هدير شلبي من تاكسي الساحل للمدير الإقليمي لكريم باص
الأكثر مشاهدة
"وأنا صغيرة كنت عارفة أني عاوزة أكون بيزنس وومن" لم ترغب هدير شلبي في العمل كوالديها بالهندسة أو الطب، لم تكن مجالات مثيرة للانتباه بالنسبة لها، فقررت أن تصنع لنفسها مسيرة مهنية مختلفة في الإدارة والبيزنس، حتى استطاعت وهي مازالت في الثامنة والعشرين من عمرها أن تكون المدير الإقليمي لخدمة النقل الجماعي (كريم باص) بشركة كريم.
كانت تبهرها دوما شخصية أحد أقاربها "كان بيشتغل في البيزنس، وكل ما يزورنا أقعد جنبه وأحاول أتعلم منه، وإزاي بيكون مسئول عن شغل كبير وليه تفاصيل كتير"، فسعت دوما أن تصبح مثله، واعتبرته قدوة لها، للدرجة التي جعلت واحدة من ضمن أمنيات الطفولة لدى هدير، أن تمتلك معرض للسيارات، تديره وتشرف عليه، وطوال سنوات الدراسة بالمدرسة، كانت تفكر دوما في الطريقة التي تجعلها تحصل على دخل إضافي، فتعطي الدروس لمَنْ هم أصغر منها، أو تبيع لهم من أشياء تمتلكها ولا تحتاجها.
"من أول يوم دخلت فيه الجامعة، وأنا بفكر هأقول إيه عن نفسي في أول إنترفيو"، درست هدير إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية، بعد التردد ما بينها والهندسة المعمارية، فلحقت بشغفها واهتمامها ودرست الاقتصاد والمحاسبة والتمويل، ولكنها أضافت لهم الأنشطة الطلابية، والتعلم عبر التدريبات واكتساب المهارات، بهدف أن تتميز عن ملايين من خريجي الجامعات، وحتى تصنع لنفسها خبرة كبيرة في سن صغيرة.
لم تكتفِ هدير بالدراسة الأكاديمية التقليدية، ولكنها سعت لأن تطور من نفسها "قررت أملأ وقتي بكل النشاطات الممكنة وأتحكم فيه، عشان أكون دايما أحسن اختيار"، فكانت تركز حول المهارة التي تنقصها أو نقاط الضعف والإمكانيات التي ترغب أن تتزود بها، وتبحث عن الآلية أو الطريقة التي تجعلها أفضل، فشاركت في برنامج سفراء الجامعة الأمريكية، واتحاد الطلاب في الجامعة، ومؤتمر ICGE للاقتصاد العالمي.
اقرئي أيضًا: أمينة أبو القاسم تبيع النوستالجيا في ماركت مصري
العمل في آيزيك
جمعت أنشطتها بين التطوع، والتعمق في مجال الاقتصاد والإدارة، وحتى البورصة وممارسة الرياضة أيضا، التي كان لها عامل رئيسي في تكوين شخصية هدير، فلعبت كرة التنس، والسباحة، واحترفت كرة الطائرة لما يقرب عشر سنوات، فتعلمت منها مهارات التعاون مع فريق من أجل الوصول إلى هدف محدد، والاعتناء بكل أعضاء الفريق.
بالنسبة لها آيزيك AIESEC (الرابطة الدولية للطلاب في الاقتصاد والأعمال)، كانت نقطة التحول التي جعلتها تتعامل مع مسيرتها المهنية وحتى أبسط الأمور التي تقوم بها بطريقة مختلفة، فما زالت تمتن للالتحاق بها، وترى أن مشاركتها في البرامج التي تتيحها آيزيك لها تأثير واضح على شخصيتها والنجاحات التي حققتها.
"كنت داخلة آيزيك وعاوزة أسافر وخلاص، وكنت فاكرة أنه أحسن مكان هو أمريكا أو أوروبا" تغيرت وجهة نظر هدير بعد أن خاضت تجربة السفر إلى الهند، من أجل أن تنمي وتطور مهارات الأطفال بأحد المناطق في نيودلهي، وكانت خبرة حياتية مختلفة، أضافت لهدير رؤية أخرى للعالم، وفرصة التعامل مع ثقافات مختلفة، وعلى مدار ما يقرب من 4 سنوات اشتركت هدير في الفعاليات المختلفة التي تنظمها آيزيك والسفر لبلدان متنوعة، والبداية التي كانت من مجرد عضو، وصلت إلى حتى تولت نائب رئيس منظمة آيزيك، والمسئولة عن التوسع والتطوير.
اقرئي أيضًا: نرمين النمر تتجه للعمل الحر في مصر بـ الحريفة
"ميزة آيزيك أنه بيعتمد على الطلاب وهما في سن صغيرة وبيوفر لهم فرص فرص للطلاب، الشركات الكبيرة هترفض تديها له" فالعمل وتطوع في الرابطة الدولية، جعل هدير تتمكن من قيادة فرق مكون من 100 شخص، وعقد شراكات دولية، وتنظيم مؤتمرات محلية وعالمية، فكان بمثابة نظرة أوسع للعالم، وفرصة تعلمت من خلالها آلية اتخاذ القرار في الوقت المناسب، وتعلم مهارات الإدارة والقيادة، وكيفية التأثير في المحيطين بها بصورة إيجابية.
بالتعامل مع ثقافة جديدة، واختبار تجربة العيش بشكل مستقل، ولمدة عام تولت رئاسة منظمة آيزيك وتأسيسها في لبنان، واستطاعت أن تُسرع من عملية تطوير الفريق، وإقناع الطلاب في بلد مختلف عنها بالمشاركة والتطوع حتى وصل أعضاء الفريق مع نهاية العام إلى ما يقرب من 100 شخص، ورحلات سفر متبادلة من لبنان وإليها بلغت الـ 60 رحلة.
اقرئي أيضًا: شفيعة الوكيل تشكل حواديت فنية بالفضة والأحجار الكريمة
"كان تحدي ومخاطرة كبيرة، أنه أعيش لوحدي وأصرف على نفسي وأكون علاقات جديدة.. أول أسبوعين كانوا صعبين جدا ومكنتش لاقية حد أتكلم وأخرج معاه"، ولكنها استطاعت أن تُكيف أوضاعها على الظروف الجديدة التي تعيشها، وتعلمت كيف يمكنها أن تسعد حتى بأبسط الإمكانيات، خاصة، مع تشجيع أسرتها والدعم الذي تتلقاه رغم خفهم وقلقهم.
وفي آخر مراحل عملها مع آيزبك، اجتهدت هدير في توسيع نطاق عمل الرابطة من خلال مقرها في هولندا، وتعاونت مع فريق من 21 شخص من 19 بلدا مختلفا، من أجل ضم مزيد من البلاد والطلاب من حول العالم، وتتذكر كيف سافرت في خلال عام واحد، على متن ما يقرب من 60 رحلة طيران، "بعدها حسيت أني عملت وقدمت كل حاجة في آيزيك، فرجعت مصر عشان احدد اقدر أشتغل في إيه".
تاكسي الساحل وكريم
بالنسبة للأخرين، كانت تبدو الخطوة المثالية لهدير أن تعمل في واحدة من الشركات الكبرى متعددة الجنسيات، ولكنها رسمت لنفسها مستقبلا مختلفا، "كنت بشوف أصحابي في الشركات الكبيرة مش مبسوطين باللي بيعملوه، وأنا كان هدفي أكمل شغل في مجال يخليني مبسوطة وبحب اللي بعمله"، فقررت أن تنشيء مشروعها الخاص، وتبنيه بالطريقة التي تناسبها، على أن يفيد المجتمع ويضيف له بطريقة إيجابية.
لم تكن في البداية، تعلم طبيعة المشروع، فمرة تأتيها فكرة لتصدير الملح، وأخرى لافتتاح مطعم، ولكنها اكتشفت ان طالما رغبتها دوما هي الربح والفلوس، فلن تنجح، ولكن عليها أن تبحث عن شغفها، وعن التأثير الذي تريد أن تتركه في المجتمع، فظهرت لها فكرة "تاكسي الساحل" في 2014، الخدمة التي توفر التنقل بين قرى الساحل الشمالي أو حتى إلى م عن طريق طلب سيارة خاصة باستخدام التليفون، وفي خلال عام واحد استطاعت الانتشار وتحقيق الربح والنمو.
نجاح "تاكسي الساحل"، جعلها الاختيار الأول لشركة كريم، التي كانت تحاول حينها دخول السوق المصري، ورغم تردد هدير في البداية، اقتنعت بالتعاون معهم، فاشترت "كريم" مشروع تاكسي الساحل، وتولت هدير شلبي إدارة وتأسيس شركة كريم في مصر، لتنجح على مدى 4 سنوات إلى الآن في نشر ثقافة الاعتماد على السيارات الخاصة في المشاوير اليومية، وإدخال خدمات الاسكوتر والتاكسي النهري والنقل الجماعي.
اقرئي أيضًا: مشوار الدكتورة نرمين رفعت بين جراحة العيون والغطس
"كانوا 4 سنين صعبين جدا، كلنا كنا بنشتغل على فكرة جديدة وبنحاول نتعلم من بعض ونطور التكنولوجيا"، فكانت هدير تحرص على تطوير إمكانياتها لتساهم في تنمية العمل بالشركة، فلجأت إلى القراءة المتخصصة في الإدارة والتكنولوجيا، والالتحاق بالتدريبات والكورسات المتوفرة على الإنترنت، مع وجود مرشد أو ناصح Mentor له خبرة أكبر منها، لتناقش معه الأفكار ويساعدها في التوجه نحو اختيار القرار السليم.
اقرئي أيضًا:هدير ماهر حول العالم من أجل الإنسان
تتولي هدير شلبي الإدارة الإقليمية لخدمة النقل الجماعي (كريم باص) منذ سبتمبر 2018، كما كانت مسئولة عن الفئات الجديدة التي يتم ضمها لشركة كريم "كنت بتحمس دايما للأفكار الجديدة، وبحاول مع الفريق تنفيذها"، وتعتبر أن أكثر اللحظات الصعبة التي مرت بها، حين كان سائقو التاكسي الأبيض يهاجمون وجود "كريم" في مصر، ولكنها تمكنت من تخطيها، وفي عام 2016، كانت ضمن قائمة جريدة أموال الغد للسيدات الـ 50 الأكثر تأثيرا في مجال الأعمال.
بعد النجاحات التي حققتها هدير، لا تملك خطة محددة لما هو بعد ذلك، ولكنها تؤمن بأن القادم يجب أن يكون "ليه تأثير إيجابي وقوي على الناس، وأكون مبسوطة وأنا بعمله"، فنصيحتها للراغبين في افتتاح مشروعاتهم الخاصة، أن يعملوا في ما يحبون "لأن الشغل هيكون جزء كبير من حياتك"، على أن يتسم بالصبر، ويخلص في تنمية مشروعه.
اقرئي أيضًا:
آية أشرف تشارك أصدقاءها تبسيط العلوم بموقع نيون
الكاتب
هدير حسن
الخميس ٠٩ مايو ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا