آية أشرف تشارك أصدقاءها تبسيط العلوم بموقع نيون
الأكثر مشاهدة
من منا لم يواجه صعوبة في فهم موضوع علمي بشكل أو بآخر، ولم يتنقل بين نتائج جوجل البحثية من أجل العثور على أي خيط يساعده على الاستيعاب، وحين يحالفه الحظ ويجد معلومات متاحة باللغة العربية، تكون إما متضاربة بشدة وقليلة المصادر الموثوقة، أو ضحلة وتتناول القشور أو لغتها مقعرة وغير مفهومة، من أجل ذلك أسست آية أشرف وزملاؤها موقع نيون لتبسيط العلوم وإيصالها بأسهل صورة ممكنة، ولتناسب كافة الفئات العمرية اختاروا اللهجة العامية المصرية في سبيل انتشار بين قاعدة أكبر من المستخدمين.
فكرة موقع نيون
البداية جاءت من لدن المهندس المعماري محمد عبد المجيد، صديق آية المهتم بالعلوم ونشرها، فعرض الفكرة على طالبة كلية الإعلام وصاحبة الخبرة في مجال الكتابة، وحاولا سويًا إنشاء كيان تطوعي لتفعيل الفكرة، لكن الطريقة لم تكن مجدية، ومع ذلك لم يتزعزع إيمانهما بالفكرة، وفور تخرج آية، جهزا لإطلاق موقع إلكتروني بخطوات فعلية على أرض الواقع، وبدأ "موقع نيون" في يناير 2016 معتمدًا على التمويل الذاتي ومستندًا إلى شغف القائمين عليه.
وقع الاختيار على كلمة "نيون" لتمثل فكرتهم، لأنها تحمل بين حروفها كل ما يرغبون في ترسيخه، فهم يسعون إلى نشر نور العلوم في العقول، ولأن المصباح يعتبر رمز لكل من لديه فكرة ألمعية، وفي بداية التجربة رفعوا شعار "مين طفى النور؟"، ثم طوروا نظرتهم إلى "بنقربها مش بنعربها" ليأكدوا بذلك على فكرة تبسيط العلوم وليس مجرد الترجمة عن الإنجليزية.
اقرئي أيضًا: إيمان الحمود إعلامية سعودية على إذاعة مونت كارلو الدولية
اعتمدت آية، مدير تحرير موقع نيون، على العمل مع محررين لديهم خلفية علمية أو اهتمام بالعلوم، وشرط أساسي أن يكونوا ملمين بطريقة الكتابة البسيطة، ولديهم كفاءة في تدقيق المعلومات ونسبتها إلى مصادر موثوقة.. لكن هذه الجهود المكللة بروح الهواية والإيمان بالفكرة لم تكن كافية لضمان الاستمرارية، تقول آية: "كنا مركزين على المحتوى أكتر من فكرة البيزنس وإزاي نقومه، وده مش صح لأن أي فكرة محتاجة خطة لتسويقها مش مجرد نوايا طيبة وحالمة وخلاص".. في هذه الأثناء فكر الفريق في إغلاق الموقع، لكن بعد مشاورات عديدة اتفقوا على تجميده لفترة محددة لحين توفيق الأوضاع، ودراسة نقاط الضعف والقوة، "اتوقفنا من يوليو 2017، ورجعنا في يوليو 2018".
في خلال فترة التوقف، اشترك فريق عمل "نيون" في ورش عمل بعنوان "الكتابة في المجال العلمي"، التى نظمها معهد جوته الألماني، بهدف جعل الصحافة العلمية في مصر أكثر حضورًا في المجتمع، عن طريق تعزيز العلاقة بين العلم والصحافة، وكان ضمنها مسابقة فاز بها العاملون على "نيون" في فئة قصص الوسائط المتعددة، وأهلتهم للسفر إلى ألمانيا لاكتساب مزيد من الخبرة في هذا المجال، كما جعلت عودتهم أقوى وعلى أرض أكثر صلابة.
اقرئي أيضًا: فريدة سالم.. تعشق كرة القدم وتمكن الفتيات عبر الرياضة
"طريقة الكتابة عندنا عامية مبسطة، ومن القواعد إننا بنستخدم الإفيهات في الشرح وبنبعد الدين عن العلوم"، هذه هي الخطوط العريضة التي يقوم عليها الموقع حسب مديرة تحريره، ويضم عدد من الأقسام أهمها: "هجص بلدي" وهو معني بتفنيد الشائعات والأساطير التي نتداولها يوميًا ونعتقد فيها، و"الملف" يتناول موضوع محدد باستفاضة ويقدمه في سلسلة حلقات، و"النشرة" شبه اليومية لتغطي أهم الأحداث اليومية المتعلقة بالعلوم، ومن أبرز ما يقدمه فريق "نيون" منحهم ورش تدريبية في الكتابة العلمية.
تحلم آية أشرف مع فريقها أن يصبح "نيون" منصة تصل لأكبر عدد من الناس، وتكوّن مجتمع علمي خاص بها، وتتحول فكرتهم يومًا ما لمؤسسة تنظم فاعليات علمية في الواقع، وتنصح أي شخص لديه فكرة يريد تحويلها إلى مشروع بـ "لازم يدرس السوق كويس، الأحلام مهمة بس مش كافية، ويكون معاه فريق متكامل علشان يقدروا يكملوا بعض، محدش بيعمل كل حاجة لوحده".
اقرئي أيضًا:
نادين الدولتلي بطلة تنس الطاولة التي احترفتها بالوراثة
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا