حياة الفهد سيدة الدراما والكوميديا الخليجية
الأكثر مشاهدة
منذ أكثر من نصف قرن، بدأت حياة الفهد مشوارها مع التمثيل والكتابة، واستطاعت أن تكون ضمن جيل من المبدعين الذين ساهموا في صنع تاريخ الفن الخليجي، وإثرائه بالأعمال الدرامية، فقدمت أكثر من 150 عمل درامي تنوعت بين المسلسلات والأفلام والمسرحيات، وحتى المسلسلات الإذاعية، ليمنحها محبوها لقب "سيدة الشاشة الخليجية".
تعرفي على: إيمان الحمود إعلامية سعودية على مونت كارلو الفرنسية
حياة الفهد أحمد يوسف آل فهد
ولدت حياة الفهد أحمد يوسف آل فهد في 18 أبريل عام 1948، في منطقة شرق بالعاصمة الكويت، وانتقلت بعدها مع أسرتها إلى منطقة المرقاب، وكانت والدتها هي المسئولة عن تربيتها وأشقائها بعد وفاة الأب، وكانت الأم شديدة وصلبة لا تسمح بالخطأ ولا تتقبله، مما جعل حياة الفهد تراها قاسية.
التحقت حياة الفهد بالمدارس في الكويت، ولكنها لم تكمل تلقي العلم بعد المرحلة الابتدائية، ورغم ذلك استطاعت أن تتعلم القراءة والكتابة باللغة العربية والإنجليزية أيضا. عملت في مستشفى الكويت، ولكن كان التمثيل هو حلمها، فمنذ كانت طفلة تشاهد فيلما مصريا بالأبيض والأسود لفريد الأطرش، وهي واقعة في حب الفن السابع، وتعشق الذهاب إلى السينما.
ظلت فكرة التمثيل تراودها حتى مع انشغالها في العمل والوظيفة الروتينية، وبدا أنه من الممكن أن يتحقق حلمها مع زيارة فرقة تمثيل "أبو جسوم" للمستشفى التي تعمل بها، وللمصادفة سألها وزميلتها أمينة الشراح إن كن راغبات في العمل بالتمثيل والمسرح، فأفصحت له الشراح عن رغبتها في أن تكون مذيعة، وأشارت إلى أمنية حياة الفهد في أن تكون ممثلة.
وبعد محاولات من إقناع والدتها كي تعمل في التمثيل، والتي كانت تواجه بالرفض حينا والضرب أحيانا أخرى، أصرت حياة الفهد على أن تحقق ما أرادت، للدرجة التي جعلتها تُضرب عن الطعام، حتى تمكنت من الحصول على موافقة أمها بعدما أقنع "أبو جسوم" أخيها في أثناء لقائهما صدفة في فترة الخدمة بالجيش، والأخ بدوره استطاع أن يقنع الأم.
أولى مشاركات حياة الفهد الفنية، كانت مسرحية "الضحية" عام 1963، وتوالت بعدها مساهماتها في عدد كبير من الأعمال الدرامية التلفزيونية والمسرحية، فظهرت لاول مرة على التلفزيون من خلال مسلسل "عايلة بو جسوم" عام 1964.
اقرئي أيضا: ريم الهاشمي أصغر وزيرة إماراتية وقدوة المرأة العربية
مسلسلات حياة الفهد
"سيدة الشاشة الخليجية" لقب استحقته حياة الفهد عن جدارة، بعد أن تمكنت من أن تترك بصمتها لدى المشاهد الكويتي والخليجي، فكانت واحدة من صناع الفن الذين أثروا وساهموا في أجيال من الأطفال والشباب الخليجيين، فحياة الفهد قدمت الدراما ببراعة، وانتزعت الضحكة وأتقنت الكوميديا بسهولة.
على مدى فترات من تاريخها الفني، قدمت عدد من الثنائيات الفنية المميزة، ومن أبرزها العمل مع الفنانة سعاد العبد الله، فقدما معا مسلسلات: "رقية وسبيكة" عام 1986، و"على الدنيا السلام" عام 1987، و"خرج ولم يعد" عام 1980، وآخرها مسلسل "البيت بيت أبونا" عام 2013.
قدمت حياة الفهد ما يقرب من 180 عمل درامي متنوع، ما بين المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية والأفلام السينمائية، كما قدمت في الفترة من 1965 وحتى 1968 عدد من البرامج الإذاعية على إذاعة الكويت ومنها برنامج "نافذة على التاريخ"، وفي فترة السبعينيات صدر لها ديوان شعري بعنوان "عتاب"، ولكنها تعتبره مجرد هواية لن تعيدها مرة ثانية.
على مدار مسيرتها الفنية التي تخطت الخمسين عاما، قدمت حياة الفهد مسلسلات كوميدية واجتماعية، فما زال جمهورها يذكر لها مسلسلات مثل: "خالتي قماشة"، "سليمان الطيب"، "عيال الذيب"، "الخراز"، و"مع حصة قلم"، كما قدمت عدد من السهرات التلفزيونية، منها "حاجز الذكريات"، "أنا وأختي"، و"أوراق الخريف".
أبدعت حياة الفهد على خشبة المسرح، فما بدأته بـ "الضحية" استمر وأكملت عليه مسرحيات كوميدية ما زال جمهور الخليج يحتفظ بذكراها، مثل "شيكات بدون رصيد"، "بيت العزوبية"، "عبيد في التجنيد"، و"صح النوم يا عرب"، كما كان لها مشاركتين في السينما بفيلمي "بس يا بحر" عام 1971، و"الصمت" عام 1976.
اقرئي أيضا: فاتن حمامة وجه القمر التي بدأت مسيرتها بيوم سعيد
تتمتع حياة الفهد بثقافة واسعة، أكسبتها القدرة على الإلمام بقضايا وهموم المجتمع الكويتي والخليجي، خاصة، المرأة الخليجية، فعكفت على كتابة عدد من الاعمال الدرامية التي شاركت في تأديتها، ومنها مسلسل "سليمان الطيب"، ومسلسل "الحريم"، وآخرها مسلسل "بياعة النخي"، الذي تم عرضه في رمضان 2016.
تشارك حياة الفهد في بطولة أول فيلم سعودي سيتم عرضه في المملكة العربية السعودية، وهو فيلم "نجد"، الذي يرصد تاريخ السعودية وخاصة في فترة الخمسينات، وتجسد فيه الشخصية الرئيسية في الفيلم، ويتعاون معها في البطولة مريم الغامدي وزهرة الخرجي وماجد مطرب، وسعدت الفهد بتواجدها في الفيلم، الذي سيتزامن عرضه مع افتتاح دور السينما في المملكة.
أعمالها الدرامية والفنية، جعلتها رمزا لأمة الخليج، وحصدت حياة الفهد على مدى مشوارها الفني عددا من الجوائز التي تقدر هذا المشوار وتعترف بأهميته، ومنها، التكريم من عدد من المهرجانات كمهرجان الخليج السينمائي عام 2010، ومهرجان جورد أوردن ومهجرجان وهران السينمائي، وفي عام 2016، حصلت على جائزة أفضل فنانة في دور أول من مهرجان أبها، وتم تكريمها عن مسيرتها الفنية بمهرجان الضيافة عام 2018.
تزوجت حياة الفهد مرتين، الأولى عام 1963 من طبيب عراقي، وأنجبت ابنتها سوزان، والثانية من رجل لبناني لديه ابنتان توأم هما مي ومها، وتولت تربيتهما مع ابنتها، كما ضمت لحضانتها فتاة يتيمة اسمها "رزان" وعكفت على تربيتها كابنتها.
اقرئي أيضا:
حياة سندي عالمة سعودية استطاعت أن تنفع البشرية
الكاتب
هدير حسن
الأحد ١٢ مايو ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا