدبلومة الكلينيك لتصبح أخصائية نفسية، ولكن صدفة قادتها نحو الويندو، الذي علمت به من خلال "فيسبوك"، وقدمته في مصر هيئة التعاون الألماني كمنحة للفتيات والسيدات.
اقرئي ايضا: الشغف بالرياضة وقود ماريز دوس للجري
رغم أن الويندو طريقة تتعلمها النساء في أوروبا منذ الستينيات، كي يملكن القدرة على الدفاع عن أنفسهن، ولكنه لم يدخل إلى مصر، كأول دولة عربية تتعرف إليه كأحد أشكال الدفاع عن النفس، إلا مع شيرين سالم المصرية الألمانية التي أطلقت مبادرة في 2013 لتعليم الفتيات الويندو لمواجهة التحرش والتعامل معه.
التحقت شقيقة أماني بالتدريب في البداية كدفعة أولى للمنحة، وفور علم أماني بالتقنيات البدنية والنفسية التي يعتمد عليها التدريب، كانت مشاركة في الدفعة الثانية "التدريبات جذبتني لأنها بتركز على الجانب النفسي، وتنمية توكيد الذات وتقدير البنت لنفسها"، وبعد انتهاء التدريب خضعت أماني مع مجموعة أخرى من المدربات إلى تدريب يؤهلهن لتعليم فتيات أخريات كيف يمكنهن استخدام الويندو.
بعد الحصول على شهادة التدريب المعتمدة، ومع مرور الوقت، وجدت أماني نفسها مهتمة بالتدريبات وتعمل على تقديمها لغيرها من الفتيات، فأصبحت تقدم الويندو في منظمات المجتمع المدني وفي بعض المدارس، وللأطفال في دور الرعاية "التدريبات بتتقدم لجميع الفئات العمرية، حتى السيدات كبار السن"، فعملت على تقديم التدريب للسيدات اللاجئات ليواجهن الظروف الصعبة التي من المحتمل أن يتعرضن لها.
تعمل الكابتن أماني أخصائية نفسية بمعهد الطفولة، كما تقدم تدريب الويندو بشكل مجاني في وحدة مكافحة التحرش بجامعة عين شمس "الإقبال على الوحدة كبير، وبنات كتير بيتقدموا عشان يأخدوا التدريب"، الأمر الذي يُظهر حاجة البنات والسيدات في المجتمع المصري إلى وسيلة قوية تمكنهن من الدفاع عن أنفسهن بتقنيات بسيطة وطرق مجربة.
اقرئي أيضا: هاتشيكو من أمنية طفل إلى مشروع يضن 3 عائلات
أهم ما يميز تدريب الويندو، الذي يتكون من كلمتين، الأولى Wen اختصار لكلمة امرأة باللغة الإنجليزية، والثانية Do التي تعني طريق باللغة اليابانية، والمعنى أن الويندو طريق المرأة، ويعتمد بصورة أساسية على الجانب النفسي وزيادة ثقة البنت بنفسها ووعيها ذاتها، إلى جانب الاهتمام بالتعامل مع الخطر وفق نسبته.
في هذا العام، أنشأت أماني أكاديميتها الخاصة لتدريب الويندو، وعلى مدار ما يقرب من ثلاث سنوات، قدمت التدريب لـ 2500 فتاة وسيدة على مدى 600 ساعة تقريبا، موضحة سهولة تعلم تقنيات الويندو البسيطة التي لا تحتاج إلى خلفية رياضية أو قوة بدنية، في حين يتم التركيزعلى استخدام لغة الجسد ونظرات العينين، مع حركات جسدية يتم استخدامها في مواقف معينة، مع ضرورة التعريف بالأمان الشخصي والحدود الجسدية.
مدة التدريب 10 ساعات موزعة على عدد من الأسابيع كمرحلة أولى، وفي المراحل المتقدمة التي تتعلم فيها المتدربات تقنيات التعامل في حالات الاغتصاب والعنف تتطور التدريبات، وفي بداية كل تدريب تستمع أماني للفتات وقصصهن اليومية مع التحرش، "نبدأ التدريب بدايرة، كل واحدة بتحكي فيها إزاي نجحت تستخدم الويندو وتوقف المتحرش"، ويسعدها في كل مرة أن تستمع إلى قصص نجاح الفتيات وزيادة ثقتهن بأنفسهن وتعاملهن باحتراف مع المتحرشين.
بنبرة الصوت ونظرة العين ومراقبة السلوك، يمكن للبنت أن توقف المتحرش وتمنع تجاوزاته، تتذكر أماني عند تواجدها في أحد وسائل المواصلات، وتعرضت فتاة تجلس أمامها لمضايقات من الجالس بجانبها، أوضحت لها أماني أنه يمكنها مساعدتها "في الأول وضحت له حدود المكان اللي هو قاعد فيه، وأنه عليه ميتخطهاش (عدم تجاوزها)، ولما حاول يبرر، روحت للسواق وقولت أنه ميرضيهوش أنه البنت تكون متضايقة ومش عارفة تقعد، السواق قرر يوقف العربية وينزل المتحرش"، تعتبر أماني أن أهم أمر هو محاولة الحصول على مساندة المارة وكسب تعاطفهم.
"لو كان حد قالي من كام سنة أني هكون مدربة ويندو مكنتش هصدقه" لم تكن تتوقع يوما أن تمنح الفتيات أداة تجعلهن أقوى، ولذلك تفتح أكاديميتها لكل من ترغب تعلم الويندو حتى وإن كانت ظروفها المادية لا تسعفها، "مش المهم الفلوس، انا مستعدة أقدم التدريب لأي حد محتاجة بدون مقابل".
تتمنى أماني أن يكون الويندو منهج تعتمده المدارس من أجل توعية الطالبات بحقوقهن ومنحهن وسيلة للدفاع عن أنفسهن، خاصة، أن الأطفال قد يتعرضوا للتحرش والإيذاء الجسدي والجنسي دون وعي منهم، وهو ما يتطلب توجيه واستيعاب، كما تطمح أن تتولى الأكاديمية الخاصة بها نشر الويندو في محافظات مصر والدول العربية.
اقرئي أيضا:
كابتن أوشا من كرة القدم إلى حلم أشهر مدربة جيم في مصر
مشروع درة.. حلم نبيلة رضوان في عالم الأعمال
نيفين رياض هوايتها الاسكوتر وتركت السياحة لتعد الكيك
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا