حياة سندي قصة عالمة سعودية استطاعت أن تنفع البشرية
الأكثر مشاهدة
في طفولتها، كانت تجمع الملابس وتحاول أن تنسقها لتبدو كعلماء القرون الماضية، فتلبس عمامة حتى تُشبه ابن الهيثم والرازي، متمنية أن تكون مثلهم، وتمتلك العلم الذي يمكنها أن تجعل البشرية تنعم بحياة أفضل، "حلمت أن أكون مثلهم حتى أُحدث فارقا في العالم" وبالإصرار آمنت حياة سندي بحلمها، وحققته، وباتت ضمن أفضل 15 عالم في العالم.
اقرئي أيضا: العراقية نادية مراد الحائزة على جائزة نوبل للسلام
السيرة الذاتية لحياة سندي
ولدت حياة سليمان سندي في مكة في 6 نوفمبر 1967، نشأت كطفلة بين سبعة إخوة في أسرة سعودية محافظة وتقليدية، ولكن لاحظ والدها شغفها بالقراءة والمعرفة وحب الاستكشاف، فكانت تستمتع بالاطلاع على تاريخ العلماء العرب والأجانب في مختلف المجالات، فقرأت عن الخوارزمي وجابر بن حيان وأينشتاين وماري كوري، وتخيلت أنها تسير على القمر.
ولشدة إعجابها بالعلماء وبإسهاماتهم، كانت تعتقد أنهم ليسوا بشر مثلنا، وفي أحد الأيام، سألت والدها عنهم، وكيف لها أن تكون مثلهم، زرع الأب داخلها الإيمان والثقة بقدراتها، وأخبرها "يا حياة بالعلم والتعلم يمكنك فعل ما تريدين، وستكونين واحدة من هؤلاء العلماء"، فاجتهدت حياة واجتازت مرحلة الثانوية العامة بتفوق حتى تلتحق بكلية الطب.
من كثر اطلاعها واهتمامها بالعلم والطب، عرفت حياة عن علوم الأدوية، الذي لا تُتاح دراسته بالجامعات السعودية، فاقترحت على والديها حينها أن تدرسه في المملكة المتحدة، ولكن لوجود أعراف اجتماعية لم تحصل حياة على موافقتهما، ولكنها لم تيأس من تكرار المحاولة على مدار سنتين، درست خلالها في كلية الطب بإحدى الجامعات السعودية، حتى اقتنع والديها أن شغفها بالعلم يجب أن يتحقق.
تعرفي على: شيماء أبو زيد أول مصرية تعمل مناوب في سيرن للأبحاث النووية
صعوبات حياة سندي
سافرت حياة سندي إلى لندن لتدرس علم الأدوية بجامعة كينجز كوليدج، ورغم ما واجهته من صعوبات تتعلق بعدم إتقانها للغة الإنجليزية، ووصف أحد الأساتذة لها بالفاشلة، كونها ترتدي الحجاب الذي تم اعتباره عائق أمام التقدم في مجال العلوم، وضعت حياة النجاح تحديا لها، وقررت أن تثبت للجميع سوء تقديرهم.
عملت حياة في أثناء الدراسة على تعليم اللغة العربية لموظفي البنوك، كطريقة للحصول على دخل إلى جانب الدراسة، كما كانت تعكف على العلم والتحصيل لساعات طويلة قد تصل إلى 20 ساعة في اليوم الواحد، وفي النهاية تخرجت من الجامعة بتفوق، بعد أن استطاعت أن تكتشف آلية لعلاج مرض الربو.
اقرئي أيضا: 5 نساء غيروا في علم النفس
توالت إسهامات حياة في مجال علوم الأدوية، واستطاعت أن تكون أول امرأة عربية تحصل على شهادة الدكتوراة من جامعة كامبريدج في التقنية الحيوية، وحملت عنوان "دراسات متقدمة في أدوات القياس الكهرومغناطيسية والصوتية"، والتي تم وصفها من قِبل الدكتور المشرف بأنها كخمس رسائل دكتوراة، في إشارة لضخامتها وعمق وأهمية ما قدمته من خلالها.
على المستوى العلمي، استطاعت حياة أن تكون ضمن فريق عمل عكف على تقديم فيلم وثائقي علمي بمختبرات جامعة هارفارد يعمل على تعليم العلوم بين الشباب، ويحفزهم على المعرفة والاستكشاف، كما اهتمت بمجال الرعاية الصحية وابتكرت مفهوم "التشخيص للجميع" وطورته مع فرق عملها، وهو عبارة عن جهاز من الورق لا يتجاوز حجمه بصمة اليد.
ونتيجة لنجاح هدف جهاز "التشخيص للجميع" في أن يكون لكل شخص القدرة على تشخيص نفسه وإجراء تحليل منزلي دون الحاجة إلى مختص، حصدت حياة جائزة المركز الأول في مسابقة خطط العمل للمشاريع الاجتماعية، كما نال جائزة من مسابقة المبادارات التي يقيمها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
اقرئي أيضا: دعاء عارف تطلق شفاء بعد معاناة مع السرطان
وابتكرت حياة مجس للموجات الصوتية والمغناطيسية متعدد الاستخدامات واسمه "Magnetic Acoustic Resonator sensor"، يعمل على المساعدة في قياس نسبة مستوى السكر في الدم، ويمكنه أن يحدد الدواء الذي يحتاجه جسم الإنسان، ويعتبر وسيلة جيدة من شأنها أن تساعد رواد الفضاء في رحلاتهم، وعتمدته وكالة ناسا رسميا، كما أن له تطبيقات مختلفة في مجال الصناعات الدوائية والفحوصات الجينية والأمراض الوراثية.
لم يكن هدفها من العلم أن تحقق إنجازا شخصيا وكفى، ولكنها أرادت له أن يكون علما ينتفع به الناس، فعملت على إنشاء معهد التخيل والإبداع i2 Institute for Imagination and Ingenuity في 2011، ويهدف إلى تمكين الشباب بمنحهم فرص جديدة وتزويدهم بالإمكانيات والأدوات التي تساعدهم في تطبيق أفكارهم، وتتمنى أن تساهم حياة في زيادة وعي الفتيات العربيات بأهمية العلم.
اقرئي أيضا: احكي يحاور منال غزوان السعودية التي تدير ستاربكس
جوائز حياة سندي
تعمل حياة سندي كباحث زائر بجامعة هارفارد، كما أنها تحتل منصب كبير مستشاري رئيس البنك الإسلامي للتنمية في العلوم والتكنولوجيا، وتعتبر حياة أول امرأة عربية تحصل على شهادة دكتوارة في التقنية الحيوية من جامعة كامبريدج، وضمتها هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي ضمن قائمتها لأقوى 100 امرأة في عام 2018، ومنحتها الجامعة الملكية البريطانية عضوية فخرية تقديرا لإسهاماتها العلمية، ونالت جائزة مكلة للتميز العلمي والتقني، كما تم تعيينها كسفيرة للنوايا الحسنة بمنظمة اليونيسكو عام 2012، وتعتبر أول سعودية تنال هذا المنصب.
صنفتها مجلة "نيوزويك" في عام 2012، ضمن قائمة أكثر 150 امرأة مؤثرة في العالم، كما جاءت في المركز الـ 19، من بين الشخصيات العربية الكثر تأثيرا في العالم العربي وفق مجلة أرابيان بيزنس، في يناير 2013، كانت حياة سندي ضمن أول مجموعة نسائية تعمل في مجلس الشورى بالسعودية.
وتقديرا واعتزازا لما قدمته، وكونها واحدة من النماذج العربية التي تتشرف بها النساء، قامت الطالبالت بجامعة حائل السعودية، بالمطالبة باطلاق اسمها على أحد الشوارع داخل الحرم الجامعي.
اقرئي أيضا:
ج.ك.رولينج المدرسة التي غير هاري بوتر حياتها
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا