اعرفوا الفرق بين الشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة
الأكثر مشاهدة
مجال البيزنس أصبح واسعا، للدرجة التي أوجدت مصطلحات جديدة، فظهرت ريادة الأعمال، وتم تصنيف الأفكار التي يتم تنفيذها إلى تقسيمات متعددة تعتمد على طبيعة العمل أو النشاط التجاري، ومن بين ما انتشر استخدامه في هذا المجال الشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة، والاختلافات والفروقات التي يعنيها كل منها.
في بعض الأحيان، يعتقد أصحاب الأفكار والأعمال التجارية أن مشروعاتهم تقع تحت بند الأعمال التي توصف بالريادية، وأنها تنتمي لمجال ريادة الأعمال، ويمنحونها اسم شركة ناشئة Start-Up، في حين أنها من الممكن أن تكون مشروع تجاري صغير Small Business، مما يثير تساؤل ما الذي يجعلنا نوصف نشاط تجاري بالشركة الناشئة، وآخر بالمشروع الصغير؟
تعرفي على: 5 من أشهر رواد الأعمال حول العالم
الفرق بين المشاريع الصغيرة وريادة الأعمال
قبل أن نخوض في تفاصيل الفروقات بين المشاريع الصغيرة والشركات الناشئة، من المهم أن نوضح مفهوم ريادة الأعمال، التي تأتي الشركات الناشئة كواحدة من أدوات التعبير عنه، وهو يركز بصورة أكبر على الطريقة التي يحقق بها الشخص الربح من خلال مشروعه التجاري، وحول المبدأ الذي يقوم عليه هذا المشروع.
ريادة الأعمال هي المجال الذي يقوم فيه أصحاب الأفكار التجارية بإنشاء مشروعاتهم لتتوسع وتنمو وتحقق أرباحا، بناء على تقديم منتج جديد لسوق كبير من المستهلكين، وتلبية احتياجاتهم بطريقة مبتكرة، في سبيل تحسين حياتهم وجعلها أفضل وأكثر سهولة، واستخدام التكنولوجيا وتسخير الأدوات المتاحة في تنفيذ هذا المشروع.
وبعيدا عن فكرة الربح وتنفيذ الأفكار، كثيرون يعتبرون أن ريادة الأعمال تعتمد على المخاطرة، فمَنْ يقومون بترك وظائفهم الثابتة المستقرة، ويبدأون عملهم الخاص بطريقتهم، يصبح لديهم روح المبادرة والإصرار على النجاح، فرائد الأعمال يملك قراره بنفسه، ويتمكن من خلق الفرص من أبسط الإمكانيات، فهو لديه الشغف لأن يُحدث تغييرا وقفزة في المجال الذي يعمل به.
الهدف من التأسيس
الشركات الناشئة: عند التفكير في إنشاء شركة ناشئة، في أي من المجالات، يكون لدى صاحب الشركة، الذي يُلقب برائد الأعمال، التصور الذي يجعله يعهتقد أن شركته بدأت لتكون مشروع قابل للتطوير وشركة كبيرة، ويقدم من خلالها منتج أو خدمة تُحدث تأثيرا على السوق والصناعة بكل عام، وتُغير في سلوك المستهلك أيضا، ومن الممكن أن تخلق سوقا مستهلكة جديدة من الأساس.
المشروعات الصغيرة: لا تقدم المشروعات الصغيرة، على اختلاف مجالات عملها، أفكارا أو حلولا مبتكرة لاحتياجات الناس، ولكن يتم تنفيذها في إطار السوق المحلية، وتعتمد على صاحب للمشروع، الذي لا يستهدف أن يتحول مشروعه إلى فكرة ضخمة، ولكنه يسعى إلى تحقيق التوسع، والوصول إلى معدلات ربح عالية.
تعرفي على: خطوات عمل مشروع حضانة ناجح بالتفاصيل
خطوات التأسيس
الشركات الناشئة: تعتمد أغلب الشركات الناشئة على الابتكار عند العمل على تقديم منتج أو خدمة، وهو الأمر الذي لا يمكن تحديده، مما يعني أن فرص حصول الشركة على الدعم والتمويل منخفضة قليلا، سواء من المستثمرين أو من خلال الاعتماد على القروض البنكية، تحتاج إلى مجهود أكبر من رائد الأعمال، فلا وجود لنموذج أعمال محدد يمكن له أن يتبعه، أو معرفة بالعدد الفعلي للعمال أو الموظفين، الأمر كله يعتمد على التجربة بشكل فعلي.
المشروعات الصغيرة: تعتمد المشروعات التجارية الصغيرة على خطة عمل واضحة، ففي الغالب يمكن لصاحب المشروع أن يستلهم من تجارب ومشروعات المحيطين به، ويبدأ في التجهيزات والخطوات بشكل أسرع، كما أن معرفته بالتراخيص التي يستلزمها مشروعه، الذي قد يكون سوبر ماركت أو كوافير أو حضانة أو حتى مشروع صناعي صغير، يخلق لديه فرص أكبر في الحصول على التمويل والإلمام باحتياجات المشروع وخطوات تاسيسه.
النجاح والفشل
الطبيعي أن يكون أي عمل تجاري عرضة للفشل أو النجاح، ولكن كثير من المتخصصين والخبراء يعتبرون أن فشل المشروعات الصغيرة من الممكن أن يرجع إلى عدم توفر التمويل الكافي، أو تعرض المشروع لمخاطر وأزمات اقتصادية معتادة، ولكن تظل نسبة نجاح أي مشروع صغير أكبر بكثير من نجاح الشركات الناشئة، وذلك بسبب الأمور التي أوضحنها، فالابتكار ليس له معايير يمكن قياسه بها، واعتماد الشركات الناشئة على الابتكار يجعلها عرضة للتجربة وللفشل بنسبة أكبر.
اقرئي أيضا: أفضل كورسات إدارة الأعمال المناسبة لأصحاب المشروعات
البيئة الصناعية أو السوق المحلي
الشركات الناشئة: بسبب عدم وجود خطة عمل واضحة لهذه الشركات، التي تعتمد بصورة كبيرة على الابتكار والتجريب، إلى جانب قدرتها المحدودة في توفير فرص عمل، كون الوظائف أو الفرص التي قد تتيحها أو تحتاج إليها ليست معروفة من البداية، تجعل وجود فرص تدعمها وتساهم في إنجاحها أقل نسبيا.
المشروعات الصغيرة: التأثير الذي تُحدثه المشروعات الصغيرة على الاقتصاد المحلي واضح ومحدد، فهي تتمكن من توفير فرص عمل بصورة أكبر، واحتياجاتها التمويلية ليست ضخمة ومعروف الىليات التي تُمكنها من الربح، ولذلك قد تجد المشروعهات الصغيرة دعما أكبر من المجتمع الصناعي المحلي، وتوفر لها الدولة قروض تمويلية وتسهيلات.
ولكن، الأمر يتوقف بصورة كبيرة على النهج الاقتصادي الذي تتبعه الدولة، ورغبتها في دعم مجال ريادة الأعمال بالتوازي مع المشروعات الصغيرة التقليدية من عدمه، فهناك دولا توفر دعم تمويلي وفني وأكاديمي أيضا لرواد الأعمال ومشروعاتهم.
التمويل
الشركات الناشئة: طرق تمويل الشركات الناشئة قد تكون مختلفة، فرائد الأعمال يملك فكرة مبتكرة وقادرة على التغيير، فيبدأ بالبحث لها عن مستثمر يؤمن بها وبأهميتها، أو يمكن أن يشارك بها في مسابقات ريادة الأعمال المتاحة، وغيرها من الطرق والوسائل التي يمكن أن يستحدثها ليمول بها شركته.
المشروعات الصغيرة: مسألة تمويل أي مشروع صغير تعتمد على صاحب المشروع نفسه، فهو يقوم بتمويله من ماله الشخصي أو من خلال الاقتراض من البنوك، والمنح التمويلية المتاحة.
تعرفي على: جهات تمويل المشروعات في مصر لضمان النجاح لأفكاركم
مدة المشروع أو الفكرة
الشركات الناشئة: يصف كثيرون الشركات الناشئة بأنها مؤقتة، بمعنى أنها إما تتحول لشركة كبيرة في خلال سنوات، أو تبقى لتصبح مشروع صغير، لأنها تعمل على منتج أو خدمة يمكن تكرارهما وقابلان للتطوير.
المشروعات الصغيرة: استمرار المشروعات الصغيرة يعتمد على مدى قدرة أصحابها على تحقيق الاستقرار والربح، فهي طالما تعمل وتنتج، ويمكن توسيع نطاقها قليلا، تظل ناجحة ومستمرة إلى فترة غير معلومة.
تحديد قيامك بمشروع صغير أو شركة ناشئة يعتمد على النقاط التي قمنا بتحديدها، ولا يعني أن هناك تقسيم أفضل من الآخر، ولكنها آلية التنفيذ وطريقة العمل والهدف من المشروع التي يمكنها أن تساعدك في اتخاذ القرار المناسب، الذي يساعدك على ضمان النجاح والاستمرار.
اقرئي ايضا:
استراتيجيات التسويق التي تناسب المشروعات الصغيرة
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا