مها الغنيم سيدة أعمال كويتية أحدثت ثورة في مجال الأعمال
الأكثر مشاهدة
تربت مها الغنيم في أسرة منحت لكل أبنائها فرص متساوية ومميزة من أجل الحصول على تعليم جيد ومستقبل واعد، فتمكنت سيدة الأعمال الكويتية أن تكون من أولى السيدات اللاتي تخوضن مجال العمل في المال والأعمال، وتحقق إنجازات الوصول إلى العالمية، وتترك سيرتها الذاتية التي امتدت لأكثر من 30 عاما تحكي عنها.
تعرفي على: ريم الهاشمي أصغر وزيرة إماراتية وقدوة المرأة العربية
مها الغنيم السيرة الذاتية
مها خالد آل الغنيم، ولدت في الكويت، وألحقتها أسرتها بمدرسة داخلية في سويسرا، فكان هناك دوما إيمان بقدرة الفتيات على أن يحققن أحلامهن ويساهمن في إحداث التغيير، طالما توفر التعليم الجيد، درست مها بعدها في جامعة ولاية سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة، حيث حصلت على بكالوريوس الآداب والعلوم في الرياضيات عام 1982.
فور التخرج، عادت مها الغنيم إلى الكويت، وقررت أن تعمل في واحدة من الشركات الكويتية الخاصة، وكانت محطتها الأولى شركة الكويت للتجارة الخارجية والمقاولات والاستثمار، وفي عام 1994 تولت منصب مساعد المدير العام لإدارة الأصول بالشركة الكويتية للاستثمار، وكانت مسئولة عن جهات استثمار ثروات دولة الكويت في الأسواق الإقليمية والدولية.
مع مرور سنوات الخبرة بالعمل في مجال المال والتجارة، وتولي الغنيم عضو مجلس إدارة شركة الاستشارات المالية الدولية في الفترة من 1986 إلى عام 1988، بالإضافة إلى عضوية مجلس الإدارة لبنك الكويت المتحد على مدار الأعوام من 1994 وحتى عام 1998، شعرت أن السوق الكويتي والخليجي في حاجة إلى أدوات استثمارية جديدة، رغم أن حجم السوق الرأسمالي وقتها صغير.
قررت الغنيم مع مجموعة من المتخصصين أن تنطلق بداية التوسع الاستثماري من شركة جديدة تقدم احتياجات السوق، فأسست شركة بيت الاستثمار العالمي (جلوبال) في عام 1998، بهدف توسيع قاعدة السوق الرأسمالي، وبالفعل، تمكنت من خلال شركتها أن تُحدث ما يمكن وصفه بـ "الثورة" في مجال المال والأعمال.
حققت شركة جلوبال مجموعة من الإنجازات والتوسعات، وأصبحت واحدة من أهم وأكبر شركات الاستثمار في الكويت والخليج العربي، فتوسعت في البحرين والإمارات وقطر ومصر أيضا، واقتحمت السوق الهندية والصينية والتركية أيضا، واستطاعت أن تحقق أرباحا وصلت في واحدة من السنوات إلى 300 مليون دولار، كما ارتفع رأس مال الشركة من 50 مليون دولار إلى خمسة مليار دولار، وكان وراء هذا النجاح الواسع إيمان ورغبة حقيقية في التغيير، حتى حلّ عام 2008.
"من أكبر العوائق التي مررت بها في حياتي" تتذكر الغنيم الوقت الذي خيمت فيه الأزمة الاقتصادية العالمية على أسواق المال في العالم كله، وكيف كان لها تأثير الصاعقة، فالإنجازات التي حققتها شركة جلوبال على مدار سنوات، ضاعت وطريق الصعود الذي كان مفروشا بالنجاحات، غير مساره نحو الهبوط، وأصبحت قيمة الشركة في الأسواق المالية تساوي صفر.
كان التحدي كبيرا، والوضع متأزم وساري على الكل، ولكن الاستسلام وقبول الفجائع والمصائب على أنها أمر واقع لا يمكن التعامل معه، لم يكن من شيم الغنيم، التي قررت أن تُنهض شركتها من كبوتها، لتستعيد نشاطها، وآمنت أن أول السبل للعودة هو الشفافية والقدرة على تحمل المسئولية، وتذكرت ما كانت تخبرها بها والدتها دوما "كل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر، إلا المصائب والهموم تبدأ كبيرة ثم تصغر".
استعادة الغنيم ثقة العملاء في شركتها، وناضلت مع فريق عملها من أجل إتمام عديد من الصفقات، وتمكنت الشركة من العودة لإدارة ما يقرب من 4 مليارات دولار أمريكي، لأنها لم تفقد إيمانها بنفسها، ولم تتكبر على المشكلات أو ترفض التعامل مع الواقع الذي فُرض عليها، ولكنها اتسمت بالمرونة وتعلمت من أخطاء وتجارب الماضي.
اقرئي أيضا: ريما بنت بندر بن سلطان أول سفيرة سعودية في المملكة
تولت مها الغنيم منصب الرئيس التنفيذي لبيت الاستثمار العالمي (جلوبال) في الفترة من 2007 وحتى عام 2014، حين قدمت استقالتها وسلمت مقاليد الأمور لإدارة جديدة، وعلى مدى سنوات عملها، كانت تعمل بعدد من الشركات والمصارف، وتتولى مناصب أخرى، فكانت عضو مجلس إدارة بنك الكويت الصناعي، ونائب رئيس مجلس إدارة الشركة الكويتية للخدمات التمويلية، وعضو لجنة الممارسين لسوق دبي المالي الدولي، وعضو مجلس إدارة بنك مسقط الدولي.
امتلكت مها الغنيم مهارات عدة مكنتها من القدرة على القيادة والإدارة، فكانت دوما ترى في الاستمرارية على العمل فرصة للنجاح، وتقبل التعلم مهما بلغ بها العمر أو وصلت في المناسب "لا يوجد تكبر على التعلم، فأنا أوقات أتعلم حتى من أصغر الموظفين، فالمنصب لا يعني عدم حاجتنا للتعلم"، كما أنها كانت دوما ترى في المشكلات فرصة جديدة، وفي كل إنجاز صغير طريق ممهد نحو نجاح كبير.
"اعلم أن الدهر يومان، يوم لك ويوم عليك، فإن كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصبر، فكلاهما سينحر" واحدة من مقولات الإمام علي ابن أبي طالب، التي تؤمن بها مها الغنيم، التي لديها 4 أبناء، وتعتز وتفتخر بانتمائها إلى أسرة كان الوالد والوالدة فيها يقدرون مميزات أبنائهم وينمون نجاحاتهم، ولذلك ترى أن العمل على أهميته لا يجب أن يسحب الإنسان من حياته الاجتماعية واهتماماته.
تم تكريم المشوار المهني لمها الغنيم، فكانت ضمن قائمة مجلة نيوزويك العربية من بين 43 شخصية الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط في عام 2005، كما تسلمت جائزة الصناديق الإسلامية المتميزة من بنك البحرين عام 2007، ولقبتها مجلة أرابيان بيزنس بـ "سيدة أعمال العام" في 2006، وكانت ضمن قائمة أقوى مائة امرأة في العالم لمجلة فوربس لعامي 2007 و2008 و2010.
اقرئي أيضا:
حياة سندي قصة عالمة سعودية استطاعت أن تنفع البشرية
الكاتب
هدير حسن
السبت ١٨ مايو ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا