إيمان الحمود إعلامية سعودية على مونت كارلو الفرنسية
الأكثر مشاهدة
حلم صغير نشأ مع الطفولة في مدينة الجبيل الصناعية، شرق المملكة العربية السعودية، رسمت إيمان الحمود ملامحه وخطوطه بوضوح، حتى أصبحت واحدة من أبرز الإعلاميات السعوديات، بعدما كانت تقف في غرفتها كل يوم تتخيل فرشاة شعرها ميكروفون تمسكه بيد، وباليد الأخرى تحمل ورقة وقلم، وتتحدث إلى جمهورها عبر المرآة.
أن تصبح إيمان مذيعة لامعة وتدرس الإعلام والصحافة، لم يكن مجرد حلم طفولي، ولكنه قرار اتخذته رغم التحديات التي أعاقت تنفيذه، فحينها، دراسة الإعلام لم تكن متاحة للفتيات بالمملكة العربية السعودية، وظل السؤال الذي يشغل بالها "أين يمكنني دراسة ما أحب؟"، فبحثت عن الوجهة التي تجعلها تتعلم أصول العمل الإعلامي بعد سنوات من تقديم الإذاعة المدرسية في مدرستها الثانوية.
اقرئي أيضا: إيمان النفجان سعودية ناضلت من أجل القيادة وحرمت منها
بثقة ودعم من أسرتها، اختارت إيمان أن تدرس الصحافة والإعلام في جامعة البتراء بالأردن، وفي عام 2004، تخرجت منها تحمل درجة البكالوريوس، وكانت الأولى على دفعتها، وتم تكريمها بحضور الملحق الثقافي السعودي في الأردن، وقررت أن تشرع بعدها في امتهان الصحافة، وتحمل متاعبها بحب.
طوال سنوات دراستها في الأردن، اهتمت إيمان أن تستزيد علما ومعرفة وخبرة في العمل الصحفي بشكل عملي، فحضرت عديد من الدورات التدريبية بوسائل الإعلام الأردنية المختلفة، وكذلك مكاتب القنوات الأجنبية، واستطاعت أن تعمل على إنتاج تقارير إذاعية لإذاعة "عمان نت"، كما عملت على المساهمة في إعداد عدد من البرامج الوثائقية بجامعة البتراء.
انتقلت إيمان الحمود بعد التخرج إلى الكويت، فعملت في جريدة الشرق الأوسط بقسم الشئون السياسية، وظلت لعامين تقريبا تقدم تقارير وأخبار متعلقة بالوضع السياسي الخليجي، في ظل حفاوة وفخر من جانب أسرتها، حتى أتتها فرصة الدراسة بجامعة السوربون الفرنسية، ضمن برنامج الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث.
تعرفي على: ريما بنت بندر بن سلطان أول سفيرة سعودية في المملكة
إيمان الحمود وإذاعة مونت كارلو
ومنذ أكثر من عشر سنوات، تستقر إيمان في فرنسا، حيث استطاعت أن تحصل على درجة الماجيستير عن رسالتها حول "صورة الإسلام في الإعلام الفرنسي بعد أحداث 11 سبتمبر"، كما نالت الدكتوراة في الإعلام والاتصال الدولي من جامعة السوربون، وحملت رسالتها للدكتوراة عنوان "الخطاب الإعلامي للملكة العربية السعودية بعد احداث 11 سبتمبر".
بعيدا عن الإنجازات الأكاديمية التي حققتها إيمان الحمود، واضطرارها للتوقف عن العمل الإعلامي الصحفي لعامين بسبب الدراسة، تمكنت أن تحصل على فرصة للتدرب والعمل في إذاعة مونت كارلو الدولية وقناة فرانس 24، فعملت على مدار ما يقرب من ست سنوات في تقديم النشرات الإخبارية والتغطيات والتقارير بتعمق واطلاع ومتابعة جيدة للوضع السياسي في الخليج العربي.
"أعزائي المستمعين.. أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم الأسبوعي (الساعة الخليجية) برنامج نناقش فيه آخر قضايا الساعة في منطقة الخليج السياسية منها والاجتماعية، مع ضيوف يواكبون الحدث ويسهمون في صناعته" في 2015، أطلت إيمان الحمود على مستمعي إذاعة مونت كارلو كل ثلاثاء كمقدمة لبرنامج "الساعة الخليجية"، لتبدأ مسيرة جديدة في مشوارها الإعلامي، ما زالت تستمر بها بنجاح إلى الآن.
تعتبر إيمان أنها استطاعت أن تقتحم مجال العمل الإعلامي السياسي، الذي كان يراه كثيرون حكرا على الرجال، وتعتبر أن اهتمام والديها وأسرتها بالعمل السياسي، ومتابعة النقاشات المتعلقة بالوضع المحلي في السعودية أو الخليجي والعربي، زرع داخلها الشغف نحو متابعة القضايا السياسية ومناقشتها.
ترى إيمان أن الإعلام من الواجب أن يتحلى بالمهنية والحيادية، كما يجب أن يتوفر له حرية الرأي والتعبير ليكون قادر على كسب ثقة المتابعين والمشاهدين، ويجعلهم على اطلاع بجوانب القضايا المختلفة.
اقرئي أيضا: حياة سندي قصة عالمة سعودية استطاعت أن تنفع البشرية
إيمان الحمود وتويتر
الوطن ليس قاعة أفراح يختلف فيه أهالي العروسين على الدعوات والمدعوين..
— ايمان الحمود (@imankais1) March 25, 2019
الوطن اكبر وأشمل ..
يجمع أبناءه بكل أطيافهم دون تخوين او تهميش او إقصاء..
الوطن مفهوم اكبر مني ومنك ومن اي شخص اخر يحاول ممارسة الوصاية على غيره..
عندما نفهم معنى المواطنة سيكون عندنا وطن???? #إيمان_الحمود
على حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تعرف إيمان نفسها "إعلامية وكاتبة.. دكتوراة في الإعلام والاتصال الدولي من جامعة السوربون في باريس.. مهنتي تتلخص في البحث عن المتاعب.. وتغريداتي تسعى إلى إيجاد حل لها".
رغم أنها انضمت مؤخرا لـ "تويتر"، أصبحت إيمان نشطة في استخدامه، فتغرد بكل ما يتعلق بالقضايا السياسية والاجتماعية المتعلقة بالمنطقة الخليجية والعالم العربي، ودوما ما تقول "أنا أغرد، إذن أنا موجود"، فهي تعتبره منصة للتفاعل الحر والتعبير عن الأراء، وتستفيد من النقاش الذي يثيره المتابعون، وتحاول من خلاله الفهم والسعي نحو تقارب وجهات النظر المختلفة.
اقرئي ايضا: منال غزوان سعودية تدير مقهى ستاربكس
بسبب اختلاف ثقافتها عن طبيعة المجتمع الفرنسي والحياة الأوروبية، وثقت إيمان الحمود تجربة العيش في باريس، التي تمتد لأكثر من عشر سنوات، ضمن تجارب 13 كاتب وكاتبة آخرين في كتاب "باريس كما يراها العرب" الصادر عن دار الفارابي عام 2015، وتعتبر إيمان أن العاصمة الفرنسية قدمت لها الكثير مهنيا وأكاديميا، وفي عام 2016، نشرت دراسة عملت عليها تحت عنوان "دور وسائل الإعلام في إدارة الأزمات – أحداث 13 نوفمبر في فرنسا أنموذجا".
تهوى إيمان الحمود القراءة وتعتبرها غذاء العقل، كما تحب مشاهدة الأفلام وتهتم بالسينما كونها غذاء الروح، وترى في ممارسة الرياضة غذاء الجسد. وتتمنى إيمان الحمود أن يشهد الوطن العربي اتحادا يجمع بلاده يشبه الاتحاد الأوروبي، مع رغبتها في عودة الأمان إلى الأوطان.
اقرئي أيضا:
11 من أبرز رائدات الأعمال السعوديات تعرفوا عليهن
ريم الهاشمي أصغر وزيرة إماراتية وقدوة المرأة العربية
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا