روان خالد نوبية تصور الأطفال لتظهر جمال المحروسة
الأكثر مشاهدة
في العادة، يلجأ المصورون إلى طريقة تقليدية في التقاط حركات الأطفال، والتركيز على أوقات ضحكهم أو افتعالهم لابتسامة ما، ولكن روان خالد أخذت تصوير الأطفال لبعدٍ أعمق قليلا، وجعلت من براءتهم وسيلة للتركيز على فكرة أو الترويج لمعنى.
"مش عاوزة أكون زي باقي البنات، أتخرج وأقعد في البيت وخلاص" لهذا قررت روان خالد الفتاة النوبية، التي ما زالت في العشرين من عمرها، أن تنمي حبها للتصوير، وتجعل منه مشروعها الخاص، "من صغري بحب التصوير، وكنت بدخل مسابقات، وأتفرج على برامج للمصورين"، فعلمت مبكرا أن اختطاف اللحظات داخل إطار وتجسيدها لتعيش سنوات طويلة هو ما تريده.
اقرئي أيضا: نورهان صلاح تُحيي تراث نجوم الزمن الجميل بالجرافيك
تدرس روان الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، فأسعدها أن تكون دراستها متوافقة مع هوايتها، وخلال أوقات الانشغال في المحاضرات والدراسة بالجامعة، لم تبتعد عن هوايتها، فعكفت على تنمية موهبتها في التصوير وأخذت عدد من الدورات التدريبية، "عيد الرحمن هو اللي معلمني كل حاجة" فكان أول تدريب حول التصوير على يد عبد الرحمن شريف، المصور الذي أصبح خطيبها حاليا.
تعيش روان مع أسرتها في الإسكندرية، معتزة بجذورها النوبية وانتمائها لبلاد الذهب، وعندما أرادت احتراف التصوير، الذي ترى أن ما ز ال أمامها الكثير لتتقنه، قررت أن تتوجه إلى الأطفال "تصوير الأطفال محدش مهتم بيه في مصر، ومش واخد حقه".
اقرئي أيضا: دعاء عارف تطلق شفاء بعد معاناة مع السرطان
في مارس الماضي، بدأت روان مشروعها "مارشميللو Marshmallow Kids Station"، وأن تكون تسميته مناسبة للأطفال، فلا يوجد طفل لا يحب حلوى المارشميللو، وفي أول جلسة تصوير لأحد الأطفال، أظهرت روان جانبا مختلفا من خلاله، فوضعته في هيئة رجل كبير يمشي بشوارع الإسكندرية ويقرأ الجرائد، فلفتت الانتباه إلى رؤيتها المختلفة.
من هنا، اهتمت الفتاة النوبية أن تركز جلسات تصويرها للأطفال على جوانب مختلفة غير معتادة، سواء في اختيار الأماكن أو الأزياء، ورأت أن صورها من الممكن أن تكون وسيلة مختلفة لتنشيط السياحة، فبدأت مشروعا يجمع الأطفال مع الأماكن السياحية في مصر.
"لما كنت أتكلم عن جمال بلاد النوبة، الناس مكنتش بتصدق وبتفتكر أني ببالغ، فحبيت أوريهم بنفسي" فعقدت النية على تصوير جمال النوبة في أحد زياراتها لها، على أن يكون ذلك من خلال طفل أو طفلة، "كنت عاوزة طفلة بتعلب رضابة معينة، فاخترت مودة لأنها بتلعب جمباز وواخدة جوائز"، انتشرت صور مودة على صفحات "فيسبوك"، كونها أظهرت تميز الطفلة النوبية مودة في الجمباز (يمكنكم متابعة قصتها على احكي)، وقدرة روان على إبراز جمال قرى النوبة.
اقرئي أيضا: احكي يحاور هديل حسن بطلة سابع جار المثيرة للجدل
تنوي روان أن تتحول تجربتها مع مودة إلى مشروع يطوف مصر من شمالها إلى جنوبها، ترصد من خلاله أجمل الأماكن السياحية من خلال أبناء هذه الأماكن من الأطفال، فبعد جلسة تصوير النوبة، أسعدها أن تشجع الصور كثيرين على زيارة أسوان، وتمنت أن يتكرر ذلك مع مناطق أخرى في المحروسة.
رغم أن مشروعها لم يمر عليه سوى شهور قليلة، استطاعت روان أن تقوم بـ 35 جلسة تصوير للأطفال، وتمكنت من خلاله أن تعتمد على نفسها "من وقت ما المشروع بدأ وأنا بصرف على نفسي ومش بأخد مصروف من حد"، وتسعى إلى تطوير مهاراتها في التصوير، مع تعلم التسويق الإلكتروني.
اهتمام روان بالأطفال لم يقتصر على التصوير فقط، ولكنها تطمح أن تتمكن من إنشاء أكاديمية تعليمية للأطفال، على أن تركز من خلالها على المهارات والخبرات الحياتية، وتقدم لهم العلوم والدراسة بطريقة مرتبطة بالواقع "عشان يطلع كل واحد منهم وهو عارف عاوز يكون إيه"، متمنية أن تصل هذه الأكاديمية إلى العالمية.
بعيدا عن حبها للتصوير، تعشق روان السرعة، فتعلمت قيادة الاسكوتر (أحد أنواع الدرجات النارية)، وفي خلال 3 اسابيع استطاعت أن تسير به في شوارع الإسكندرية غير مكترثة بتعليقات البعض السلبية، لتجد من عائلتها النوبية، أصحاب العادات والتقاليد المحافظة، كل الترحيب "كل حاجة ممكنة، إلا أنه اتجوز واحد مش نوبي"، قالتها روان مازحة، في إشارة لواحدة من أهم العادات النوبية التي يصعُب مخالفتها.
اقرئي أيضا:
ندى سمير من الإسماعيلية إلى إيطاليا لتعلم تصميم الأزياء
رجاء إبراهيم مذيعة في كشك الورد
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا