ساندرا نشأت مخرجة أبعدتها السياسة تهدي الأوسكار لعائلتها
الأكثر مشاهدة
"فين ساندرا دي؟" بعد نهاية عرض فيلمها الروائي الأول "آخر شتاء"، انطلقت الجملة من الفنان الراحل محمود مرسي، سبقها تصفيق منه، متسائلا عن الفتاة التي صنعت هذا الفيلم، ليخبرها معجبا بما قدمته "برافو عليكي رجعتينا لأيام زمان"، حينها حدثت ساندرا نشأت نفسها بسعادة "خلاص أنا كده مخرجة".
نبذة عن المخرجة ساندرا نشأت
ساندرا نشأت بصال ابنة لعائلة مهتمة بالفن ولها باع في التجارة أيضا، اختبرت إخراج المواد البصرية على اختلافاتها، من الأفلام الروائية القصيرة والطويلة، والفيديو كليب، وحتى الأفلام التسجيلية، تعاونت مع الممثلين الشباب، واستطاعت ان تُقنع يحيى الفخراني ودلال عبد العزيز ونور الشريف بالعمل معها.
تعرفي على: تحية كاريوكا فنانة وراقصة وظاهرة وطنية متفردة
ولدت ساندرا في 2 فبراير عام 1970، التحقت بمدارس القلب المقدس، أحبت الفن والتمثيل واهتمت بالمشاركة في المسرحيات المدرسية، كانت تختار تحويل أعمال الكاتب الساخر أحمد رجب إلى أعمال تؤديها وتخرجها مع زملائها، متأثرة بكتاباته التي فصلت واقع المجتمع المصري بطريقة مختلفة ومعمقة ومثيرة للضحك أيضا.
في البيت، كان الأب يهوى أعمال المخرج الإنجليزي ألفريد هيتشكوك (1899- 1980) الذي تم اعتباره أعظم مخرج بريطاني، ووصفه البعض بالمخرج الأكثر تأثيرا على الإطلاق، "كان لما يتقال الفيلم ده من إخراج هيتشكوك، زي يوسف شاهين عندنا"، فالنقاش بين ساندرا ووالدها كان ثري بحب الفن، والاهتمام بصناعته.
رغم ذلك، لم تكن رغبتها بدراسة التمثيل أو الإخراج مُرحبًا بها، وبعد انتهاء مرحلة الثانوية العامة، قررت ساندرا أن ترضي والدها وتدرس اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة عين شمس، وبمساعدة والدتها التحقت سرًا بمعهد السينما، وصارت تدرس الفرنسية والإخراج معا.
لم تظل دراستها سرية لوقت طويل، فبعد أن اكتشف والدها الأمر، عقدت ساندرا النية أن تثبت له أن حلمها بصناعة سينما مؤثرة ومشوقة تشبه ما صنعه "هتشكوك" نابع من موهبة وحب للسينما، تخرجت من المعهد العالي للسينما في عام 1992، وكان فيلمها الروائي القصير الأول "آخر شتاء"، هو العمل الذي استطاعت أن تبني عليه تاريخها في صناعة الأفلام.
الفيلم كان بطولة منى زكي وداليا إبراهيم، وحصل على إشادة من لجنة التحكيم والنجوم الذين شاهدوه، كما أن حبكته الدرامية أقنعت الموسيقي راجح داوود، فألف الموسيقى التصويرية للفيلم، وفي عرضه الخاص أبدى الأب إعجابه "قالي ده أنتي طلعتي شاطرة أهو"، ومن بعده حصلت على الليسانس من كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية.
اقرئي أيضا: معلومات عن منى عبد الغني من الاعتزال إلى التمثيل
بدأت ساندرا مشوارها مع الإخراج الاحترافي بفيلم "مبروك وبلبل" الذي انتهت من تصويره عام 1996، ولم يظهر للجمهور إلا بعدها بعامين في 1998، الفيلم الذي أظهرت من خلاله قدرتها وتميزها الإخراجي، بالتعان مع يحيى الفخراني ودلال عبد العزيز، وفيلم "ليه خلتني أحبك" عام 1999، وكانت سبقتهما بالعمل كمساعد مخرج في فيلمي "الراقصة والسياسي"، و"مرسيدس".
وفي الفترة ما بين صناعة الفيلمين، أخرجت فيديو كليب لأغنيات أحبها الجمهور بسبب القصة التي ركزت عليها ساندرا، فقدمت مع المطرب محمد فؤاد "فاكرك يا ناسيني" في 1996، و"أصعب حب" للمطرب خالد عجاج، و"لو بتحب " لهاني شاكر، و"اللي ضاع من عمري" للفنانة وردة، محاولة في كل مرة أن تُظهر جانبا مختلفا، وتجعل البطل يخرج عن شكله التقليدي الذي يعرفه به الجمهور.
كان لساندرا نشأت تعاون مع أحمد عز في عدد من الأفلام، منها"الرهينة" عام 2006، و"مسجون ترانزيت" عام 2008، الذي شارك في بطولته نور الشريف، كما قدمت معه "المصلحة" في 2012، بينما كان "ملاكي إسكندرية" هو أول تعاون بينهما في عام 2005.
بخلافهم، أخرجت ساندرا نشأت "حرامية في كي جي تو" في 2001، و"حرامية في تايلاند" في 2003، ورغم قلة الأعمال التي أخرجتها، لكنها كانت في كل مرة قادرة على أن تصنع من خلال العمل الذي تقدمه ضجة وتثير النقاش والجدل، بتقديم سينما مختلفة ومميزة.
تنوعت أعمال ساندرا بين الكوميديا والإثارة، الدراما الواقعية والصراع، الأكشن والحركة والرومانسية الحالمة أيضا، ولكنها بعد فترة من العمل في السينما، ومع اضطراب الأوضاع السياسية في مصر، ابتعدت عن الساحة الفنية قليلا، وفكرت في الهجرة، ولكنها عادت لتنشغل بحياتها الشخصية، فتزوجت من رجل الأعمال ماجد سامي، وأنجبت ابنها سليم، الذي تصحبه معها في أغلب الفعاليات التي تحضرها.
اقرئي أيضا: درة ذروق من بلاد الياسمين إلى بوابة الفن المصري
بعد الغياب، عادت ساندرا نشأت من خلال تقديم أفلام تسجيلية متعلقة بالحياة الاجتماعية، قائمة بشكل مباشر على الحديث مع الناس العاديين في جميع أنحاء مصر، ليعبروا عن رأيهم بعيدا عن نقاشات وجدل السياسيين، فقدمت فيلم "شارك" في 2014، لتشجيع الناس واستطلاع آرائهم عن المشاركة في استفتاء الدستور المصري، والذي اشتهر باستخدامه أغنية "مصر جميلة" للمطرب محمد طه.
وفي نفس العام (2014)، قدمت ساندرا نشأت فيلم "بحلم" الذي رصدت من خلاله طلبات وأحلام المصريين من الرئيس الجديد، وكان الفيلم يتزامن مع الانتخابات الرئاسية المصرية، وآخر ما أخرجته فيلم "شعب زرئيس" الذي تم اعتباره الحوار الرسمي للرئيس السيسي، وقت الترشح للانتخابات الرئاسية في منتصف عام 2018.
رصد الفيلم أسئلة المصريين وتعليقاتهم على أداء السيسي، خلال الدورة الأولى من حكمه، التي استمرت لأربع سنوات، وتطلعاتهم للمستقبل وأحلامهم لبلدهم، واعتبره كثيرون طريقة عرض جذابة، وكان أهم ما يميز هذه المجموعة من الأفلام، هو التلقائية التي يظهر بها الناس، وحديثهم الصادق دون وجود قيود أو ترتيب مُسبق.
تحلم ساندرا نشأت بالعودة للإخراج السينمائي مرة أخرى، منتظرة اليوم الذي تحمل فيه جائزة الأوسكار لتُهدي اسم عائلتها "نشأت بصال" نجاح هذه الجائزة.
اقرئي أيضا:
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٢٢ يناير ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا