نوران إبراهيم مترجمة رافقت براندون في رحلته مع ناس مصر
الأكثر مشاهدة
في رحلته إلى إفريقيا، كانت هي رفيقته في القاهرة، يصادفان الناس معا في شوارعها، ويتوقعان منهم ردود تلقائية ومحبة، وأحيانا قوية ومؤثرة، إذا تخيلنا أنها استوقفها لتكون واحدة من هؤلاء الناس كانت لتقول عن أكبر تحدي تواجهه في الحياة "ترك الأثر الطيب.. خايفة معرفش أعيش حياة لها معنى على المستوى العملي والإنساني"، وهو ما حاولت أن تفعله نوران إبراهيم بصحبة براندون ستانتون.
حب للغة الإنجليزية منذ الطفولة، نهلته من والدتها، جعلها تتقنها وتصبح مدرس مساعد في مادة الترجمة بكلية الألسن، إلى جانب عملها كمترجمة فورية، غير أنها تهوى كل ما له علاقة بالفن، فنوران على مدار سنوات عمرها الـ 32، تعلمت الكروشيه والرسم والموزايك (الفسيفساء)، وأحبت الكتابة والتدوين، وعلى استعداد لتعلم ما هو أكثر.
تعرفي على: نورهان صلاح تُحيي تراث نجوم الزمن الجميل بالجرافيك
لن تترد نوران في أن تغامر وتخوض تجربة جديدة، ولذلك استطاعت أن تحظى بفرصة مرافقة براندون ستانتون في القاهرة، ليكمل مشروعه Humans Of New York، وهو مدونة مصورة بدأها الصحفي والكاتب الأمريكي براندون ستانتون في 2010 من خلال صفحته على موقع فيسبوك، وكان هدفها التقاط الصور للناس في مدينة نيويورك، مع الإشارة إلى أجزاء من قصة حياتهم، ولكنها تطورت لتشمل أناس أخرين من مدن وبلاد أخرى، فاستطاع أن يجمع أكثر من 20 مليون متابع على مواقع التواصل الاجتماعي ومئات الآلاف من القصص.
نوران كانت واحدة من المتابعين المخلصين لمشروع براندون "من الصفحات المفضلة عندي، وبحب جدا التوجه الإنساني بتاعها"، وفور أن أعلن عن نيته القدوم إلى مصر، وبدأ يبحث عن مترجم فوري يساعده خلال رحلته، لم تتردد نوران في أن ترسل طلب توضح فيه قدرتها على أن تكون رفيقة رحلته "بعت، ومكنتش أحب أضيع الفرصة.. وكان الطلب عبارة عن فيديو وضحت فيه أني بتابعه من سنين، وعندي قدرة على الترجمة الفورية، وأعرف أتحرك في القاهرة بشكل كويس".
اقرئي أيضا: نادية مراد العراقية الفائزة بجازة نوبل للسلام
من بين آلاف الأشخاص الذين أقدموا على التفاعل مع طلب براندون، تمكنت نوران من كسب ثقته، وتواصلا معا، لتبدأ رحلته معها في أغسطس الماضي، واستطاعا على مدار 3 أيام تجولا خلالها بين الزمالك ومصر القديمة ووسط البلد ومصر الجديدة، إجراء مقابلات مع ما يقرب من 17 شخصا، كانت النسبة الغالبة عليهم سيدات وفتيات.
كان الرحالة عمر سمرة هو المسئول عن تنسيق رحلة الكاتب الأمريكي في مصر من بينها التصاريح الأمنية والتنظيم مع وزارة السياحة، وقررا أن تصحبه في لقاءاته مترجمة سيدة حتى تسهل عليه التواصل مع السيدات الأخريات "صعب أنه الستات في مصر تقف تتكلم مع 2 رجالة أغراب عنها، فكان وجودي بيسهل التركيز والكلام معاهم".
بروح مغامرة، وقلب متفائل خاضت نوران تجربتها مع براندون "الموضوع كان عامل زي ما تلبسي نضارة تحسن لك الرؤية، كنت عارفه أن الناس بتمر بظروف صعبة لكن التجربة خلتني أشوفها بشكل أكثر إنسانية"، فمنحتها فرصة أن تختبر التجارب والمشاعر الإنسانية للدرجة التي جعلتها تتفاجيء من مدى تشابه البشر جميعا على اختلاف ثقافتهم وبيئتهم ومجتمعهم.
رغم مرورهم بمواقف ليست متوقعة و"مكنتش لطيفة"، كانت القصص وسحرها يمحيان أي عواقب سلبية، "كان في حاجات كنت متخيلة أنها بتحصل في الأفلام بس.. وبعضها كنا بندمع وإحنا بنسمعها"، وما زالت نوران تتذكر تفاصيل قصص الأشخاص الذين التقوا بهم "لغاية دلوقتي بيجوا على بالي، وببقى نفسي أروح لهم".
يتفاعل الآلاف على القصص التي ينشرها راندون على صفحته على فيسبوك، وعلى اختلاف ثقافاتهم تأتي تعليقاتهم لتحكي مواقف مشابهة وتقدم دعما "لما بشوف التعليقات، بلاقي ناس مروا بنفس التجارب، وبيحاولوا يساعدوا أصحاب القصة رغم أنهم من مناطق مختلفة وبلاد تعتبر قمة الحرية"، فرغم الاختلافات المعاناة، كما تراها، واحدة والألم واحد في كل مكان.
أعادت نوران نشر القصص مرة أخرى على حسابها على فيسبوك، وأضافت لها تعليقات عن خلفية تصوير كل قصة، فجاء سردها محبب لمتابعيها، "من بداية التجربة كنت مبسوطة، وكنت متأكدة أنها هتكون ثرية، فتعتبر فرصة أعرف إزاي حد ممكن يقرب من الناس ويتكلموا معاه في حاجات شخصية جدا ومشاعر حقيقية في دقائق"، ورغم اضطرارهم للتعامل مع مواقف معادية لفكرتهم ورافضة للتعاون معهما، ولكن نسبتها كانت أقل.
تعرفي على: 5 نساء غيروا في علم النفس
"أكتر حاجة كان براندون منبهر منها، هي قوة الستات اللي مش بالضرورة تكون ظاهرة، فممكن تكون ست عجوزة وغير ملفتة للنظر تكون وراها قصة فيها قوة رهيبة"، في واحدة من تعليقات الكاتب الأمريكي براندون على عمله خارج مدينته نيويورك، قال "أكتر من ثلثي العمل الناجح اللي عملته خارج أمريكا، كان وراه سيدات مترجمات قويات وموهوبات، وواحدة منهم كانت نوران".
تتمنى نوران أن تكون تجربتها تركت أثرا طيب يدوم طويلا، وتسعى على المستوى العملي أن تنهي رسالة الدكتوراة التي تعمل عليها في مجال الترجمة، على أن تترك معنى إنساني مميز في كل ما تقوم به.
اقرئي أيضا:
هدير ماهر من الهند وكينيا إلى نيبال وفيتنام من أجل الإنسان
الأميرة لعسل النحل.. طعام صحي مصنوع يدويا
عرائس لمياء العليان مصنوعة بشغف الخيوط
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ٠٨ أكتوبر ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا