صفية زغلول زوجة مناضل وأم للمصريين ومناصرة للمرأة
الأكثر مشاهدة
لم يكن سهلا أن تكون زوجة واحد من أهم رجال الدولة في العصر الحديث، واحد ممن صنعوا مجدا وخلدتهم كتب التاريخ، واستطاع أن يُحدث نقلة على المستوى الاجتماعي والسياسي لمصر، فحملت لقب "أم المصريين" لتشارك صفية زغلول في إعداد المحروسة لصفحة جديدة.
صفية مصطفى فهمي، ابنة مصطفى فهمي باشا، الذي تولى منصب رئيس وزراء مصر ثلاث مرات على فترات متقطعة من عام 1891 وحتى عام 1908، ولدت في 16 يونيو 1876، والبعض يُرجح أنها ولدت في عام 1878، من والد يحمل جذور تركية.
اقرئي أيضا: حميدة خليل الشهيدة التي أشعلت حماس المصريات
صفية زوجة سعد زغلول
تزوجت ابنة الطبقة الأرستقراطية من القاضي سعد زغلول عام 1896، ولكنه بدأ ينشغل بالحياة السياسية من المشاركة في إنشاء الجامعة المصرية وتأسيس النادي الأهلي، وحتى الاشتراك مع رفاقه في إرسال خطاب المطالبة بالاستقلال وإلغاء الحماية فيما عرف بـ "لجنة الوفد"، وهو التصرف الذي اعتبرته الإدارة الإنجليزية تحدي غير مقبول.
كانت صفية زوجة مساندة وداعمة، فكما حملت لقبه حملت أيضا قضيته الوطنية، فعندما تم نفي زوجها في عام 1919 إلى جزيزة سيشل ظهر دورها في الحياة السياسية، فخرجت مع صفوف النساء المتظاهرات وقادت 500 سيدة للمطالبة بالاستقلال ورفض تعسف الإحتلال الإنجليزي، ناضلت من أجل حريته وحرية وطن بأكمله.
"أم المصريين" لقب صفية زغلول الذي استحقته عن جدارة، ونالته من المصريين أنفسهم حين أطلقه عليها أحدهم في أثناء أحد خطاباتها، الذي قالت فيه "إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعدا ولسان سعد، فإن قرينته شريكة حياته صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أما لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية".
اقرئي أيضا: فدوى طوقان شاعرة المقاومة الفلسطينية التي عاشت رحلة صعبة
لم يكن لقبها مجرد وجاهة اجتماعية، ولكنه واقع حقيقي، فبيتها كان مفتوحا للمصريين وباتوا يعرفونه بـ "بيت الأمة"، الذي تعانق فيه الهلال والصليب، وشهد نشأة كثير من الكتاب والمفكرين وأصحاب التاريخ النضالي الطويل، وملجأ كل من يريد لشكواه أن تصل، وأن يكون لرؤاه سامع، مما جعله منارة فكرية وثقافية وسياسية، ففيه تربى الشقيقان مصطفى وعلي أمين مؤسسا جريدة أخبار اليوم.
لم تتحمل صفية زغلول نفى سعد لمرة واحدة، ولكنها تجرعت المرارة مرتين، وتحملتها وناضلت من أجل قضيتهما الوطنية، وكانت ترى في الكفاح مع المجتمع وضد المستعمر البريطاني وسيلة أفضل من تولي المناصب، فكان رأيها حين تولى سعد زغلول رئاسة الوزارة "إن سعد زغلول زعيم الأمة، فما قيمة رئاسة الحكومةأما زعامة الأمة؟".
في اليوم الذي استقال فيه الزعيم سعد زغلول عن منصبه كرئيس للوزراء، ابتهجت صفية زغلول واعتبرته يوم عيد، وقالت "هذا أسعد يوم في حياتي، مهمتنا الكفاح وليست تولي المناصب".
تعرفي على: درية شفيق تاريخ من النضال النسائي والسياسي انتهى بالانتحار
صفية زغلول وتحرير المرأة
ساهمت صفية زغلول مع سيدات جيلها أمثال هدى شعراوي، في العمل على تحرير المرأة المصرية، فعندما ذهبت مع زوجها إلى الإسكندرية خلعت النقاب في خطوة تعد واحدة من أكثر المواقف شجاعة وقدرة على التحدي وقبول اي رد فعل كثمن لما أقدمت عليه، وكانت تعتبر من أولى السيدات المقبلات على خطوة كهذه، لتظهر مع سعد زغلول الزعيم السياسي دون النقاب، وتكون مثال يحتذي به المصريات حينها.
اقرئي أيضا: فاطمة سري الأم التي قهرتها هدى شعراوي
بعد رحيل الزوج والصديق ورفيق الرحلة، والزعيم أيضا في 23 أغسطس 1927، اعتبرت صفية زغلول أنها المسئولة عن صورة حزب الوفد والحفاظ على مبادئه، فظلت تسعى خلف تحقيقها طوال 20 عاما أعقبت وفاة سعد زغلول، فكانت زعيمة النساء داخل الحزب، وحاولت أن ترسخ أفكار زوجها الراحل، ولكن انقسام الحزب في عام 1937، جعلها تبتعد عن الحياة السياسية حتى رحلت في 12 يناير 1946، بعد وصية تركتها بانتقال أملاكها إلى الخدم الذين عاشوا معها وشاركوها حياتها.
اقرئي أيضا:
حكاية سعوديات ناضلن من أجل القيادة
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٠٤ نوفمبر ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا