حكاية ندى حسام الدين في عالم الموضة وتنسيق الأزياء
الأكثر مشاهدة
من صغرها تهوى الألوان، وترى فيما ترتديه النساء تعبيرًا عن الحس الفني لديهن، من حيث تناسق القطع، وتماشي الألوان، بما يخلق حالة من البهجة تنعكس على نفسية المرأة ذاتها، وعلى شعور كل من يراها، تلك هي نظرة ندى حسام الدين للملابس، وبهذا الشغف بدأت علاقتها بكل ما يخص الأزياء، حتى أصبحت من أشهر مدونات الموضة المصريين، وكذلك من نجوم السوشيال ميديا ومؤثريها.
ندى حسام الدين من الباليه المائي إلى الأزياء
"كنت مهتمة باللياقة من زمان لأني لعبت باليه مائي في نادي الشمس من سن 7 سنين، واهتمامي بالألوان واللبس ظهر أكتر وأنا في إعدادي"، مارست ندى لعبة الباليه المائي لحوالي 9 سنوات، توجت خلاها بالعديد من الميداليات وأهمها بطولة الجمهورية، وبعد ذلك قضت 4 سنوات في تدريب فراشات مائية أخرى، وفي هذه المرحلة العمرية برز حبها للملابس، وهيامها بالرسم والألوان، فوضعت نصب عينيها الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، وهو ما لم يوفقها القدر إليه، فانضمت إلى كلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية، "وقتها كان ممكن أدخل تربية فنية، بس التفكير التقليدي للمجموع خلاني أقول ماينفعش 91% وأروح تربية فنية".
بعد تخرجها عملت في مجال التأمين لفترة طويلة، وكانت حينها شابة لها ذوق جيد في اختيار الملابس، كما هو الحال مع كثيرات مثلها، وظلت تشارك الأصدقاء والأقارب إطلالاتها اليومية عبر حسابها على موقع إنستجرام، تقول ندى: "واحدة واحدة بقوا يطلبوا منى أروح معاهم علشان نشتري لبس، ويسألوني طب أظبط البلوزة دي مع إيه، وهكذا"، من هنا فكرت في جعل الحساب متاحًا للعامة، "فتحت الأكونت وبقيت أشارك المتابعين يومياتي".
مع تزايد عدد متابعيها يومًا بعد آخر، زادت الأسئلة التي تتلقها، وأصبحت ندى مصدرًا للمعلومات بالنسبة للمتابعين، ولذلك حاولت التطوير من نفسها من خلال التعلم الذاتي (Self-learning)، ثم قررت صقل شغفها بالدراسة من أجل الحصول على شهادة معتمدة في المجال، فذهبت إلى دبي عام 2017 ودرست تنسيق الأزياء (Personal Styling) في معهد FAD للموضة والأزياء، "لما رجعت مصر الأسئلة زادت عن الكورس وليه مش بيحصل في مصر، فاتكلمت من المسئولين عن الأكاديمي وقدرت أقنعهم ينظموا تدريبات في مصر"، وبالفعل أصبحت ندى هي المسئولة عن تنسيق الكورسات وورش العمل في مصر، كما حصلت على كورس آخر من نفس المعهد لتكون منسقة أزياء للمشاهير (Celebrity stylist).
اقرئي أيضًا: شفيعة الوكيل تشكل حواديت فنية بالفضة والأحجار الكريمة
وبالعودة لما قبل ذلك، فقد كانت ندى أحد العملاء المميزين لشابة من سلوفاكيا تملك متجر أونلاين، وبعد فترة من التعارف والصداقة، اتفقتا على أن يتشاركا في هذا المشروع، "اشتلغنا سوا من 2012 وحققنا نجاح كبير كأونلاين ستور، لكن المشروع وقف لأنها قررت تسافر من مصر"، وبعد فترة من التوقف، والعمل على التطوير ذاتها، وجدت أن أسعار قطع الملابس الجيدة مرتفعة الثمن ولا يقدر الجميع على تحمل تكلفتها، ولهذا قررت افتتاح المتجر الإلكتروني الخاص بها، فكان "BASTET" في ديسمبر من العام 2018، وفي وفترة قصيرة استطاعت تحقيق نجاح مشهود، ووصلت بالماركة الخاصة بها إلى عدد من الفنانات، ومنهم هنا الزاهد وحلا شيحة وإيمان العاصي وغيرهن.
"
فضلت شهر ونص بحاول اختار اسم يعبر عن الحاجة اللي عايزة أقدمها، وفي الآخر رسيت على باستيت"، فحبها للحضارة المصرية القديمة وتأثرها بمعابدها الخالدة، ونقوشها الرائعة، وأساطيرها الحية، جعلها تختار اسم الإلهة باستيت، والتي كانت تتمثل في جسد امرأة ورأس قطة، وهي معبودة الحنان والوداعة لدى الأجداد القدماء، "وباستيت لما بتتحد مع سخمت اللي هي أنثى الأسد بتبقى محاربة للشر ورمز للقوة، وبكده الاسم بقى يجمع الجزء الناعم والرقيق في كل ست وكمان الجزء القوي القادر على عمل المستحيل"، وفي "باستيت" تتجلى نظرتها إلى المرأة بشكل عام، فـندى مؤمنة بقدرة النساء وقوة تحملهن، وأنهن قادرات على آداء أكثر من وظيفة بنفس القدر من النجاح وفي نفس الوقت.
اقرئي أيضًا: إيمان الحمود إعلامية سعودية على مونت كارلو الفرنسية
وبجانب "باستيت"، فهي مدونة موضة، ومنسقة أزياء، والوظيفة الأخيرة هي الأقرب إلى قلبها، لأنها تلمس الفرق الذي تصنعه في حياة الأشخاص على أرض الواقع، ومن خلال شيء بسيط مثل اختيار الملابس، لكن تواجهها صعوبات تنظيم الوقت بين كل هذه المسؤوليات، بالإضافة إلى أولويتها كأم لطفلين، "كمان فيه مشكلة إن الناس في مصر لسه مش متعودين على إن حد بيشتغل Personal Stylist، ويعني إيه أجيب حد علشان يجي يشتري معايا هدوم!"، وتوضح أن الأمر لا يتعلق بمجرد شراء الملابس، فهي دراسة قائمة بذاتها وتمر بأربع مراحل، الأولى.. مقابلة العميل ومعرفة الألوان التي يفضلها وكيف يرى شكل جسمه، وفي أي نوع من الملابس يرتاح، والثانية.. تعتمد على عمل دراسة تحليلة للجسم ولون البشرة وما يناسبه من ملابس لإبراز مواطن الجمال، والثالثة.. وفيها تدرس خزانة ملابس العميل والقطع المتوفرة بها والناقصة منها، وأخيرًا يأتي دور عملية الشراء، "اتأثير الأربع خطوات دول كبير على الناس لأنها بتزود ثقتهم في نفسهم، وبتنعكس على نفسياتهم بعد كده."
وأكثر ما تفخر به ندى في عملها، مدى التطور الذي يحققه مصممين الأزياء العرب على الصعيد العالمي، وكيف أنهم كل يوم يثبتون قدراتهم ومواهبهم، "أهم حاجة إننا بقى عندنا مصممين بيعملوا حاجات فريدة وجاية من ثقافتنا مش نقل من برا وخلاص".
وتحلم بتقديم ما أسمته "وعي بأهمية تنسيق الملابس" لمتابعيها، بالإضافة إلى رغبتها في أن تكون أقرب إليهم من خلال سلسلة مصورة هدفها تقديم بدائل من الملابس وأدوات التجميل الأقل سعرًا، "علشان الجمال مايبقاش حكر على طبقة معينة، وأقدر أكون أقرب للناس".
اقرئي أيضًا:
نرمين النمر تتجه للعمل الحر في مصر بـ الحريفة
الكاتب
ندى بديوي
الخميس ٠٩ مايو ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا