أمراض السمنة وأخطارها على الصحة
الأكثر مشاهدة
زيادة الوزن من الممكن أن تتحول من مجرد دهون إلى سبب للوفاة، فالأمر لا يتوقفد عند الشكل فقط، لأن أمراض السمنة تصل خطورتها إلى الدرجة التي تجعلها مهددة لحياة الأشخاص وقاتلة لأرواحهم وهم في أعمار مبكرة، خاصة، إذا تم تجاهلها والتعامل معها باستهتار.
من بين أكثر الدول التي تنتشر بها السمنة، هناك 6 دول عربية في القائمة، على رأسها الكويت والسعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر، ويعتبر هذا مؤشر عن طبيعة النظام الغذائي الذي نتبعه كعرب، بالشكل الذي يؤثر على صحتنا بصورة ضارة.
ما هي السمنة
تعتبر السمنة Obesity، حسب تعريف منظمة الصحة العالمية، هي وزن زائد وتراكم غير طبيعي للدهون بصورة مفرطة مما يلحق الضرر بالصحة، ويمكن حساب الزيادة المفرطة في الوزن عن طريق معرفة مؤشر كتلة الجسم، ويتم حسابه عن طريق تقسيم الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول، وفي حالة زيادة النتيجة عن 30، فهذا يعين أن الشخص يعاني من السمنة المفرطة.
وفقا لمجموعة من الحقائق التي أشارت إليها منظمة الصحة العالمية، ففي عام 2014 ثبُت أن هناك ما يقرب من 600 مليون شخص يعانون من السمنة المفرطة، و41 مليون طفل دوزن سن الخمس سنوات يعانون من زيادة الوزن او السمنة المفرطة.
وبين عامي 1980 وحتى 2014، زاد معدل انتشار السمنة في العالم كله بأكثر من الضعف، فوصلت نسبة زائدي الوزن بين البالغين 39%، نسبة النساء من بينهم وصلت لـ 40%.
اقرئي أيضا: أسباب آلام الثدي وطرق علاجها
أمراض السمنة
رغم أن السمنة مرض في حد ذاته، وقادرة على أن تودي بحياة كثيرين، هي أيضا سبب في الإصابة بأنواع أخرى من الأمراض، والتي تعد أمراض شديدة الصعوبة أيضا، ويجب الحذر من الإصابة بها.. وأهم الأمراض التي تسببها السمنة:
تكيس المبايض
تسبب السمنة الإصابة بأمراض تكيس المبايض عند النساء، وهو المرض الذي يؤثر على الهرمونات ويؤدي إلى خلل في الدورة الشهرية، وهناك من 50 إلى 70% من النساء اللاتي تعانين من السمنة يصبن بتكيس المبايض، ومن الممكن أن يحدث تطور للأمراض التي تؤثر بها السمنة على النساء لدرجة الإصابة بسرطان المبيض وسرطان عنق الرحم، وأحيانا العقم.
أمراض العظام والمفاصل
نتيجة الحمل الزائد على العظام، وهلك الجسام بمكونات غير صحية للطعام، فإن السمنة لها تأثير واضح على العظام والمفاصل، ومن الممكن أن تصيب الشخص بأمراض العمود الفقري والتهابات مفصل الركبة والقدمين.
أمراض القلب
واحدة من الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض القلب، زيادة الوزن والإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية، والتي تحتوي على سعرات حرارية عالية، وتؤثر السمنة على الشرايين وتصيبها بالتصلب والقصور.
تعرفي على: أسباب سرعة ضربات القلب وطرق علاجها
قصور وظائف الكلى
بسبب الكميات الكبيرة التي يتم تناولها من الطعام، تحتاج الكلى إلى مجهود أكبر لتنقية الدم، مما قد يؤدي إلى إصابتها بالقصور، وتليف حبيبات الكلى.
انقطاع التنفس
الإصابة بمتلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم تزيد معدلاته مع المعاناة من الزيادة المفرطة للوزن، فيمكن للرواسب الدهنية المحيطة بمجرى الهواء العلوي أن تعطل وتعيق عملية التنفس السليمة، والتي تحدث مع ارتخاء عضلات الحلق وتسد مجرى الهواء.
اقرئي أيضا: أسباب ضيق التنفس وطرق علاجه
مرض السكري
ابتكر بعض الباحثين مؤخرا مصطلح Disbesity، وهو يجمع بين السمنة وداء السكري، لأن ما يقرب من 90% من الأشخاص الذين يعانون من النوع الثاني من مرض السكري مصابون بالوزن الزائد أو السمنة، وهو ما يعني أن هذه الزيادة في الوزن عملت على ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم.
وهناك أمراض أخرى من الممكن أن تسببها السمنة، ومنها: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الكوليسترول، وتورم القدمين والكاحل، والانسداد الرئوي، والسكتة الدماغية، وألزهايمر، أمراض الفشل الكلوي السكري، وسرطان المريء. ومن الممكن أن يكون للسمنة تاثير على الصحة النفسية، وتؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق.
اقرئي أيضا: طرق إنقاص الوزن دون جوع أو تمارين قاسية
أسباب السمنة وعلاجها
يعتبر السبب الأساسي في الإصابة بالسمنة وجود اختلال وعدم توازن بين كمية السعرات الحرارية التي تدخل الجسم، وتلك التي يتم حرقها، فيحدث أن تكون السعران الحرارية (الكالوريز) الداخلة إلى الجسم نسبتها أعلى مما يحتاجه الجسم، وكلما كانت هذه النسبة عالية، تزيد كميات الدهون في الجسم، ويصاب الشخص بالسمنة.
هناك أسباب لها علاقة بما يسمى العمران الحضاري، والمقصود به أنه بسبب تطور وسائل النقل والمعيشة التي سهلت الحركة والتنقل، وجعلت أداء المهام اليومية يتم بطريقة لا تحتاج إلى كثير من المجهود والنشاط، كان لذلك تأثيره على اشكال العمل، والجلوس لفترات طويلة.
ظهور أنماط غذائية تعتمد على أطعمة بها سعرات حرارية عالية، ومأكولات سريعة، ويمكن تلخيص أسباب السمنة في:
- الاعتماد على عادات وأنظمة غذائية غير صحية منذ الصغر.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكريات، وخاصة الدهون الضارة.
- الإكثار من تناول المشروبات الغازية والمحلاة والعصائر غير الطبيعية.
- الانجراف وراء الرغبة الزائدة في تناول الطعام دون توقف، وفي أوقات غير مناسبة.
- التكاسل عن أي نشاطات جسدية يومية، حتى وإن كانت بسيطة مثل المشي أو صعود ونزول السلم، بدلا من الاعتماد على الوسائل الأسهل.
- من الممكن، أن يكون خمول نشاط الغدة الدرقية أو الخلل في الغدد الصماء بصورة عامة سبب في الإصابة بالسمنة، خاصة في حالات تجاهلها وعدم الفحص بصورة دقيقة.
- عدم حصول الجسم على الساعات الكافية من النوم.
- العوامل الوراثية وانتشار الإصابة بالسمنة في العائلة، قد يكون سبب في الإصابة بها أيضا.
- السمنة مرض يمكن العلاج منه، والوقاية من الإصابة به، وكونه مرتبط بشهوة تنازول الطعام، فهو يحتاج من الشخص إلى كثير من الإرادة والقدرة على التحكم في هذه الشهوة وكبح جماحها، وهناك مجموعة من الطرق التي تساعد على التخلص من السمنة والعمل على علاجها.
- معرفة السبب تعتبر دليل للتعامل مع السمنة وعلاجها بطريقة صحيحة، فإذا كانت ناتجة عن مرض، فمن الممكن علاج هذا المرض، وبعدها تبدأ عملية التخلص من الوزن.
- ضرورة اتباع نظام غذائي صحي مناسب، ويُفضل المتابعة مع متخصص للتغذية.
- ممارسة الأنشطة الجسدية اليومية.
- الابتعاد عن تناول الطعام في ساعات متأخرة من الليل.
- محاولة تجنب العادات المرتبطة بتناول الطعام، كمشاهدة التلفزيون أثناء الأكل، والعمل على مضغ الطعام ببطء.
- من المهم، العمل على الجانب النفسي، فيجب الخضوع لجسات إرشاد نفسي تغير من نظرة الشخص المصاب بالسمنة للطعام وطريقة تناوله.
الغرض من التعرف على أمراض السمنة، والطريق المناسبة لعلاجها، هو محاولات الحد من أخطارها المميتة على الصحة العامة والصحة النفسية، فالهدف من التخلص من الوزن ليس للحصول على شكل مثالي، وإنما من أجل صحة أفضل.
اقرئي أيضا:
رجيم لتنحيف البطن بممارسة الرياضة والأنظمة الصحية
وجبات خفيفة بإمكانك تناولها قبل النوم
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا