نادين الدولتلي بطلة تنس الطاولة التي احترفتها بالوراثة
الأكثر مشاهدة
في منزل يعشق أفراده لعبة كرة تنس الطاولة، نشأت نادين الدولتلي، بطلة مصر في تنس الطاولة، لتجد والديها بطلا إفريقيا، وشقيقيها يتعلمان في صالات اللعبة، ليصبح حبها وتعلقها بتنس الطاولة أمر لا مفر منه، ورغم محاولات والديها لتتعلم لعبة جديدة، كان الوقت قد فات، واتخذت نادين قرارها بأن تكون بطلة محترفة.
تعرفي على: ماريز دوس وشغفها بالرياضة والجري نحو أحلامها
نادين الدولتلي تنس الطاولة
"أول مرة مشيت فيها كان في بطولة" اهتمام عائلتها بلعبة كرة الطاولة، وكون والدها أحمد الدولتلي خبير دولي في اتحاد كرة الطاولة، ووالدتها إنجي فهمي واحدة من بطلات اللعبة، جعلها تقضي أغلب أيام طفولتها في الصالات الرياضية وحضور البطولات الإفريفية والمحلية.
بداية الاحتراف كانت مع سن السابعة، عندما باءت محاولات والديها في إثنائها عن لعب تنس الطاولة بالفشل، "جربوا معايا رياضات كتير، لكني صممت على البينج بونج"، اللعبة التي ترى نادين الدولتلي أنها واحدة من الألعاب التي تحظى بشعبية جيدة في مصر، فلا يخلو نادي أو منطقة ألعاب من تنس الطاولة.
خطت نادين أولى خطواتها في تنس الطاولة بمدرسة النادي الأهلي، وكانت أولى البطولات التي شاركت بها في عام 2001، وعلى مدار سنوات عمرها الـ 25، استطاعت نادين أن تشارك في عدد من البطولات المحلية والدولية، والتي تعتبر من أهمها بطولة إفريقيا في الكونغو تحت سن 15، التي تمكنت فيها من إحراز المركز الأول.
اقرئي أيضا: كابتن أوشا من كرة القدم إلى حلم أشهر مدربة جيم في مصر
توالت نجاحاتها والبطولات التي اشتركت بها نادين، فلا تنسى قدرتها على تحقيق المركز الأول مع فريق مصر في جميع أقسام بطولة إفريقيا في المغرب تحت سن 21 لعام 2011، فكانت الذهبية حليفتها في (الفردي، الفرق، الفرق باسم مصر، الزوجي، الدوبل ميكس)، لدرجة ان الاتحاد الدولي لتنس الطاولة احتفى بتمكنها من تحقيق هذا الإنجاز.
وفي دورة الأعاب الإفريقية بموزمبيق عام 2011، المؤهلة للمشاركة في أولمبياد لندن 2012، تمكنت نادين الدولتلي من الوصول للمركز الثاني، وتأهلت بالفعل للأولمبياد، وكانت تلك المرة الأولى التي تشهد تاهل لاعبين مصريين يحملون اسم مصر في لعبة تنس الطاولة، للمشاركة في دورة الأعاب الولمبية الدولية.
"كان إنجاز كبير لمصر، اتكرر في أولمبياد ريو 2016"، فبعد أن حصدت نادين الدولتلي المركز الثاني في دورة الألعاب الإفريقية لعام 2015، واستطاعت أن تتأهل للمرة الثانية في أولمبياد ريو دي جانيرو، شعرت بمدى أهمية الإنجاز الذي حققته، "شاركت في بطولات كتير، لكن إحساس الأولمبياد مختلف، كنت فخورة أني بمثل مصر وحاسة بالمسئولية والشرف".
تعرفي على: بسمة صبحي صاحبة أول كتاب رياضي تحكي تاريخ الملاعب
إصابة نادين الدولتلي
على مدار سنوات تحقيقها للبطولات والإنجازات الرياضية في تنس الطاولة، كانت نادين الدولتلي تعاني من إصابة في الركبة تعرضت لها خلال إحدى المباريات في عام 2011، ولكنها تحاملت عليها وتجاهلتها، حتى وصل الأمر إلى ذروته في عام 2016، فخضعت لعملية جراحية اعتقدت بعدها أن مشوارها مع تنس الطاولة.
أعقب العملية الجراحية الزواج والولادة لابنتها صوفيا، مما جعلها تبتعد لما يقرب العامين عن المشاركة في أنشطة اللعبة، "لكن أنا محظوظة بعيلتي وجوزي اللي دايما بيشجعوني أرجع وأكمل"، فزوجها أحمد عبد الباري كان لاعب تنس طاولة وأحرز بطولات سابقة، ووالديها يعلمان مدى حبها للعبة، فكان الجميع دوما يساندونها في الاستمرار.
تحت إشراف دكتور العلاج الطبيعي، استمرت جلسات العلاج الطبيعي أكثر من 9 أشهر، حتى استعادت نادين لياقتها وتمكنت من الفوز ببطولة كأس مصر الأخيرة (2019)، موقنة أن هذا لم يكن ليحدث لولا ثقة عائلتها في قدراتها "قدرت أرجع وأقف على رجلي، أهلي دايما بيساندوني ومش بيسمحوا لي أني أشك في نفسي"، وتتمنى نادين أن تصل للمستوى البدني واللياقة التي تؤهلها للمشاركة في دورة الألعاب الإفريقية القادمة.
اقرئي أيضا: رحلة إيمان وسناء وسارة من مكتب التنسيق إلى منصوراصورس
"تنس الطاولة لعبة ممتعة جدا، وناس كتير بتعتبرها سهلة والتعرض للإصابات فيها مش وارد، وده مش صحيح" تتذكر نادين سنوات التمرين واللعب والضغط النفسي والبدني التي عاشتها، حتى تصل للمستوى الذي أهلها أن تكون بطلة مصر، رغم دراستها بكلية الهندسة وعملها في شركة مرسيدس، بخلاف الجانب الاجتماعي.
لم تكن تنس الطاولة لعبة ورثتها نادين عن عائلتها، "اللي مش بيحب اللعبة، مش هيقدر يتحملها ويستمر فيها"، فرغم أنها تحتاج إلى لياقة بدنية عالية، وتتطلب تمرينات مستمرة كونها تعتمد على حركة جميع المفاصل بشكل كبير، وخاصة الكتف والركبة، إلى جانب حركة العضلات، ورغم أنه بسبب المشاركة في البطولات والتدريبات المستمرة، لم تتمكن نادين من الاستمتاع بالجانب الاجتماعي لحياتها، ولا تنس اضطرارها للسفر يوم زفاف شقيتها.
وأيا كانت المتاعب والصعوبات التي تمر بها، تعتبر نادين تنس الطاولة اللعبة المثالية بالنسبة لها، التي تعلمت منها القدرة على التحكم في مشاعرها وضبط حالتها النفسية، وتعتقد أن مصاحبة ابنتها صوفيا، التي لم يتعد عمرها الخمسة أشهر، ستزرع داخلها محبة تنس الطاولة والرغبة في احترافها.
اقرئي أيضا:
أسيسات أوشولا أفضل لاعبة إفريقية في 2017 بعزيمة لا تقهر
الكاتب
هدير حسن
الإثنين ١٨ مارس ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا